أبا أحمد نفتقدك كثيراً
إنه لأمر صعب أن نكتب عما يجيش في قلوبنا، في لحظة من الزمن لا يمكن إلا أن نعود بالذاكرة إلى الوراء، فلكل واحد منا في نفسه حكاية، ولكن أن نكتب لنودع رفيقاً أمر يُصعّب المهمة، فأبو أحمد ذلك الإنسان الذي تعود على ضروب جمة من النشاط يغيب عنا في لحظة عين دون سابق إنذار، إنها الأقدار غير المنصفة، فبين الحين والآخر كنا نراه وبذلك النشاط والقوة، يغيب في لحظة من الزمن، إنها الأقدار مرة أخرى.
وأنا أكتب هذه المرثية تتشكل في ذهني سلاسل كاملة من لحظات وجوده الجسماني بيننا في المنبر التقدمي، أو في أماكن عدة كنا نرتادها لنراه واقفاً بجنبنا بابتسامته المحببة، وبطيبة قلبه، وببساطته المعهودة.
قد رحلت سريعاً يا أبا أحمد وما زالت لديك مدخرات من القوة الجسدية والفكرية، ومن النشاط الذي لا ينضب، لكن هي الأقدار التي لا تترك لدى الآخرين سوى الحسرة واللوعة على فراق من نـحبهم.
فزعت لسماع الخبر المفجع برحيلك المفاجئ، وبت في حيرة من تصديقه على رغم تأكيده من أكثر من مصدر، لكن هي الصدمة التي تفاجئ الإنسان في مثل هذه الظروف وفي مثل هذه الأحوال غير المعتادة.
رحل أمير وترك غصة في قلوب محبيه، ومازالت الأحزان تعتلج في أنفسنا من هذا الرحيل السريع، كل ذلك، ومع ذلك، سيبقى أمير في وجداننا نتذكره دوماً، وستظل ابتسامته مطبوعة في ذاكرتنا ولن تغيب عنا كل حركة من حركاته الممزوجة باللطف والأنس واللباقة، فقد ترك لنا إرثاً من كيفية التعامل اللبق مع الآخرين، ما أهله لأن يكون محبوباً من الجميع، وما الوداع الأخير له في حضور مهيب إلا دليل على هذه المحبة، وهو بمثابة تكريم له من أصدقائه ورفاقه ومحبيه.
أمير ذلك الإنسان الذي لم يدع خلال حياته العملية كلها، كلمة تفلت منه دون أن تكون متفقة مع محبته للآخرين، ومن دون أن تحرج أو تعكر مزاج.
رحل عنا دونما سابق إنذار كما كانت عادته في لقياه دونما إنذار، وكأنما الصدفة هي ديدنه، كل ما نود قوله تجاه هذا الإنسان العذب هو أنه يحمل قلب طفل، قلباً صافياً، ونية مفعمة بالحب للآخرين وببساطة لا توصف، ودونما أقنعة أو رتوش.
عندما أستعرض في ذهني طلته البهية وتفاصيل تلك اللقاءات الفجائية، أتساءل إن كان أمير قد رحل فعلاً، وكأنما ذلك الشعور حلم يراودني بين الفينة والأخرى لأستفيق على وقع الحقيقة المرة بأن أمير ذلك الإنسان الذي نـحتاج إليه قد رحل فعلاً، فليس هنالك شيء باقٍ إلا الأفعال الطيبة، وما قام به أمير من أعمال خيرة وهي أسمى معنى للنُّبل ستبقى حية في ذاكرتنا.
كل ما أود قوله في رثاء أبي أحمد أمير الشاخوري بأن حياته كانت مستوحاة من العفة الطاهرة، فلترقد بسلام، فأنت حي في قلوبنا نـحن محبيك.
حميد علي الملا
أمك ثم أمك ثم أمك... لم يكن الحديث عنها من فراغ، حملت، أنجبت، سهرت، تعبت، علمت، صبرت وكم من المعاناة تذوقت؟ ومن أجل من؟ من أجلك أنت... ترعاك ليل نهار، تخاف عليك من نسمة الهواء، تكابد السهر إذا مرضت، وتطمئن إن شفيت، تفكر ليل نهر بسعادتك، لا تنام أبداً حتى يزور النوم جفنك، ولا ترتاح أبداً حتى يحل السرور عليك، تجعلك تكبر وتكبر وتعلمك الحروف الأولى، كما علمتك الخطوات الأولى، ومهما كبرت تبقى أنت الطفل في عينها.
