مجدداً، نحن في الديه، القرية التي لا تنضب آلامها مع مشاهد الفقر التي تختبئ خلف أسوار البنايات والمجمعات الحديثة.
وجديدها هذه المرة، بيت قديم، تحول لخربة بعد أن هدم النصف وبقي النصف الآخر، لتتشرد على إثر ذلك العائلة التي شكت لـ «الوسط»، حالها مع ما أسمته «الفقر، والحرمان»، في إشارة لمسئولية تحملت أعباءها جمعية الديه الخيرية قبل 4 أعوام، ليتولى «فاعل خير» تمويل الهدم الذي أنجز نصفه، ليبقى النصف الآخر، وليتأجل البناء لأجل غير مسمى.
وبدا البيت الذي زارته «الوسط»، عاجزاً عن إخفاء علامات الفقر. علامات نطقت بها التشققات التي ملأت جدرانه من الخارج والداخل، إلى جانب القاذورات التي كانت تملأ البيت، والأواني الرثة الملقاة عند الباب الرئيسي، الموجود حديثاً بعد أن ظل البيت مسرحاً للعابثين.
أعمق من ذلك، توغلت «الوسط» في البيت، لتعاين سقفه المفتوح للأمطار والأتربة، وأسلاكه الكهربائية المكشوفة، والتي «تسببت في حوادث خطيرة، نتيجة وصول مياه الأمطار إليها»، كما تقول ابنة العائلة، صفية مشيمع.
مشيمع التي نوهت بجدية جمعية الديه الخيرية في متابعة الموضوع، قالت: «بقاء البيت بلا هدم وإعادة بناء، أدى لخروج الوالدة وأخي وأختي للسكن في شقة بالإيجار، وليتبقى أخي شاكر مشيمع، وحيداً فيما تبقى من البيت».
وأضافت «صحيح أن عقبة الإرث (البيت بعد وفاة الوالد)، كانت سبباً في بعض التأخير حيث كان الأمر يتطلب تجهيز أوراق تحويل ملكية البيت باسم الوالدة وقد تم ذلك، لكننا اليوم نتحدث عن 4 سنوات وهي مدة طويلة جداً، تسببت لنا في معاناة كنّا في غنىً عن جزء كبير منها».
بدوره، قال عضو جمعية الديه الخيرية محمود سعف، إن سبب تأخير الهدم وإعادة البناء، يعود للعائلة نفسها والتي أصرت على التريث حتى يتم ضم مساحة بسيطة للبيت، الأمر الذي أدى لتوقف العمل الذي يموله أحد المحسنين، وقد حدث ذلك بعد الوصول لمرحلة متقدمة من بينها الانتهاء من إعداد خارطة البيت.
وأكد سعف أن استئناف العمل يتوقع له أن يتم خلال شهر مارس/ آذار الجاري، مضيفاً «نطمئن العائلة بمتابعتنا للموضوع».
بدوره، قال ابن العائلة شاكر مشيمع (43 عاماً)، وهو يشير للسقف المفتوح في وسط البيت: «كما ترى، فإن البيت لحظة سقوط المطر يصبح «غيلة ماء»، وبسبب بقائه من دون باب لفترة فقد ظل البيت مشرعاً أمام العبث والعابثين».
وأضاف «بسبب حالة البيت، وبعد الطلاق، لم يعد بمقدور ابنتي الاثنتين العيش معي، ليستقر بهما الحال للبقاء مع والدتهما».
وعددت العائلة بعضاً من معاناتها، شملت اضطرار 3 منها للسكن في شقة مؤجرة بمبلغ 120 ديناراً، وقالت: «تدفع الجمعية مشكورة، من المبلغ 80 ديناراً، فيما تتكفل والدتنا بدفع 40 ديناراً، ليتبقى لها 180 ديناراً من مجموع دخلها الشهري والذي تتقاضاه من الحكومة بما في ذلك مساعدة وزارة العمل والشئون الاجتماعية».
وأضافت العائلة أن «180 ديناراً هي كل ما يعتمد عليه 4 أفراد (الوالدة، الابن علي وزوجته، والأخت)، وهو مبلغ لا يفي بأبسط الاحتياجات».
وناشدت العائلة المعنيين، العمل على إتمام الهدم وإعادة البناء، ووضع حد لمعاناة السنوات الأربع.
وتحدثت ابنة العائلة صفية مشيمع عن والدتها، فقالت: «عانت والدتي كثيراً، وجاءت معاناة البيت لتضاعف من كل ذلك، وعلى رغم عمرها الذي لا يتجاوز الـ 63 عاماً إلا أنها تعيش في حال نفسية كئيبة صعبة، فيما يعتمد أخوي علي وشاكر على «تصفيط» السمك، كمصدر دخل لهما، وهو مصدر لا يمنح كلاً منهما أكثر من 200 دينار شهرياً».
العدد 4946 - الثلثاء 22 مارس 2016م الموافق 13 جمادى الآخرة 1437هـ
الله يكون في العون وصبركم على هذا الابتلاء
التعليقات تبين انه لم يتم قراءة الخبر
وبن اهل الخير...وين التجار...اقروا الخبر ايقولون ليكم انه الجمعية وفاعل خير متكفلين بالموضوع وسبب التاخير يعود للعائلة نفسها الظاهر ممافهمت ضم زاوية رغم انه لا انه لاعلاقة بذلك لوقف اعمال البناء
حالتهم جدي أكثر من أربع سنوات الله اكون بعونش ياأم شاكر.. وين الناس عنهم والحكومة أكثر من عائلة في البحرين اتعاني .. الله كريم
والله شيء مخجل صراحة أليس هناك تجار أو جمعيات!!ماهذا البؤس في هذا البلد جمعيات خيرية وندوات وفلان تبرع وفلان كله خير!!طيب شوفو الناس اللي يبغي لها اولوية!!غريب أمر هالديرة يعني لازم يروحون مجلس فلان وعلان ويطلبون..ألا يوجد في هذا البلد من يرى بقلبه قبل عينه!!!
نعم
نعم هذه العائله فقيره جدآ و هم يتامى من توفى والدهم وهم صغار و كلامهم قليل من الي حصل إليهم الرجاء من هو يسعى إلى فعل خير اساعدهم.
ام محمد
البيت يشبه بيوت الفقارة مال العراق اللي يحطونهم في برنامج كافل يتيم وغيرها من البرامج المأساوية التى تحكي عن احوال الناس في العراق
لا حول ولا قوة إلا بالله ..
الله يسهل الأمور ويغير سوء حالكم .