على وقع أمواج البحر، وأنغام الموسيقى العربية، كشفت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، لـ «الوسط»، عن جملة مشروعات أنجزت بعضها الهيئة، فيما تنوي العمل على بعضها الآخر في فترات لاحقة.

الشيخة مي التي كانت تتحدث في حفل افتتاح النسخة الـ 17 لمعرض البحرين الدولي للكتاب، في موقع متحف البحرين الوطني، أمس الخميس (24 مارس/ آذار 2016)، فصلت ذلك بالقول: «مع نهاية العام الجاري سنحتفل بافتتاح مسجد الخميس (مركز زوار المسجد)، وبعد أيام في (16 أبريل/ نيسان 2016)، نحتفل بدار المحرق، وهي دار للطرب تخدم دور الطرب الأصلية في المحرق، وبعدها بشهرين سنحتفل بدار الرفاع التي ستقوم بالدور نفسه لمنطقة الرفاع، كما سنحتفل أيضاً بافتتاح المكتبة الخليفية». وأضافت «نسعى في الهيئة لإنشاء عدد من المتاحف والمراكز في عدد من المواقع الأثرية، من بينها باربار، سار، وعالي».

وكان رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، قد أناب نائب رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ علي بن خليفة آل خليفة، لافتتاح المعرض الذي يمتد حتى (3 أبريل 2016)، ويحظى بمشاركة واسعة قوامها 380 عارضاً، من داخل البحرين وخارجها.

الشيخة مي لـ «الوسط»: افتتاح مسجد الخميس نهاية 2016... ومتاحف في باربار وسار وعالي

المنامة - محمد العلوي

على وقع أمواج البحر، وأنغام الموسيقى العربية، كشفت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، لـ «الوسط»، عن جملة مشروعات أنجزت بعضها الهيئة، فيما تنوي العمل على بعضها الآخر في فترات لاحقة.

الشيخة مي التي كانت تتحدث في حفل افتتاح النسخة الـ 17 لمعرض البحرين الدولي للكتاب، في موقع متحف البحرين الوطني أمس الخميس (24 مارس/ آذار 2016)، فصلت ذلك بالقول «مع نهاية العام الجاري سنحتفل بافتتاح مسجد الخميس (مركز زوار المسجد)، وبعد أيام في (16 أبريل/ نيسان 2016)، نحتفل بدار المحرق، وهي دار للطرب تخدم دور الطرب الأصلية في المحرق، وبعدها بشهرين سنحتفل بدار الرفاع التي ستقوم بنفس الدور لمنطقة الرفاع، كما سنحتفل أيضاً بافتتاح المكتبة الخليفية».

وأضافت «نسعى في الهيئة لإنشاء عدد من المتاحف والمراكز في عدد من المواقع الأثرية، من بينها باربار، سار، وعالي».

وكان رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، قد أناب نائب رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ علي بن خليفة آل خليفة، لافتتاح المعرض الذي يمتد حتى (3 أبريل/ نيسان 2016)، ويحظى بمشاركة واسعة قوامها 380 عارضاً، من داخل البحرين وخارجها، كما ستشتمل أيامه العشرة على فعاليات ثقافية متنوعة بالتعاون مع المملكة الأردنية الهاشمية، ضيف شرف المعرض لهذا العام.

وزير الخارجية: كل شيء يأتي ويذهب وتبقى الثقافة

من جانبه، تحدث وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، إلى «الوسط»، مسجلاً انطباعاته أثناء افتتاح معرض البحرين الدولي للكتاب، فقال «نحن نتنفس في معارض الكتاب، فهي من أجمل الأشياء التي نحضرها في البحرين ودائماً نحرص على التواجد في البلد لحظة تنظيمها»، مثنياً على جهود رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، نظير دورها في إحياء التراث البحريني وحفظ ثقافة البلد ونشر المعرفة، بما أنتج انتشار ثقافة معارض الكتاب من قبل جهات رسمية وخاصة.

