دعا رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني إلى انتخاب هيئة جديدة لرئاسة البرلمان وتشكيل حكومة جديدة «كأفضل خيار لحل الأزمة السياسية في الإقليم»، فيما اعتبرت حركة «التغيير» دعوته «متشنجة تحمل نبرة حزبية وتساهم في تقسيم المجتمع الكردي»، حسبما نقلت صحيفة "الحياة".
واحتفل أكراد العراق مساء أمس الأحد (20 مارس/ آذار 2016) بعيد «نوروز» في ظل توتر سياسي وتعطيل عمل البرلمان منذ خمسة أشهر إثر الخلاف على مشروع قانون لتقليص صلاحيات الرئيس والانتقال إلى نظام حكم برلماني، إلى جانب أزمة مالية حادة نتيجة تراجع أسعار النفط، وكلفة الحرب مع تنظيم «داعش».
وقال بارزاني في بيان أمس في مناسبة «نوروز» :»ما زلت على موقفي السابق في تبني أحد الخيارات الثلاثة، إما إجراء انتخابات رئاسية، أو تحديد شخصية لتولي المنصب، أو الإبقاء على الوضع الحالي لحين إجراء انتخابات عامة العام المقبل»، مشيراً إلى أن «الأزمة ناجمة عن خرق التوافق (في إشارة إلى حركة التغيير)، وأفضل حل هو تفعيل البرلمان وانتخاب هيئة جديدة لرئاسته، وتشكيل حكومة جديدة».
وكان الحزب «الديموقراطي» الذي يتزعمه بارزاني منع رئيس البرلمان (من التغيير) يوسف محمد من مزاولة مهماته، إثر اتهامات للحركة بالوقوف وراء أعمال عنف طاولت مكاتبه بعد فشل المفاوضات على مشروع تقليص صلاحيات الرئيس.
وفي الأزمة المالية قال بارزاني إنها «فرصة لاستثمار الكفاءات ورأس المال المحلي لتوفير مصادر بديلة للنفط ودعم الإنتاج، وتصحيح الأخطاء»، وشدد على أن «أي معوقات لن تتمكن من وقف مشروع الإصلاح المعلن في مطلع العام الحالي». ولفت إلى أن «الشعب الكردي لن يتحمل الكوارث والمآسي وعلى جيرانه أن يتفهموا معاناته ومطالبه العادلة في الاستقلال، كونها رغبة سلمية لا تشكل تهديداً لأي طرف»، واتهم حكومة بغداد «بقطع خبز وقوت الشعب الكردي عبر تنصلها من التعهدات والاتفاقات، وأمامنا إما التغاضي عن تضحيات قدمناها في القرن المنصرم، أو إعادة صياغة العلاقة مع بغداد التي سنجري معها حواراً جدياً قبل التوجه إلى الاستفتاء على الاستقلال».
في المقابل أكد القيادي في حركة «التغيير» رئيس كتلتها في البرلمان الاتحادي هوشيار عبدالله في بيان أن «رسالة بارزاني افتقرت إلى الحيادية وكانت متشنجة احتوت على تناقضات»، وأردف أن «بارزاني قال إن الأحزاب لم تصدر قراراً حاسماً حول منصبه، لكنه وقع على رسالته باعتباره رئيساً، وفي حين أقر بأن الأزمة هي حول الرئاسة، ثم قدم الحلول بتغيير هيئة رئاسة البرلمان والحكومة».
وأوضح أنه «كان بإمكان بارزاني أن يوجه رسالة مختصرة بعيداً من التهم وخطاب حزبي ضيق في ذكرى يفترض أنها قومية، لكنه قدم نفسه كبطل لتحقيق حلم الكرد، فقسم المجتمع الكردي إلى مستويات حول كيف وإلى أي مدى يؤمنون بالاستقلال، وتعامل باعتباره رئيساً للحزب مثل كل المناسبات السابقة».
وأكد حزب «الاتحاد الوطني» بزعامة جلال طالباني في بيان أن «الأزمات في الإقليم، والمتغيرات التي تواجهها المنطقة، تتطلب توحيد الصف والدخول في حوار يرقى إلى روح المسؤولية».
وعن نتائج المفاوضات بين «الوطني» و»الديموقراطي» أعلن أمس القيادي في الأخير هيمن هورامي أن «الجانبين توصلا إلى اتفاق على استمرار التحالف بين الحزبين، والحفاظ على وحدة الموقف الكردي في بغداد، وعدم إقصاء أي طرف في مسألة إدارة الاستفتاء على الاستقلال، كما اتفقنا على تفعيل عمل البرلمان، وبقي الاتفاق حول الآلية التي يدور حولها بعض الخلافات».