استقبلت دائرة العلوم العصبية بمجمع السلمانية الطبي الخبيرة الفرنسية المتخصصة في الأمراض الوراثية النادرة للأطفال أوديل تانفوي، حيث قامت بمعاينة 32 طفلاً مصاباً بأمراض عصبية وراثية، وأمراض عصبية استقلابية، وذلك خلال تواجدها في مملكة البحرين لمدة ثلاثة أيام.
وتأتي هذه الزيارة تنفيذاً لتوجيهات القيادة بمملكة البحرين، لفتح آفاق جديدة لصالح خدمة المرضى وتوفير الأساليب العلاجية الأكثر تطوراً محلياً، وطبقاً لأرقى المعايير الطبية العالمية، واستجابةً لتوجهات رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، حيث أمر سموه وزارة الصحة بتكثيف برامج استقدام الخبرات الطبية العالمية المتخصصة لعلاج المرضى داخل مملكة البحرين.
وقامت الخبيرة الفرنسية الزائرة أوديل، وهي رئيسة طب أعصاب الأطفال والأمراض الاستقلابية ومتخصصة في الأمراض الوراثية، بتقديم ورشة عمل ومحاضرات، إضافة إلى معاينة ومناقشة حالات الأطفال المتواجدين في مجمع السلمانية الطبي، والتي تعاني من أمراض عصبية وراثية واستقلابية نادرة، حيث وجهت الأطباء البحرينيين نحو طرق التشخيص الصحيح النابع من خبرتها الواسعة في هذا المجال، ومن ثم أهم الفحوصات اللازمة لمثل هذه الحالات وسبل علاجها، كما اقترحت إمكانية أخذ عينات من المرضى لفحصها في مختبرات فرنسا لتقديم نتائج الفحوصات لوزارة الصحة البحرينية والخطوات اللازمة لعلاج الحالات.
وأفادت منسق زيارة الخبيرة الفرنسية، استشاري أعصاب الأطفال بمجمع السلمانية الطبي فاطمة نعمة بأن هذه الزيارة التي تم تنظيمها بالتنسيق بين لجنة العلاج بالخارج ودائرة العلوم العصبية بمجمع السلمانية الطبي على مدى ثلاثة أيام، شملت العديد من الأنشطة والفعاليات، منها تقديم محاضرتين، كانتا في اليوم الأول لقسم الأطفال، وفي اليوم الثاني لقسم العلوم العصبية وذوي الاختصاص بالأمراض العصبية من مختلف مستشفيات مملكة البحرين، لافتةً إلى أن الخبيرة الفرنسية عاينت 32 طفلا مصابا من خلال خمس عيادات خلال ثلاثة أيام، حيث أشادت الزائرة بمستوى الخدمات المقدمة للمرضى ومستوى التنظيم، كما أبدت إعجابها بمستوى الخدمات الطبية والتجهيزات الموجودة في مجمع السلمانية الطبي، مما يقارب التجهيزات الموجودة في فرنسا، وأثنت على مستوى الفريق الطبي البحريني. كما التقت الخبيرة بوكيل وزارة الصحة عائشة مبارك بوعنق، ورئيس مختبرات مجمع السلمانية الطبي هدى جمشير، حيث تم خلال الاجتماع مناقشة أوجه التعاون المشترك، وأبدت الخبيرة الفرنسية استعدادها للتعاون في مجال التدريب والبحث العلمي، بالإضافة إلى تطوير مختبر الأمراض الوراثية بمجمع السلمانية الطبي.
من جانبهم، أبدى أولياء أمور الأطفال الذين تمت معاينتهم من قِبل الزائرة امتنانهم ورضاهم بالتقييم ووسائل التشخيص الدقيق الذي ارتأت الخبيرة الفرنسية ترتيبها بالتنسيق مع مختبرها في فرنسا، مشيدين باستقدام أطباء متخصصين من الخارج لمعاينة المرضى وعلاجهم في وطنهم وبين أهلهم دون الحاجة إلى السفر وتحمل أعبائه الشاقة على المريض وأهله المرافقين له. وتقدموا بجزيل الشكر والتقدير إلى وزارة الصحة على الخدمات الصحية المتميزة المقدمة وإلى جميع المسئولين والكادر الطبي والتمريضي الذي يعمل بكل جهد واقتدار لتشخيص وعلاج وتأهيل المرضى.
من جهته، أوضح رئيس دائرة العلوم العصبية بمجمع السلمانية الطبي أيمن خليل أن الهدف من تنظيم هذه الزيارة للخبيرة الفرنسية تمثّل في تقديم أفضل مستويات العلاج على يد متخصصة لها سمعة عالمية في هذا المجال، وفي الوقت ذاته استغلال الفرصة لتدريب الكوادر البحرينية لمعاينة وعلاج مثل هذه الحالات مستقبلاً، والتي تحتاج إلى مهارات عالية ومميزة، لافتاً إلى أن استقدام الخبراء لعلاج المرضى في البحرين يوفر بيئة صحية ونفسية مستقرة للمريض وخصوصاً أن معظم المرضى من فئة الأطفال، حيث يتواجد الطفل في البيئة والبلد نفسهما ويكون محاطاً بالأهل والأصدقاء، مما يمنح الطفل الشعور بأمان واستقرار أكثر.
وتقدم رئيس دائرة العلوم العصبية بجزيل الشكر والتقدير إلى كل من وزيرة الصحة فائقة الصالح، ووكيل وزارة الصحة بوعنق، والوكيل المساعد لشئون المستشفيات وليد المانع، ورئيس الأطباء بمجمع السلمانية الطبي جاسم المهزع، وإلى كل من ساهم في إنجاح زيارة الخبيرة الفرنسية وتحقيق أهدافها المرجوة بما يصب في مصلحة المرضى والأطباء ووزارة الصحة على السواء.