وبشأن دلالات اختيار موقع متحف البحرين الوطني مكاناً لاحتضان المعرض، قال «المكان موفق بما يمتلك من جمال قوامه ثنائية المسرح الوطني والمتحف، وهي الثنائية التي تنتمي لها الثقافة».

وتعقيباً على السؤال بواقع الثقافة في مملكة البحرين، رد الوزير «واقع الثقافة لا يتغير ولا علاقة له بالظروف بوصفه مسألة اجتماعية خالصة، تتعلق بمجتمع البحرين المثقف الواعي»، مضيفاً «الأمور كلها تأتي وتذهب، لتتبقى الثقافة عموداً راسخاً».

وعن رأيه بدور هيئة البحرين للثقافة والآثار، أوضح «يعجز اللسان عن الثناء على ما تقدمه الهيئة ورئيستها، فلايزال عطاء الشيخة مي يتجدد، على رغم التحديات التي تعترض طريق الثقافة».

الشيخة مي: تسمية السياحة لصيقة بالثقافة

بدورها، تحدثت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، إلى «الوسط»، عن المعرض، فقالت «المعرض يقام في نسخته الـ 17، وللمرة الرابعة من قبل الهيئة بعد تغيير المسمى من وزارة لهيئة»، وأضافت «نحن نعمل على تنظيم المعارض بشكل مختلف، فتجد المعرض الفني، المعرض الثقافي، وحضور ضيف شرف، ففي العام الأول استضفنا المغرب، وفي العام الثاني تونس، وفي العام الثالث، فيما نستضيف هذا العام المملكة الأردنية الهاشمية»، وتابعت «نسعى من وراء ذلك لتعزيز التبادل الثقافي عبر المشاركات كضيف شرف».

وعن اختيار موقع المتحف لإقامة المعرض، قالت «في هذا العام انتقلنا الى موقع متحف البحرين الوطني لكي نمتع الزائر والمواطن بمشهد البحر، وقربه من المسرح الوطني، فالكثيرون من أهل البحرين ربما لم يزوروا المسرح والمتحف، ولم يكتشفوا المرفأ الذي يقودهم إلى بداية طريق اللؤلؤ، والمرفأ الذي تم تدشينه قبل أكثر من عامين».

وأضافت «نحن نؤكد على الدوام أن الثقافة ومضمونها دائماً بين قلاع وبين معالم هي ما يجذب المواطن والزائر، لذلك فإن مضمون السياحة هو ما نقوم بالترويج له عبر أدواتنا التي يعترف بها العالم أجمع».

وتابعت «كذلك، فإن اختيار موقع المتحف، أنتج بناء جسر، وساهم في التوفير في الموازنة، ونحن هنا نجدد شكرنا للجهات الداعمة في تشييد الجسر الواصل بين المسرح والمتحف، وعبور البحيرة التي تفصل بين أجمل معلمين في المنامة».

وتعليقاً على إشادة بعض زوار المعرض بدورها في قيادة هيئة الثقافة، قالت الشيخة مي «هي نابعة من حب مملكة البحرين، فحبك لبلدك ولعملك، وإيمانك بالثقافة بوصفها فعل مقاومة على الدوام، فستتمكن من أن تبدع وتعطي وتبتكر حلولاً وجمالاً ترسخ البحرين كوجهة للسياحة الثقافية».

وعن واقع الثقافة في البحرين، حيث الإنجازات والتحديات، قالت «هنالك الكثير على القائمة ينتظرنا، فمع نهاية العام الجاري سنحتفل بافتتاح مسجد الخميس (مركز زوار المسجد)، وبعد أيام في (16 أبريل 2016)، نحتفل بدار المحرق، وهي دار للطرب تخدم دور الطرب الأصلية في المحرق، وبعدها بشهرين سنحتفل بدار الرفاع التي ستقوم بنفس الدور لمنطقة الرفاع، وهناك أيضاً المكتبة الخليفية».

