(كلمة بمناسبة يوم النيروز الدولي الموافق 21 مارس/ آذار 2016)
يجتمع الرجال والنساء كل عام في بلدان غرب آسيا ووسطها وجنوبها وفي القوقاز والبلقان ومناطق أخرى بمناسبة عيد النيروز للاحتفال برأس السنة الجديدة، وحلول موسم الربيع.
وقد أدرج عيد النيروز في قائمة اليونسكو التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية منذ العام 2009، وهذا الحدث المتميز خير دليل على تعبير التراث الثقافي الحي عن فهمنا للعالم، وعن الطريقة التي نرسم بها ملامحه لصالح البشرية جمعاء. ويجمع هذا الاحتفال تقاليد محلية مرتبطة بطقوس تختلف باختلاف المجتمعات، وتجسد هذه التقاليد والطقوس معاً رغبة الإنسان المشتركة في أن يعيش لحظات من التآزر والتضامن والفرح، فكأني بها جسر يمتد من الماضي إلى المستقبل وعهد يتجدد سنوياً تجاه الأجيال الصاعدة.
وفي وقت تتعرض فيه التقاليد الحية للمجتمعات المحلية لضغط متزايد، يمثل عيد النيروز دعوة إلى ترسيخ جذور المصالحة والحوار بين الثقافات.
ويذكّرنا التنوع الكبير للطرق التي نحتفل بها بحلول الاعتدال الربيعي بالمسئولية المشتركة التي تقع على عاتقنا تجاه كوكبنا. ويحمل هذا العيد رسالة تدعو إلى التجدد في عالم متغير، ويدفعنا إلى التفكير في ضرورة تكاتف البشرية لحماية التنوع البيولوجي والنظم الإيكولوجية. وإذ تتقدم البلدان في تطبيق خطة التنمية المستدامة للعام 2030 واتفاق باريس بشأن تغير المناخ، يكتسي هذا الأمر أهمية لم يحظَ بها من ذي قبل.
وبمناسبة يوم النيروز الدولي، أود أن أقدّم أطيب تمنياتي إلى كل الذين يحتفلون بهذا العيد، آملة في أن نسترشد جميعاً برسالة التضامن والسلام التي يحملها.
إقرأ أيضا لـ "إيرينا بوكوفا"العدد 4945 - الإثنين 21 مارس 2016م الموافق 12 جمادى الآخرة 1437هـ
الدول العربية ما تحتفل بالنيروز ما يحتفلون الا في ايران الاسلامية