توافد عشاق الشعر على ملتقى المحروس الثقافي مساء الإثنين (21 مارس/ آذار 2016) ليلتقوا في رحاب الشعراء والقصائد، احتفالًا بيوم الشعر العالمي بتنظيم من أسرة الأدباء والكتاب وبالتعاون مع الملتقى الثقافي.
وشارك في الأمسية التي حملت عنوان: «الشعر قلب الحياة» كل من الشعراء: علي الشرقاوي، حسين السماهيجي، كريم رضي، فواز الشروقي وحمدة خميس.
وفي الأمسية التي أدارتها انتصار البناء، ألقى أمين عام أسرة الأدباء والكتاب فهد حسين كلمة قال فيها: «حينما أعلنت اليونيسكو يومًا للشعر في العام 1999 فهذا يؤكد أن الشعر هو اللغة الإنسانية التي تسهم في بناء الوجدان الإنساني والتطور الإبداعي».
وأضاف «إيمانًا بأهمية هذه المناسبة ودور الشعر في الحياة بدأت أسرة الأدباء والكتاب في إحياء هذه المناسبة سنويًّا، بل تعتبر من المؤسسات الأولى في العالم العربي، كانت ولاتزال تحتفل بهذه المناسبة كل عام، وها نحن في هذا العام نحتفل في ملتقى المحروس الثقافي الذي افتتح مؤخرًا ليؤكد لنا وللجميع رغبته في تفعيل الدور الثقافي في المجتمع، والتأكيد على نهجه في المشاركة الثقافية والأدبية والفنية مع المؤسسات الثقافية الأخرى».
ونوه إلى أن «الأسرة» ستستمر في هذه الشراكة الأدبية والثقافية مع ملتقى المحروس من خلال البرامج المشتركة مستقبلاً، لنعمل معًا من أجل الإنسان ووجدانه وطموحاته، ونزرع أرضه أحلامًا باللغة، ونروي ترابها ببعض الإبداع، ونجني ثمارًا في تلك النصوص، فالشعر حياة وروح وأمل ووجدان، والشعر عالم سرمدي علمنا تاريخ البشرية والحاضر الذي نعيشه والمستقبل الذي نحلم به، كما للشعر رائحة يستنشقها من يتوسد اللغة، فهو لا يموت أبدًا، وإن تكاثرت الأجناس الأدبية والأنواع المختلفة، واختلطت مجالات الإبداع، طالما هناك حروف تتخلل مياه الشعر ومتخيل يبني العالم وإبداع العالم يتسيد الحالة والوعي.
وتوجه بتهنئة «الأسرة» إلى الأدباء والكتاب جميع المبدعات والمبدعين في العالم أجمع، وفي البحرين بشكل خاص، لما قدموه من نتاج إبداعي وثقافي وتمنياتها لهم عالمًا مملوءًا بالحب والإبداع والعطاء، كما هنأت الأسرة الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب وأمينه العام الشاعر حبيب الصايغ، وهنأت كل المؤسسات الثقافية في البحرين التي تعنى بالإبداع من جهة وبهذه المناسبة من جهة أخرى، والشكر إلى الشاعرات والشعراء الذين شاركوا في هذه الفعالية ببعض من شعرهم، والشكر موصول للجميع كما الشكر موصول لعائلة الحاج محمد حسن المحروس التي مدت جسور التعاون.
مع العزف على العود بأوتار العازف محمد العبيدلي، تنوعت قصائد الشعراء بجوها وسريانها في الشعور، وعبر السيد حسن المحروس رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة محمد حسن المحروس عن اعتزازه بهذه المشاركة الأدبية المميزة من جانب شعراء لهم مكانتهم في فضاء الشعر البحريني والخليجي والعربي، وأن هذه الفعالية التي تمثل باكورة الانطلاق في المدى الثقافي والأدبي بالتعاون مع الأسرة، تجسد أهداف ملتقى المحروس الثقافي في تنشيط الساحة بجهود كل المبدعين من أبناء البحرين.
الشاعر علي الشرقاوي: لحن الكوكب
عن يوم المرأة الذي يعني أن نهتم بالمرأة؛ لأنها أجمل شيء في هذا الكون، فهي عنوان الحياة، وهي سبب وجود الحياة على هذه الأرض:
ما مثلي من يعطي يومًا مكسور القامة، أويحني شيئًا من ظلال هامة لك يا سيدتي..
أنت النبض المتحرك في دربي.. أنت أنا في حبي..
أنت هواي الأول والآخر أنت طعم وجود الأيام وأنت هواء الأحلام هل أحد يعطي النبضة يومًا لا يحمل شوقاً لآه إلى اللحظة..
ما أصغرها.. لا يدرون بأنك لحن الكوكب..
من دون موسيقاك ومن دون صلاتك من دون صعودك في قلبي أنغام الكون عدم.
قلت لكم قبل ولادة اسم الأسبوع..
على شرفة أشجار الوقت وقبل النطق باسمي في حقل الصمت أمام حكايات النهر السابحة الآن باسم الله وراء جدارات الكون..
أنا العطر الصعلوك المملوك لبيت الأحلام المبروك برائحة النسمة بين محيطات الرئتين..
خليل الوحش خليل السر الكوني وابن اللحظة في ساحات النبض وابن المبني للمجهول..