وأضافت «جميع المشاريع التي نسعى لتكريسها كبنية أساسية تحتية للثقافة تأتي بدعم القيادة الكريمة أو القطاع الخاص، فمركز زوار مسجد الخميس بدعم سمو ولي العهد، والمكتبة الخليفية بدعم بنك البحرين والكويت، أما الدور فجزء منها من قبل هيئة البحرين للثقافة والآثار والجزء الآخر مساهمة من شركة «ألبا»، ودائماً نعمل على ابتكار حلول لشح الموازنة التي تقلصت بعد فصل السياحة عن الهيئة، وأنا أكرر القول إن السياحة ليست فنادق بل هي مضمون أي بلد، هويته، تراثه، آثاره، ومعالمه، وهو ما يستحق أن يطلق عليه مصطلح السياحة»، وخلصت للقول «الجانب التجاري محرك أساسي ومهم، لكن التسمية من الواجب أن تلتصق بالثقافة».

وفيما يتعلق بالشراكة مع الجانب الأهلي في الحفاظ على التراث والآثار، قالت «أنت تقف هنا في مركز أهلي (أحد أجنحة المعرض)، والمسئولية التي تحملها مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث، هي مسئولية نابعة من إحساسه بمسئولية المواطن، برفد قطاع الثقافة والاعتماد الذاتي على نفسه، ففي خليجنا دائماً نحن كمواطنين مدللين، التعليم مجاني، الصحة مجانية، وشخصياً يزعجني تعويل البعض على الجهات الرسمية، في الوقت الذي يتوجب علينا القول إن المواطن مطالب بأن يعطي، لا أن يأخذ فحسب».

وفيما إذا كانت هنالك تجارب عملية تنوي الهيئة الشراكة فيها مع الجانب الأهلي، كما يتردد بشأن صناعة الفخار وغيرها، قالت «نحن دائماً نعمل على تطوير الصناعة المحلية ولدينا مشروع لمصنع بني جمرة، ومتحف لتلال عالي، وتكريس مصانع الفخار كوجهة للسياحة الثقافية».

وبشأن المساجد الأثرية، التي أنقذت الهيئة بعضها فيما لايزال بعضها الآخر ينتظر، قالت «شح الموازنة له ارتباط بذلك، لكننا نؤكد على اهتمامنا بالمساجد الأثرية والأسواق القديمة والمقاهي، فكل هذه المعالم التي تشكل ذاكرة البحرين، نسعى لتطويرها حفاظاً عليها ودعماً لهوية البحرين»، مؤكدةً سعي الهيئة لإنشاء عدد من المتاحف والمراكز في عدد من المواقع الأثرية، من بينها باربار، سار، وعالي.

وزيرة الثقافة الأردنية في الأردن... نستمتع بالتنوع

من جانبها، قالت وزيرة الثقافة الأردنية لانا مامكغ، لـ «الوسط»، «إن ما يربط مملكة البحرين بالمملكة الأردنية الهاشمية، كثير جداً، ويجب أن نبني على هذه القاعدة المشتركة. فبالثقافة نبني الكثير وليس لدينا ملاذ سوى الثقافة حتى تجمع ما تفرق في الأمة العربية»، وأضافت «نحن نعبر عن حالة صحية بهذا التمتين للعلاقات، وأملنا أن تصل هذه الرسالة الثقافية للدول التي تعاني من مشاكل الاضطراب الداخلي حتى تلتفت إلى أهمية الثقافة ولحماية مستقبل الأبناء».

وبشأن المشاريع التي يسعى الجانبان لتنفيذها من وحي هذا التعاون المشترك، قالت «نحن وضمن المساحة المخصصة لصلاحياتنا كوزراء للثقافة، سنبني على ما هو موجود أصلاً للمزيد من العلاقات والفعاليات الثقافية النوعية، لذلك سنعمل على توجيه دعوة لرئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، من أجل زيارة الأردن وزيارة المواقع السياحية ذات الطابع الثقافي، وسنحرص على الاستفادة من التجربة البحرينية، وصولاً لتأسيس حالة تبادلية».

