واصلت بلجيكا أمس الخميس (24 مارس/ آذار 2016) تعقب شخصين في إطار التحقيق في اعتداءات بروكسل بعد الكشف عن علاقة ثلاثة من منفذيها تم التعرف إلى هوياتهم حتى الآن، باعتداءات نوفمبر/ تشرين الثاني في باريس، ما يعكس الثغرات الأمنية في بلجيكا وفي مكافحة الإرهاب في أوروبا بشكل عام.
وأشار التحقيق إلى أن الانتحاريين الثلاثة الذين حددت هوياتهم في مواقع الهجمات في مطار بروكسل الدولي ومحطة مالبيك للمترو وفروا على الأقل دعماً لوجستياً في تدبير هجمات نوفمبر في باريس (130 قتيلاً) ومساعدة الناجي الوحيد من الفرق التي نفذتها صلاح عبد السلام، على الفرار قبل القبض عليه الجمعة في بلدته مولنبيك في بروكسل بعد تواريه طوال أربعة أشهر.
وأمس أعلن محامي الفرنسي البالغ 26 عاماً الموقوف في بروج مذاك سفين ماري أن موكله «أبلغه برغبته في الذهاب إلى فرنسا في أسرع وقت ممكن»، مضيفاً أن عبد السلام «لم يكن على علم» باعتداءات الثلثاء.
وقال المحامي سفين ماري إن «صلاح عبد السلام عبر لي عن رغبته في الذهاب إلى فرنسا في أسرع وقت ممكن». وأضاف «سارى قاضية التحقيق حتى لا تعترض بعد الآن على رحيله».
وأضاف أنه «أدرك أن جزءاً صغيراً من الملف يعالج هنا ويريد أن يوضح موقفه في فرنسا وهذا أمر جيد».
ويشير هذا الإعلان إلى تبدل في الدفاع عن الناجي الوحيد من المجموعات التي نفذت اعتداءات باريس التي أدت إلى مقتل 130 شخصاً وجرح مئات آخرين في 13 نوفمبر الماضي.
وكان صلاح عبد السلام أكد في أول جلسة غداة توقيفه أنه يرفض نقله إلى باريس كما تطلب السلطات الفرنسية، في إطار مذكرة توقيف أوروبية.
وقال المحامي إن جلسة أمام غرفة المجلس وهي هيئة بلجيكية للتحقيق حول تنفيذ مذكرة التوقيف، مقررة في 31 مارس.
وأضاف أنه حصل على إرجاء إلى السابع من أبريل/ نيسان لجلسة التي كان يفترض أن تبت الخميس في إبقاء موكله موقوفاً نظراً لحجم الملف الكبير.
وكان سفين ماري يرد على سؤال طرحه صحافي في ختام جلسة أمام غرفة المجلس بالإنجليزية حول ما إذا كان عبد السلام على علم بهذه الهجمات.
ويبقى الحزن يلف العاصمة البلجيكية فيما يبدو التعرف إلى هويات القتلى الـ31 بحسب حصيلة مؤقتة صعباً جداً، وتم التعرف إلى أسماء أربعة منهم فحسب.
وفي مبادرات تعاطف عارم تحولت ساحة البورصة إلى شبه نصب تغطيه الرسائل والأعلام والشموع والورود.
و بسبب تعذر التعرف إلى هويات غالبية الضحايا حتى الآن يعيش الكثير من الأقارب ظروفاً صعبة جداً منذ ثلاثة أيام بسبب هذا الغموض.
وأرسلت الجثث من مطار زافنتيم إلى مسستشفى سان لوك التابع لجامعة لوفان ومن مجطة ميلبيك إلى مستشفى نيدر-اوفر-هيمبيك العسكري شمال بروكسل.
وفتحت صفحة على «فيسبوك» بعنوان «مفقودو بروكسل» لتبادل المعلومات حول كل من اعتبر في عداد المفقودين بعد الاعتداءات.
ويجري البحث عن رجل رابع يظهر مع إبراهيم البكراوي والعشراوي في تسجيل فيديو مراقبة وهم يدفعون عربتي حقائب أمامهما. وحتى الآن لم يكشف المحققون هويته.
كما يجري البحث عن مشتبه به إضافي على علاقة بالهجوم في المترو على ما أعلنت مصادر في الشرطة أمس (الخميس).
العدد 4948 - الخميس 24 مارس 2016م الموافق 15 جمادى الآخرة 1437هـ