بأشواق الجذر الممتد إلى ما لا تعرفون .. أوراقي..
أتأبط رعش اللون على أغواص اللون وتاريخ الجمل الفعلية في غاباتي نداوتها..
الوحش الراكض.. نيزك أركض نحو الأرض وحشي ولا أعرف ما يعني شمالًا أو جنوب.. احسبيني بمداراتك يا نخلة روحي ربما قبل وصولي لمساماتك بالحب أذوب.
الشاعر حسين السماهيجي: السكران صديقي
جاءني صاحيًا قال لي يا عم: السكران.. السكران..
قلت له يا ابن أخي: هل عاد إلى المأثور من الخمرة والغامض من القول..
قال: لقد قتل السكران!
السكران قتل.. كيف؟..
لماذا..هذا احكيه غدًا..أما الآن فهل لتحكي لي عنه..
عن قمر كان يعاقره نصف الليل..
وعن شمس أطفأها صبح الإثنين المشهود..
قلت له: يابن أخي .. فاسمع سيرته واحفظ عني ما أرويه..
فقد كان ينام على كتف امرأة شقراء..
وكان يبادلها أنخاب الخمرة كل مساء..
واكتب عني: أني لن أجعله قديسًا..
بل أحكي عنه وأنزله من عرش الرؤيا..
هذا السكران صديقي..
تحميه جامعة نافعة وقراطيس..
وحواليه يقعي كلب حراسة..
العالم.. كل العالم في غيبوبة..
أما السكران فيلتقط الزغب المنسي على قارعة الطرق الملتوية..
هذا السكران صديقي..
كان يحارب طاغيةً.. لكن سكارى الدرب أفاقوا يومًا.. وخذلوه
الشاعر كريم رضي: لا أصل لي!
في خاتم العصر الحديث
وغرة القرن الأخير
وقد اقتربنا من هدير الصور
في يوم النشور
والتكنولوجيا تخلق الإنسان من ألياف نور
يتكاثر الأصلاء من حولي وعشاق الجذور
ويقدسون أصولهم ماضين في حرق البخور
سكرى بمنتخب الأصول وليس أنخاب الخمور
أسرى هويات التربص في الخنادق والثغور
أصل له الفردوس قد حجزت وأصل للسعر
«أل» ضد «أل» وأنا بلا «أل»..اسخط في النص دوري
لا آل لي حتى أباهي حين يذكر آل غيري
بين المهجن والأصيل الحرب دائمة النفير
يتفاخرون بأصلهم عودًا إلى مجد السرير
ما الأصل إلا عبء دم جاء من ماء حقير..
ماذا يفيد الأصل من معنى يحظ على الغرور
فالرمل ينسب للصحاري والحجارة للصخور
وإذا وقفت إلى جوارهم خجلت فمن مجيري
فأنا الخلاس المباح هويتي من دور سور
وأرومتي حبر الكتابة والحروف على السطور
أمي الحياة ومولدي في اللامكان على حصير
كوخ من الأقمار مشغول بأحلام القصير
وأبي من الأوراق مصنوع ومن ظل صغير
الشاعر فواز الشروقي: مرسم مريم
حدقت بي كأنها لم تفهم
حين حدثتها: أحبك مريم
وأشاحت بوجهها في حياء
وبريق العينين عنها تكلم
ما سمعت الجواب منها ولكن
ثغرها قد أجاب حين تبسم
غادرت مرسمي وقد شيدت لي
من لذيذ الخيال سبعين مرسم
وكأني لم أعرف الرسم قبلاً
وكأني من عينها أتعلم
قد تخليت عن جميع رسومي
يبطل الرسم حين تحضر مريم
وخيالي.. ما عاد عندي خيار
غير نحر كما الرخام منعم
علموني من أين يبدأ رسم
يتجلى حسنها وكيف سيختم
ريشتي في يدي ولا لون عندي
هل أنا مغرم من اللون مغرم
كيف في حضرة الأنوثة يخبو
كل لون وريشتي تتلعثم
سوف تأتي غدًا وأعلم منها
كيف يبدو الغرام ساعة يرسم
وترى لوحة ولا لون فيها
غير لون الغرور حين يحطم
وستفشي بحبها وسيغدو
مرسمي قاصرًا على رسم مريم
الشاعرة حمدة خميس: أكتب كي أضيء
ما الشعر.. الشعر أنة الأرواح
والشعر هو الكنه والسر
الشعر ليس للوزن والأفكار أو بلاغة الكلام
الشعر نبض القلب ونزق الخيال وفتنة الأحلام
تعزفها المعاني على قيثارة الأيام
الشعر بحر عميق..
لا يلقط لؤلؤه إلا من غاص عميقًا في خطورته
ولم يخشَ من الأهوال والغرق
أنا لا أكتب الشعر كي أبلغ المجد
أو أنتشر في صفحة الإعلام
أكتب كي أضيء..
كذا الشعراء ينسلوا خلسة ليمحو الظلام
الفوضى نظامي.. والشعر فوضاي
حين أرتب الفوضى ينسحب الشعر
وحين أكتب الشعر تنتشر الفوضى في المكان
هكذا أرتب الشعر والفوضى في أحرف العصيان
القصيدة زورق.. مجدافه الكلمات.. شراعه ألق الرغبات
رياحه نزف الأفكار.. الشعر هذا العالم