يستخدم الطبيب اليمني محمد عبد الرحمن عبد الرب في بعض الأحيان بهارات من اليمن في طهو وجبة مجرية من لحم البقر لأطفاله.
ويقول طبيب الأطفال عبد الرب (45 عاماً) الذي يقيم ويعمل منذ أكثر من 20 عاماً في مدينة جيولا -التي تقع في شرق المجر قرب الحدود مع رومانيا- إنه يشعر في قرارة نفسه بأنه مجري حتى النخاع.
وفي استفتاء عبر الإنترنت منح ذوو أطفال مرضى عبد الرب لقب "طبيب العام" لإخلاصه في عمله. ويعالج الطبيب الذي نشأ في اليمن مئات المواليد الجدد سنويا وبينهم كثير من الأطفال المبتسرين. وتلقى جائزة أستيلاس المرموقة في بودابست الأسبوع الماضي.
ويقول عبد الرب إنه وجد نفسه في وطن جديد كطبيب في جيولا حيث يتقبله المجريون برحابة صدر.
ويوضح أن ذلك لم يتغير قيد أُنملة منذ أصبحت المجر العام الماضي طريقا رئيسيا لمئات آلاف اللاجئين الفارين من الحرب والفقر في الشرق الأوسط وأفريقيا.
وأضاف عبد الرب لتلفزيون رويترز أمس الأربعاء (25 مارس/ أذار 2016) "ضربات قلبي تتسارع عندما يفوز مجري في الرياضة وعندما أسمع النشيد الوطني للمجر وعندما أرى علم المجر. حين يفوز فريق مجري في سباق أقفز من المقعد وأقول إلى الأمام يا مجر إلى الأمام" مضيفا أنه لم يشعر أبدا بأنه أجنبي في جيولا.
وفي غرفة الكشف الخاصة به يتعامل الطبيب مع طفلة صغيرة تعاني من مشكلة في الجلد باللعب الأمر الذي يشعرها وأمها بأنهما يعرفانه منذ زمن ويخفف قلقهما. كما أن جدران غرفته مُزَينة بمناظر ألعاب رقيقة وشخصيات كرتونية.
وقالت نورا كاندر بيريس والدة الطفلة "لا نعتبر الطبيب أجنبيا..إنه مجري. تقبلناه. يعيش هنا منذ زمن ولا نراه يمنيا أو غير ذلك..إنه مجري."
ووصل عبد الرب إلى المجر لدراسة الطب في عام 1989 عندما سقطت الشيوعية.
ونشأ الطبيب اليمني الأصل في قرية صغيرة باليمن وقرر أن يصبح طبيبا عقب وفاة شقيقته الصغرى بعد أن بلعت خطأ عملة معدنية ولم يجدوا طبيبا على مقربة لإنقاذها..وتوفيت أمام عينيه.
وتخرج عبد الرب من كلية الطب في عام 1996 وأمضى عامين في اليمن عاد بعدهما إلى المجر. وأوضح أنه منذ ذلك الحين لم تحدث له أي مواقف سلبية فيها.
وقال عبد الرب الذي عالج الكثير من أطفال المهاجرين السوريين في مستشفى جيولا إنه على قناعة بأنه يتعين ألا تُترك أوروبا وحدها تحل أزمة اللاجئين.
وأضاف "قلت يجب ألا نترك أوروبا وحدها. هذه مشكلة على العالم كله حلها وليس أوروبا وحدها. على العالم أن يوحد قواه وألا يترك دولة واحدة تتولى الأمر وتقول الدول الأخرى إنه ما من مهاجرين لدينا وبالتالي فهي مشكلتكم. لا هذه مشكلة الجميع.
"عن نفسي لم أشعر باختلاف..الناس هنا أمثالي على ما كنا عليه قبل عام أو عامين. لكني أشعر بمخاوفهم بصفة عامة."