يا درة البصر... يا لذة النظر... يا نبضي... كلي خجلٌ وحياء من نفسي على تقصيري... دعيني أقبل قدميك، علني أحظى ببركِ، دعيني أحملك على ظهري علني أخفف آلآم قدميك ، دعيني خآدمةً لك علنيّ أوفيّ القليل ..مهمآ فعلتْ لن أستطيع أن أوفي حقك ، فـلو سجدتُّ شكراً لكونكِ أمي، لمضيت عمري ساجدة.. أمااه ما أعظمك، ثمانية من أحشائك جميعهم تحت قدميك، رآجين عفوك ورضاك، شآكرين عطائك وحنانك وحبك الدائم... أم بشار دمتِ فخراً لأبنائك ودمتِ لهم... حفظ الله أمي وأمهاتكم جميعاً وكل عام وكل أمٍّ بصحة وعافية، وأطال الله أعمارهن.
إيمان شبيب
خاطري مكسور وعلى قلبي الحزن خيَّم
أتذكر ايامي معاج وابتسم واتألم
ساعه يمر طيفج أضحك له واتبسّم
وساعه علي اتمر ذكرى الفاتحه والماتم
وهذا عيدج يالحنونه يا دوا الروح والبلسم
أقبل علي وآنا اعلى روحج اترحّم
يا ليتني في وسط قبرج لج انضم
وارتاح من دنيا بدونج ما ترحم
صحيح اشتاق وصعبه انّي اتأقلم
واصبر روحي لأن أعرف ربي عليج ارحم
كل سنه وانتي لجروحي دواها والمرهم
كل سنه ويكبر مكانج أعظم او أعظم
الله يرحمج يمه وعليج بالجنه يتكرّم
ويصبرّ كل من فقد أمه في عيد الأم
حنان عبدالله
جعلوا من الواحد والعشرين مارس/ آذار من كل سنة تاريخاً للاحتفال بالأم، تذكيراً لعطائها اللامحدود، شكراً وعرفاناً لكل ما قدمته لنا طول هذه السنين، جعلوا منه يوماً لاجتماع معها وملتقى ذاكرة الأيام الطويلة. يبذلون كل ما بوسعهم لجعل هذا اليوم من أجمل الأيام التي تخلدها الذاكرة ولا يستطيعون نسيانه، يترددون بماذا يجب عليهم انتقاؤه من هدايا تمثل شكراً لها، يختمون هذا الاحتفال بكعكة كتب عليها «كل عام وأنت بخير ماما» وهكذا يمضي اليوم.
فقد أوصانا الله ببرها دائماً دون أن يحدد لنا يوماً أو ساعة حتى نجتمع أو نحتفل معها، دون كذلك أن يخص يوماً للأم أو للأب، سأختصر الكلام بقوله تعالى في سورة الإسراء «وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا» (23، 24: الإسراء).
كتبت هذه الأسطر لأخبر أمي بمدى فخري بها واعتزازي الشديد بها، في كل مرة أراها ينتابني شعور البكاء لأنه أعلم أن الدنيا سلبت منها أبسط حقوقها، سلبت منها حقها في التعليم، إنني الآن أكتب لها ولكن لا تستطيع أن تقرأ أحرفي وإن صعب عليها تهجئها، أمي قد علمتني أمراً بأن الإنسان يستطيع أن يبدع وينجز ويعمل مادام لديه العقل والحكمة والقراءة، بينت لي أهمية العلم وأهمية التعليم، ولكن تعلمين أمي قارنت بين مدرسة العلم ومدرسة الحياة التي قدمتها لي ولإخواني أيقنت أمي تماماً ألا يسلم الطريق دون نهلها من مدرسة الحياة، ألا وهي مدرستك يا أمي، علمتنا الكثير، علمتنا أهمية ما فقدته، علمتنا قبح كلمة «أمية» أو «غير متعلم»، على رغم أن العيب في ذلك المجتمع الذي خلقتِ فيه، وجعل هذا الأمر مقتصراً على فئة دون الأخرى. أمي أول مرة أقف عاجزة أمام أحرفي وكلماتي أشعر أنني لا أعرف كيفية صياغة أفكاري؛ ولكن أعلم يا أمي أنني سأقرأ إليك ما كتبته كما اعتدتِ مني.
مريم حميد محسن العبد الظاهر
العدد 4948 - الخميس 24 مارس 2016م الموافق 15 جمادى الآخرة 1437هـ
عجيب الشعر
ما شاء الله على اللي كاتبة شعر عن الام اقصد حنان عبدالله ما اعرفش بس تسلم يمناش والله يرحم امش