ظهر في إحدى القنوات العربية رجل مسن يقول لأحد المسئولين، كنّا نريدك مخلص وليس مخ لص! وصدق هذا الرجل، فهناك فرق بين مخلص ومخ لص، فالأوّل هو النزاهة والصدق والعطاء والحب من دون مقابل، أما مخ لص فهو قمّة النذالة والسوقية والسرقة من دون ذمّة أو ضمير. وهذا الأخير منتشر ونراه أمامنا، ولكن لأنّه يمتلك مخ لص، فبالتّالي هو يحاول جهده حتى لا يُكشف، فالخير لمخ لص خير شر وليس خير بقاء، ونحن على يقين بأنّه لا يتنعّم ولا يفرح بما حصل عليه من اللصوصية!
المخلصون، من هم يا تُرى؟ وكيف نقيس إخلاصهم؟ وكيف نقرّبهم ولا نبعدهم؟ وكيف لا نخسرهم؟ المخلص لا يحتاج إلى المال فقط، بل يحتاج إلى الكرامة والتقدير، وكم موظّفاً مخلصاً يلاقي هذه القيم؟ ما إن نسألهم حتى يخبرونا بقصص عن الإخلاص وقصص عن عدم الوفاء بهم، ولن تكون هذه هي المرّة الأولى في عدم الوفاء للمخلص، ذلك أنّ المخلص لا يعرف اللف والدوران، يجاهد من أجل وطنه، يسعى من أجل راحته، لا تهمّه الشكليات ولكن يهمّه أن يقول الحق من أجل خير وطنه. وهنا عندما نتكلّم عن الوطن، فإننا نتكلّم عن كل مواطن صغير وكبير، شيعي أو سنّي أو يهودي، نتكلّم عن إخلاص المواطن في عمله الذي سينعكس على وطنه، وفي علمه الذي سيرفع من قيمة وطنه، وفي حياته التي نجاحها يعكس توازن وطنه.
هو المحور الرئيس في الوطن، ولكن للأسف في بعض الأحيان تنقلب الموازين، فيشاهد المخلص مخ لص يسرق الأحلام، ويبعده عن وظيفته وعن حبّه لوطنه، واللص مخّه نظيف للسرقة، يعرف كيف يُقنع الآخرين بكلامه الهابط، ولكأنّه ساحر، لا يستطيع أحد فك سحره، بل هناك فئة كبيرة تنجذب لهذا السحر!
للأسف الشديد، بين مخلص ومخ لص في هذه الأيام، يلمع اسم الأخير، وتصبح له مكانة في مجتمعه، وكلّما زاد في مخ لص، كلما زاد الخير عليه، ولكن لكل من حاول استخدام مخ لص نقول له بأنّ ما يقوم به هو ساعات لدمار الأوطان، وليس لحظات في رفع مقامها، وهو الذي يهرب في أوّل أوقات الصدام، لأنّه جبان اقتات على اللصوصية، وكان وطنه في آخر أجنداته إن كان هناك اسم للوطن!
لا وجود لاسم الوطن لدى مخ لص، بل ما هو موجود هو الأرقام التي ستكون في البنوك بعد النصب والاحتيال. الأرقام التي ستكون في الجيوب بعد الكذب والافتراء، الأرقام التي ستكون في الأحضان عند النفاق والرياء.
النصب والاحتيال والكذب والافتراء والنفاق والرياء كلها أشياء مادّية نستطيع رؤيتها، أم نستشعرها، أم ننتظر الدليل حتى نتّهم أحدهم بأنّه مخ لص. هي أشياء ماديّة وأشياء نستشعرها وأشياء تحتاج إلى الدليل في النهاية، ونطلب من أصحاب القرار ومن لديه مال أن يحافظ على ما لديه من نعمة، وليبعد مخ لص وليقرّب مخلص، لأنّ الأوّل سيأكل الأخضر واليابس، أمّا الثاني فهو سيجوع من أجل زيادة الأخضر، وهذا هو «بيت القصيد»!
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 4943 - السبت 19 مارس 2016م الموافق 10 جمادى الآخرة 1437هـ
المخلصين نادرون
نحن في زمن أصبح الذي يملك مخ لص هو من يكرم ويمجد أما المخلص ليس له مكان زمن اغبر
فى الاونه الاخيره ظهرو كتاب منافقين وجدالين وكذابين ويكتبون مايملى عليهم الشيطان لبث الفرقه بين الشيعة والسنه لاكن الله ضربهم ضربه قويه لانه شعب البحرين واعى اليهم الله لايفرقنه عن بعض قولو امين اختكم المحرقيه واول مره اعلق
لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم
بلاء هذا الزمن ليس له حدود، إنه لزمن سوء بكل ما للكلمة من معنى، فهناك القليل من البشر من يراعي الله في ما يفعل و لا من ضمير أو إنسانية ولا حتى نظرة رحمه حتى لمن هم في أشد الحاجة لابسط الأشياء التي يمكننا تقديمه لهم... و الله المستعان
اللصوص وعقولهم متروكة تلعب وتتلاعب بالأوطان العربية وخليجنا واحد منها .
ان شاء الله
الحبايب يتطلعون على المقال ولو اني عارف مارايح يأثر فيهم لانة كل واحد فيهم علية تاوة وليس وجة؟؟؟
ليكون المخ لصا اسهل بكثير ان يكون مخلصا. الانسان خلق كسولا
الشكوي لغير الله مذله
يا استاذة مريم الشروقي نحن مجموعة من المتقاعدين نعتذر منك لأننا نتكلم في موضوع بعيد عن موضوع اليوم ولكن الم تقرأي ما قام به نوابنا الاشاوس يوم أمس من السعي للإجهاز علي ال 3 % التي تتصدق بها الحكومة علينا نرجوا منك إيصال شكوانا الي من يهمة الامر وجزاك الا عنا خير الجزاء .
هههه، عنوان رائع ذكرني بمسئول مخ لص ، ابدعتي المشرقة دوما
لقد ابتلي وطني بمخوخ اللصوصية وما أكثرهم
تحملنا العمل بثلاث وظائف
ضحينا بوقتنا طوال ثمان سنوات نمسك ثلاث وظائف غيروظائفنا وعندما تقاعدنا حرمونا من جميع حقوقنا ولم يشكرونا او نكافئ بل اخرجونا بدون اي ميزات تقاعدية وزير المواصلات الحالي
عدم التقدير و الشكر صفة عامة في المناطق الغير متطورة. الشكر و تلفظ كلمته صفة المتحضرين. لا تبالي.
محرقي : الله يكثر من امثالك ياستاذه مريم الشروقي .. المخلص للاسف في البحرين غير مرغوب فيه ويحارب في كل مكان اما بخصوص مخ لص يا كثرهم في البحرين وبالذات هذه الايام يتلون نفس الثعبان ويبيع وطنه وأهله ويزرع الفتن والطائفيه ويحرق الاخضر واليابس ويتسبب بقطع الارزاق لان جيناته مخ لص مع مرتبة الشرف ..