أكد عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، أن خططه لتطوير إمارة الشارقة ليست أهواءً أو عاطفة، بل خطة علمية مدروسة، مرفودة بالتقدم الأخلاقي والاجتماعي، داعياً إلى البحث في مكتبته، وتحديداً في رسالته الأخيرة، للحصول على ما تبقى من فكر لإصلاح المجتمع.
جاء ذلك في كلمة ارتجالية ألقاها سمو حاكم الشارقة، في انطلاق فعاليات النسخة الخامسة من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، يوم أمس الأحد (20 مارس/ آذار 2016)، في مركز إكسبو الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، والذي ينظمه مركز الشارقة الإعلامي برعاية سمو الحاكم.
وشهد حفل الافتتاح حضوراً واسعاً من المسئولين والخبراء من داخل وخارج الإمارات، إلى جانب عدد كبير من الإعلاميين وطلبة الجامعات.
هذا، وقال سمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي إنه كان يتطلع إلى أن يحمل المنتدى شعار «نحو مجتمعات تتقدم»، بدلاً من «نحو مجتمعات ترتقي»، وهو الشعار المعتمد للمنتدى هذا العام، مبيناً أن التقدم ليست فكرة حديثة، بل قديمة تعود للعصر الإغريقي.
وأكد على ضرورة الاهتمام باللغة العربية السليمة واستخدام مصطلحاتها الغنية والقيمة، والحرص على تسمية الأشياء بمسمياتها الصحيحة، حيث تعكس هذه المصطلحات الهوية العربية وتسهم في حفظ اللغة من التشويه وإدخال ما لا يليق بها ويناقض معانيها.
وقال: «إن التقدم والتطور مطلب إنساني، لكنه يجب أن يتم في إطار حماية المجتمعات والأخلاق على حد سواء، وأنه علينا أن نسمي الأشياء بمسمياتها، حتى لا ينقلب الفعل إلى نقيض المعنى. إن أحد مشكلاتنا نحن كعرب أننا نسمي الأشياء بغير مسمياتها...».
وأضاف «إن التقدم في نظرنا يحتاج إلى خطة علمية مدروسة، ميدانها التقدم العلمي مرفوداً من التقدم الأخلاقي والاجتماعي»، محذراً من «أن نكون أمام تقدم يؤدي للانحطاط. فالأمم التي تقدمت، زادت من قدرتها على التدمير، والتقدم اليوم على المحك، ويجب أن يعاد النظر فيه ومحاكمته بمعايير التنمية الحقيقية والمستدامة. فلا يعد تقدماً ما يجعل الإنسان اليوم سعيداً على حساب مستقبله».
وأكد بأنه وضع خطة لتطوير الشارقة وأن هذه «ليست خطة من الأهواء أو من العاطفة، بل خطة علمية مدروسة ميدانها التقدم العلمي والتقني، مرفوداً بالتقدم الأخلاقي والاجتماعي، وكأنهما جناحان لهذا التقدم، والتطور في هذا التقدم يأخذ سنيناً وأهل الشارقة يلاحظون ذلك».
واعتبر أن «هذا علم وفكر مدروس، وليس ارتجالاً، ولا زلت أرتب أوراقي حتى أكمل هذه المسيرة، ولكن هل الزمن يسمح بذلك؟ ابحثوا في مكتبتي ستجدون الرسالة الأخيرة، فيها ما نتبقى من فكر لإصلاح هذا المجتمع».
إلى ذلك، أكد رئيس مركز الشارقة الإعلامي، الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، أن الاتصال والتواصل يعد قلب العمل الحكومي، والأساس في تقديم الخدمات والبرامج للشعوب.
وخلال كلمته في انطلاق فعاليات المنتدى أمس، رأى أن الاتصال الحكومي أصبح ضرورة ومهمة في العمل الحكومي. وقال إن الاستماع للجمهور وآرائهم يعد الخطوة الأولى التي تسبق طرح البرامج والأنشطة الحكومية.
وأضاف «اليوم وبعد مضي 5 أعوام من إطلاق النسخة الأولى للمنتدى، أصبح الجمهور واعياً ومدركاً للمنتدى ولأهمية الاتصال الحكومي، ونحن نتواصل لأن الاتصال في قلب العمل الحكومي، وهو القوة والمحرك للعمل الحكومي».
واعتبر الاتصال الحكومي «أمر استراتيجي يجب أن يكون على رأس العمل الحكومي، ونحن نتواصل لأن التواصل يحرك الثقافات ويبني جسوراً بين الأمم، وليعرف عالمنا الخارجي بنا»، داعياً إلى الاستثمار في الاتصال، وسيكون لذلك مردوده الكبير، اقتصادياً وسياسياً ودبلوماسياً».
وبدوره، دعا وزير دولة رئيس مجلس إدارة المجلس الوطني للإعلام، سلطان الجابر، إلى مكافحة التشدد والتطرف الذي أصبح يغذي الشباب، معتبراً أن العالم يشهد حرب أفكار في المقام الأول.
وشدد الجابر، في كلمة له في افتتاح المنتدى، على ضرورة نبذ ثقافة الهدم، وتعزيز ثقافة البناء، إلى جانب تعزيز دور الإعلام ليصبح أداة رئيسية لحماية المجتمع والمحافظة على مكتسباته.
وأفاد بأن الصورة التي وصل إليها المجتمع الإماراتي «تعكس ما تربينا عليها من قيم الانفتاح واحترام العالم»، مؤكداً أن الإمارات تطبق أسمى معاني الوحدة الوطنية، وقيم الانفتاح على الآخر، ولذلك فإن شعوب نحو 200 جنسية يقيمون في الإمارات، من أجل العمل، كما أن الإمارات تحتضن مئات المؤسسات الإعلامية، وآلاف الصحافيين والإعلاميين، تعمل في إطار من الحرية المسئولية التي تعزز الإبداع وتقدم إنتاجاً إعلامياً مميزاً.
العدد 4944 - الأحد 20 مارس 2016م الموافق 11 جمادى الآخرة 1437هـ