وعن حالة التداخل البحرينية الأردنية، قالت «الرؤية واحدة، والتطلعات واحدة إلى عالم عربي ينعم بالاستقرار والازدهار والديمقراطية الحقيقية. هذه رؤية العاهلين في مملكتي البحرين والأردن»، وأضافت «لدينا تاريخ مشترك، فالملك حسين رحمه الله كان في زيارات مستمرة للبحرين، وهناك رؤى مشتركة بين صانعي القرار الأردني والبحريني، على مختلف الأصعدة».

وتفصيلاً لاعتبارها الثقافة حالة تجميع لا تفريق، قالت «في المناهج المدرسية كنا نتحدث عن الدول العربية التي تجمعها اللغة، الدين، العرق، والتاريخ، ومن الواضح أننا أمام عناصر كان لها أن تجمع لكنها لم تنجح، والآن نحن نعول على الثقافة بالمعنى الذي أتبناه شخصياً، الثقافة الحقيقية هي الثقافة التي تنتصر للقيم الإنسانية النبيلة الراقية، تنتصر للحياة، تقاوم العدمية والظلامية، وهي الثقافة الصحية التي نتمنى أن نطبقها في الأردن».

وأضافت «أعتقد أن البحرين تشاركنا في ذلك، وكل الدول التي تشهد حالة من الاستقرار، كما أرى ان على الدول التي تشهد حالة الاضطراب، ان تتبنى هذا الخطاب، بل على كل فرد ان يتبنى هذا الخطاب، فالمثقف الحقيقي ليس بموسوعية المعلومات، ولكن بخلق حالة تصالح مع الذات والمحيط ومع الآخر، عبر احترام التنوع والاختلاف، وعدم الاكتفاء بالاحترام، ففي أحيان يصبح التنوع متعة، ونحن في الأردن نستمتع بما لدينا من تنوع ثقافي».

وفيما إذا كان حديثها هذا يعبر عن مشروع إنقاذ، قالت «نحن لا نعاني من ورطة لكي نبحث عن مشروع إنقاذ، لكننا نتحدث عن مسئولية تجاه الأشقاء العرب، فلنبدأ بأنفسنا، وعلينا أن نبقي على حالة الأمل والأمان التي تعم مملكة البحرين وتعم المملكة الأردنية الهاشمية، وذلك عبر امتلاك برنامج عمل وخطة تنفيذية للمستقبل، للأطفال الذين سيخرجون للعالم بهذا الإرث الذي يمثل عبئاً أسود، نتيجة ما يسمعونه من رسائل دموية يسمعونها كل يوم».

وأضافت «يجب أن نحمل أطفالنا وأجيال المستقبل خطاباً أكثر إشراقاً وانتصاراً للحياة والحق والجمال».

من جانب آخر، ردت الوزيرة الأردنية على سؤال بشأن تقييمها للتجربة البحرينية ثقافياً، قالت «لا أزعم انني على اطلاع بتفاصيل هذه التجربة، الا انني اشير الى المعرض بأجنحته التي تشي بنضج هذه التجربة، فوزارة التربية والتعليم لها جناح هنا، مجلس النواب يمتلك هو الآخر جناحاً ثقافياً معنياً بالارتقاء بالوعي واطلاع الزائر على بعض الحقائق والمعلومات، كذلك هناك الأجنحة الخاصة بالمجلس الأعلى للمرأة وبمؤسسات المجتمع المدني، جنباً إلى جانب دور النشر العربية والأجنبية»، معبرةً عن كل ذلك «بالحالة الصحية».

وبالسؤال عن أكثر ما يستوقفها في تاريخ البحرين الممتد لأكثر من 5 آلاف سنة، أجابت «لن أستبق الأمور، فأمامي ملف يجب أن أقرأه بتمعن، ولا أود الرد بانطباع عابر، فمن الواجب علي أن أقرأ وأطلع، ولا أزعم انني قرأت في السابق، وأنا هنا أمام فرصة للتعرف على البحرين في الماضي والحاضر».