يستعد الجيش السوري لدخول مدينة تدمر الأثرية في وسط البلاد بعدما بات على مشارفها وسط معارك عنيفة مع تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)»، في وقت تتواصل المحادثات غير المباشرة بين الحكومة والمعارضة في جنيف في ختام جولة المفاوضات الراهنة.
ووصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى موسكو أمس الأربعاء (23 مارس/ آذار 2016) للاطلاع على مدى استعداد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبحث مسألة مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد، أبرز نقاط الخلاف الجوهرية بين طرفي النزاع والدول الراعية لهما.
وقال مصدر أمني سوري لـ«فرانس برس»: «بات الجيش يبعد 800 متر عن مدينة تدمر من الجهة الجنوبية الغربية بعدما تمكن من طرد تنظيم «داعش» من منطقة المثلث والسيطرة عليها، وستبدأ بعد ذلك معركة تحرير المدينة».
ومنطقة المثلث عبارة عن «نقطة التقاء عدد من الطرق المؤدية من تدمر إلى حمص (شرق) ودمشق (جنوب شرق)».
دمشق - أ ف ب
يستعد الجيش السوري لدخول مدينة تدمر الأثرية في وسط البلاد بعدما بات على مشارفها وسط معارك عنيفة مع تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)»، في وقت تتواصل المحادثات غير المباشرة بين الحكومة والمعارضة في جنيف في ختام جولة المفاوضات الراهنة. ووصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى موسكو أمس الأربعاء (23 مارس/ آذار 2016) للاطلاع على مدى استعداد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبحث مسألة مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد، أبرز نقاط الخلاف الجوهرية بين طرفي النزاع والدول الراعية لهما.
ميدانياً، بات الجيش السوري على بعد 800 متر من مدينة تدمر الأثرية إثر هجوم بدأه النظام بغطاء جوي في 7 مارس/ آذار.
وقال مصدر أمني سوري لـ «فرانس برس»: «بات الجيش يبعد 800 متر عن مدينة تدمر من الجهة الجنوبية الغربية بعدما تمكن من طرد تنظيم «داعش» من منطقة المثلث والسيطرة عليها، وستبدأ بعد ذلك معركة تحرير المدينة». ومنطقة المثلث عبارة عن «نقطة التقاء عدد من الطرق المؤدية من تدمر إلى حمص (شرق) ودمشق (جنوب شرق)».
ومع سيطرته على المثلث، نجح الجيش السوري وفق المصدر، في قطع إحدى طرق إمدادات تنظيم «داعش» من المناطق الجنوبية الغربية إلى المدينة، «ولم يتبق له سوى الطريق من الجانب الشرقي نحو محافظة دير الزور» في شرق البلاد الواقعة تحت سيطرته.
وأكد مدير المرصد السوري، رامي عبد الرحمن لـ «فرانس برس» أن منطقة المثلث تعد طريقاً أساسية لإمدادت التنظيم من بلدة القريتين في ريف حمص الجنوبي الشرقي. وتعد هذه المعركة وفق عبد الرحمن «حاسمة لقوات النظام، كونها تفتح الطريق أمامها لاستعادة منطقة البادية من تنظيم «داعش» وصولاً إلى الحدود السورية العراقية شرقاً»، أي مساحة تصل إلى ثلاثين ألف كيلومتر مربع.
ويسيطر التنظيم المتطرف على مدينة تدمر المدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو، منذ مايو/ أيار 2015، وعمد مذاك إلى تدمير العديد من معالمها الأثرية وبينها قوس النصر الشهير ومعبدي شمين وبل.
وأثار سقوط تدمر قلقاً في العالم على المدينة التي يعود تاريخها إلى ألفي عام ويطلق عليها لقب «لؤلؤة الصحراء»، لا سيما أن للتنظيم سوابق في تدمير وجرف الآثار في مواقع أخرى سيطر عليها في العراق.
وتزامناً مع تلك التطورات الميدانية، يواصل المشاركون في جنيف اجتماعتهم في ختام جولة المفاوضات الراهنة برعاية الأمم المتحدة.
والتقى الموفد الدولي الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا بعد ظهر أمس عدداً من أعضاء وفد الهيئة العليا للمفاوضات، الذين غادروا من دون الإدلاء بأي تصريح. وأفاد المكتب الإعلامي للهيئة بأن اجتماعاً رسمياً للوفد مع دي ميستورا مقرر اليوم.
وشملت لقاءات دي ميستورا الأربعاء وفداً من المعارضة القريبة من موسكو وممثلين من مؤتمر القاهرة بالإضافة إلى وفد من معارضة الداخل المقبولة من النظام.
واستهل دي ميستورا اجتماعاته أمس بلقاء مع الوفد الحكومي السوري. وأعلن رئيس الوفد ومندوب سورية لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، إثره أنه تسلم من دي ميستورا «ورقة لدراستها وتحديد موقفنا منها بعد عودتنا إلى دمشق» مضيفاً «سنجيب عليها في بداية الجولة المقبلة».
وأكد الجعفري في مقابلة مع وكالة «فرانس برس» ليل الثلثاء «اقتربنا إلى حد ما من كسر جدار الجمود الذي كان قائماً في الجولة الأولى (...) من ناحية الشكل وليس الجوهر». وأقر بأنه «لا قراءة واحدة لمسألة الانتقال السياسي» مضيفاً «نحن فهمنا شيئاً والطرف الآخر فهمه شيئاً وربما لدى دي ميستورا حل وسط».
وفي مسعى للاطلاع على مدى استعداد روسيا البحث في مسألة بقاء الأسد في السلطة، وصل كيري إلى موسكو أمس للقاء بوتين ونظيره سيرغي لافروف.
وقال مسئول أميركي كبير للصحافيين «ما نتطلع إليه منذ فترة طويلة هو معرفة كيف سيتم الانتقال من حكم الأسد».
وقال المسئول في الخارجية الأميركية «من الجانب الروسي، شخص واحد هو صاحب القرار وعليك أن تكون في الغرفة معه لتقييم الاحتمالات» في إشارة إلى بوتين. ويصر الرئيس الروسي على ان مستقبل الاسد يحدده الشعب السوري.
واعتبر الائتلاف السوري المعارض أمس أن «اجتماع وزيري الخارجية الأميركي والروسي في موسكو عليه أن يرسل رسالة لنظام الأسد للانخراط بشكل جدي في المفاوضات».
وتطبيقاً للقرارات الدولية، أعلنت الأمم المتحدة أمس أن الحكومة السورية أعطت الضوء الأخضر لإدخال قوافل مساعدات جديدة إلى مناطق محاصرة في البلاد، باستثناء مدينتي دوما وداريا اللتين تعدان من أبرز معاقل الفصائل المقاتلة والإسلامية المحاصرة من قوات النظام في ريف دمشق.ودخلت قافلة مساعدات أمس تضم 27 شاحنة إلى قرى عدة في منطقة الحولة في محافظة حمص والمحاصرة من قوات النظام منذ ثلاث سنوات.
وتتحدث الأمم المتحدة عن وجود 18 منطقة محاصرة في سورية وتقدر أن نحو 4,5 مليون سوري يعيشون حالياً في مناطق محاصرة أو يصعب الوصول إليها.
العدد 4947 - الأربعاء 23 مارس 2016م الموافق 14 جمادى الآخرة 1437هـ