بدأت حركة حماس في قطاع غزة الخاضع لنفوذها، تطبيق بعضا من بنود الاتفاق غير المعلن مع مصر الذي جرى التوصل إليه منتصف الأسبوع الماضي، ويشمل رسائل إعلامية جديدة من الحركة تؤكد تحللها التنظيمي من جماعة الإخوان المسلمين، بحسب ما ذكرت صحيفة "رأي اليوم" الفلسطينية اليوم الاثنين (21 مارس/ آذار 2016).
وتفيد مصادر مقربة من حركة حماس أن أوامر صدرت مؤخرا تحظر على كافة أفرادها وقياداتها ترديد أي شعارات خاصة بالجماعة في المهرجانات أو الاحتفالات، بما في ذلك رفع شعار الجماعة المعروف، أو طباعته على أي من الأعمال الدعائية الخاصة بالنشاطات الجماهيرية.
وتؤكد المصادر هذه أن عملية إزالة اللافتات الكبيرة التي كانت تستخدمها الحركة والتي كانت تجمع إلى جانب شعارها وشعار جناحها المسلح شعار لجماعة الإخوان المسلمين، هي جزء من التعميم الذي صدر مؤخرا لكافة القيادات والأعضاء بتجنب استخدام شعار الجماعة أو استخدام شعاراتها سواء في الخطابات أو في اللافتات المطبوعة التي تستخدمها في مناسبات عدة.
وبشكل غير متوقع أزالت الحركة صورة كبيرة كانت تضم زعمائها خالد مشعل وإسماعيل هنية إلى جانب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والأمير القطري تميم بن حمد، وكانت موضوعة في مركز مدينة غزة وتحديدا في منطقة السرايا، وهي صورة كتب عليها عبارة “القدس تنتظر الرجال” وهي لافتة شهيرة جدا، حيث كان تضم إلى جانب شعار حماس شعارا آخر لجماعة الإخوان المسلمين، ووضع في مكانها لافتة أخرى كتبت عليها حماس بدون تضمينها شعار الجماعة “المقاومة لا توجه سلاحها إلى الخارج”، وترافق ذلك مع أنباء وردت من غزة تفيد بان الحركة أزالت صورة من أحد شوارع مدينة غزة للرئيس المصري السابق محمد مرسي.
وإلى جانب هذا أيضا تلقى ذراع الحركة الجماهيري تعليمات صارمة بعدم وضع شعار الجماعة في واجهة الأعمال التي يشرف عليها، حيث اعتاد هذا الجهاز على وضع شعار الجماعة إلى جانب شعار الحركة عند طباعة ملصقات نعي أفراد وقادة الحركة الذين يفارقون الحياة سواء أكانوا شهداء أو قضوا بشكل طبيعي.
ووفق ما ورد من أنباء من غزة فإن إزالة شعارات جماعة الإخوان المسلمين شمل المساجد ومقار الحركة المختلفة، إضافة إلى قيام العمل الجماهيري برفع أعلام مصرية على مقر السفارة المصرية القديم في غزة.
وينتظر إلى جانب الخطوات الحالية التي اتخذتها الحركة في غزة، أن تصدر منها عدة أفعال أخرى تؤكد التخلل التنظيمي من جماعة الإخوان، وهو على الأرجح نتائج الاتفاق الأخير مع مصر.
الأنباء في هذا الخصوص، حسب ما تذكر المصادر التي تحدثت لـ “رأي اليوم” تقول انها ستشمل تجنب وسائل إعلام حماس المرئية والمسموعة والمكتوبة التعرض للنظام المصري الحالي بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، خاصة وأن هذه الوسائل سابقا اعتادت تمجيد الرئيس المعزول محمد مرسي، مع وصف السلطات المصرية بـ “سلطات الانقلاب”.
وهنا تؤكد هذه المصادر أن هذا الأمر سيبدأ تدريجيا أي على نظام “خطوة بخطوة” حتى لا تظهر حماس بموقف المتراجع الفوري عن سياساتها السابقة، لكي لا تظهر أنها وقعت تحت ضغط أكبر منها، أو تغيير سياستها ضمن عملية تطويعها الجديدة.
وقد استبقت حركة حماس زيارة وفدها إلى القاهرة لطي صفحة الخلاف مع مصر، والتي بدأت منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي، بأن أكد قادة الحركة أنهم لا يرتبطون بأي علاقة تنظيمية مع جماعة الإخوان المسلمين، وأن ما يربطهم في الجماعة فقط هو “الفكر”.
كفو يا السيسي
الشورى تمنع هذا التخبط