حكمت محكمة الجزاء الدولية، أمس الخميس (24 مارس/ آذار 2016)، على الزعيم السياسي السابق لصرب البوسنة، رادوفان كرادجيتش بالسجن أربعين عاماً بعد إدانته بارتكاب إبادة جماعية وبتسع جرائم أخرى ضد الإنسانية وبجرائم حرب خلال حرب البوسنة.
واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الإدانة والحكم «يوماً تاريخياً للعدالة الدولية».
وقال: «هذا الحكم يوجه إشارة قوية إلى كل الذين يتولون مناصب مسئولية بأنهم سيحاسبون على أعمالهم ويبرهن أن الفارين (من العدالة) لا يمكن أن يفتوا من عزيمة المجتمع الدولي الجماعية الحريص على إحالتهم للعدالة بموجب القانون».
لاهاي - أ ف ب
حكمت محكمة الجزاء الدولية أمس الخميس (24 مارس/ آذار 2016) على الزعيم السياسي السابق لصرب البوسنة، رادوفان كرادجيتش بالسجن أربعين عاماً بعد إدانته بارتكاب إبادة جماعية وبتسع جرائم أخرى ضد الإنسانية وبجرائم حرب خلال حرب البوسنة.
واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون الإدانة والحكم «يوماً تاريخياً للعدالة الدولية».
وقال «هذا الحكم يوجه إشارة قوية إلى كل الذين يتولون مناصب مسئولية بأنهم سيحاسبون على أعمالهم ويبرهن أن الفارين (من العدالة) لا يمكن أن يفتوا من عزيمة المجتمع الدولي الجماعية الحريص على إحالتهم للعدالة بموجب القانون».
وقال القاضي أو-غون كوون «رادوفان كرادجيتش، حكمت عليك المحكمة بالسجن 40 عاماً»، بعد إدانته بارتكاب إبادة في سريبرينيتسا في 1995 وبتسع جرائم أخرى تتعلق بالقتل والاضطهاد واحتجاز رهائن.
وأعلن محاميه بيتر روبنسون أمام صحافيين أن موكله «تفاجأ وخاب أمله»، وأنه سيستأنف الحكم.
لكن ما شكل خيبة أمل لآلاف من الضحايا هو إعلان المحكمة أنه ليس لديها ما يكفي من الأدلة لإثبات ارتكاب إبادة «على وجه اليقين» في سبع بلدات بوسنية قبل عشرين عاماً.
وتنتهي بذلك محاكمة تاريخية أمام محكمة الجزاء الدولية لأكبر مسئول تحاكمه هذه المحكمة لجرائم وقعت خلال حرب البوسنة، بعد وفاة الرئيس الصربي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش خلال محاكمته في 2006.
واستمع كرادجيتش البالغ سبعين عاماً دون أي تعبير على وجهه للقاضي وهو يقول إنه «يتحمل بشكل جلي مسئولية جنائية» في قتل وخطف عناصر من قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام.
وتابع القاضي إن كرادجيتش كان «على رأس هيكلية سياسية وحكومية وعسكرية» في القيادة الصربية في البوسنة «وكان في منصب قيادي يتيح له تعزيز عقائدها والترويج لها».
كان كرادجيتش الذي تولى خلال المحاكمة الدفاع عن نفسه، زعيم جمهورية صرب البوسنة. ويفيد محضر الاتهام أنه كان يريد تقسيم البوسنة «وطرد المسلمين والكروات نهائياً من أراض يطالب بها صرب البوسنة».
«له دلالة كبيرة»
وقالت منيرة سوباستش من مجموعة «امهات سربرنيتسا» لـ «فرانس برس» قبل صدور الحكم «آمل أن تحقق هذه المحكمة مهمتها وأن تضع هذا الرجل وراء القضبان. لقد قتل أولادنا».
وأشاد مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، زيد بن رعد الحسين بالحكم معتبراً أنه ينطوي على «دلالة كبيرة لأنه يدحض كل الادعاءات بأنه كان يتولى التحريض السياسي ليس أكثر، ويكشفه على حقيقته: مهندس دمار وقتل على نطاق واسع».
وتابع الحسين في بيان «أدين كرادجيتش بعد 21 عاماً، والحكم تعبير قوي على التزام الأسرة الدولية بالمحاسبة».
وأضاف أن «كرادجيتش نظم ونسق احتجاز واغتصاب وتعذيب وقتل الآلاف، وقصف المدنيين ومحاصرة سراييفو، والتدمير الكثيف للممتلكات بما فيها أماكن العبادة الإسلامية والكاثوليكية».
وبالمثل رحب مدعي جرائم الحرب لدى الأمم المتحدة، سيرج براميرتز بالحكم قائلاً «لقد تم إحقاق العدالة».
وعقدت الجلسة التي حضرها أكثر من مئتي صحافي ونحو مئة دبلوماسي ومراقب وسط إجراءات أمنية مشددة وقال شرطي إنهم في حالة «إنذار إضافي» بعد اعتداءات بروكسل الثلثاء.
واتهم كرادجيتش الذي درس الطب النفسي، خصوصاً بالإبادة بعد مجزرة سريبرينيتسا التي قتل فيها نحو ثمانية آلاف رجل وفتى مسلم في يوليو/ تموز 1995، في أسوأ مجزرة شهدتها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
«يوم مهم للعدالة»
وأدين كرادجيتش الذي فر طيلة 13 عاماً من القضاء حتى توقيفه على متن حافلة في بلغراد في العام 2008 بتهمة الإبادة في سربرينتسا بشرق البوسنة.
وخلال المحاكمة التي بدأت في العام 2009 وانتهت في أكتوبر/ تشرين الأول 2014، عرضت 115 ألف وثيقة كما مثل 586 شاهداً خلال 497 يوماً.
وقالت ياسنا كوزفيتش (58 عاماً) من المتظاهرين خارج المحكمة «إنه يوم في غاية الأهمية للعدالة الدولية». وفي حدث ملفت، أوقفت المتحدثة السابقة باسم رئيسة الادعاء العام السابقة، كارلا ديل بونتي من قبل حراس تابعين للأمم المتحدة.
وأدينت المتحدثة فلورانس هارتمان بتهمة ازدراء المحكمة وحكم عليها بالسجن سبعة أيام بعد أن كشفت معلومات سرية في كتاب يعود إلى العام 2007.
العدد 4948 - الخميس 24 مارس 2016م الموافق 15 جمادى الآخرة 1437هـ