قال سفير الجمهورية التونسية محمد بن يوسف إن «الهَبَّة الشعبية» في تونس استطاعت دحر الإرهاب في «بن قردان» إلا أن الصراع الأمني مازال موجوداً مع وجود الجماعات المتطرفة التي تستهدف الدول بالأعمال الإرهابية. في الوقت نفسه كشف عن زيارة قريبة لم يحدد موعدها بعدُ لوزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة للعاصمة تونس، مؤكداً أن هناك الكثير من أوجه التعاون تنتظر الجانبين البحريني والتونسي، إضافة إلى أهمية الدعم الخليجي في تشييد مشاريع لخلق فرص عمل للشباب التونسي الذي يريد حلاً لمشكلة البطالة عبر «خارطة طريق» تعيد الحركة الاقتصادية لتونس. جاء ذلك في حديث خاص إلى «الوسط» خلال زيارته لمقر الصحيفة، موضحاً أن بيت التمويل الخليجي سيُموِّل مشروع المرفأ المالي في العاصمة (تونس) بتكلفة 5 مليارات دولار أميركي.
الوسط - ريم خليفة
قال سفير الجمهورية التونسية محمد بن يوسف إن «الهبَّة الشعبية» في تونس استطاعت دحر الإرهاب في «بن قردان»، إلا أن الصراع الأمني مازال موجوداً مع وجود الجماعات المتطرفة التي تستهدف الدول بالأعمال الإرهابية، في الوقت نفسه كشف عن زيارة قريبة لم يحدد موعدها بعد لوزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة العاصمة (تونس)، مؤكداً أن هناك الكثير من أوجه التعاون تنتظر الجانبين البحريني والتونسي إضافة إلى أهمية الدعم الخليجي في تشييد مشاريع لخلق فرص عمل للشباب التونسي الذي يريد حلاًّ لمشكلة البطالة عبر «خارطة طريق» تعيد الحركة الاقتصادية لتونس.
جاء ذلك في حديث خاص إلى «الوسط»، خلال زيارته مقر الصحيفة، موضحاً أن بيت التمويل الخليجي سيمول مشروع المرفأ المالي في العاصمة (تونس) بتكلفة 5 مليارات دولار أميركي. وهذا نص الحديث:
تصدرت قضية «بن قردان» الأخبار في الآونة الأخيرة، وخاصة أن التنظيمات الإرهابية تعتبرها من المواقع المهمة في المغرب العربي بعد سورية والعراق في المشرق. برأيك، لماذا «بن قردان»، ولماذا يحدث ذلك اليوم في تونس؟ وما هي التحديات؟
- بداية نشكر صحيفة «الوسط» البحرينية التي نقدرها ونحترمها كثيراً ونتابعها كما نتابع الصحف الأخرى.
ما يحدث في تونس اليوم وتحديداً في «بن قردان» علينا أن نتحدث عن ذلك بتفاصيل أكبر(...) نحن في تونس، الوضع الأمني والصراع السياسي الذي كان في 2012 و2013، اختلف عنه الوضع حاليًّا، لقد خلقنا مؤسسات دائمة، وتحديات فرضت علينا، بمعنى أن الأوضاع أصبحت صعبة، وكان من الضروري أن نتكاتف مع بعضنا بعضاً لكن دون شك هناك تحديات اقتصادية واجتماعية وأمنية ولا أرغب أن أحول الحديث إلى شيء يتعلق بموضوع المؤامرة.
نحن كدولة في تونس قادرون على السيطرة، وشعبنا واعٍ بما فيه الكفاية، ولهذا استطعنا نتجاوز بعض التحديات. لكن التحدي الحالي يكمن في جارتنا الشقيقة «ليبيا»، فغياب الأمن والاستقرار عن هذا البلد، يجعل الوضع برمته مقلقاً لتونس في ظل وجود تنظيمات جهادية، مثل تنظيم داعش الذي اخترق ليبيا وخاصة أن التنظيمات الإرهابية دائمًا تبحث عن الدولة الضعيفة التي يسهل اختراقها من خلال بؤر توتر، وقد انتقلوا إلى «بن قردان»؛ لأنها قريبة من الحدود بين لبيبا وتونس.
لقد تعرضنا لكثير من الضربات، كما أن الحرب على الإرهاب مستمرة ومتواصلة على الجميع وليس فقط على تونس.
ألا تعتقد أن تونس أفضل من غيرها في المنطقة العربية بعد ثورة 2011، وأن هناك من يحاول أن يحبط هذا النجاح والتغير من خلال العبث بأمن واستقرار تونس؟
- ما تحقق في تونس حتى اليوم يعد (نجاحات نسبيَّة)، وقد لا يرضي بعض الأطراف، مثل الأطراف الجهادية منها، التي تسعى إلى زعزعة الأمن في تونس.
وبالعودة إلى موضوع «بن قردان» فقد اعتقدت مثل هذه التنظيمات الجهادية الإرهابية أن الاختراق قد يكون سهلا لكن ما حدث أن تونس كانت صعبة الاختراق، وقد اختاروا «بن قردان»؛ لأنها أقرب مدينة على الحدود مع ليبيا، وكانوا يريدون أن تكون حاضنة لهم من خلال إقامة إمارة.
لكن «بن قردان» منطقة مهملة، كما أن الكثير من الشباب في تونس تم استدراجهم إلى التنظيمات الجهادية، مثل داعش في ظل تدني الوضع الاقتصادي، وبروز قضايا أخرى تستدرج الشباب باسم «الإسلام»؟
- «بن قردان» تحتاج إلى مزيد من الجهود في جانب التنمية، فما حدث في تونس أبرز القدرة الكبيرة للأمن والجيش وحتى على مستوى الأفراد في دحر الإرهاب. هناك وعي بأهمية ذلك. فقد كانت هناك «الهبّة الشعبية» وراء قوات الأمن. الحرب على الإرهاب لم تقتصر على قوات الأمن، بل بحضور الجمهور وأبناء «بن قردان». الجميع كان متماسكا حتى لو كانت صحراء فهناك ولاء لتونس.
اليوم انتقلت قوات الأمن من ردة الفعل إلى هجوم، فهناك عملية تمشيط وتم القبض على الإرهابيين بأعداد كبيرة، وجميعهم كانوا من تونس وعدد قليل جدا من أهالي «بن قردان» ولم تكشف السلطات عن جنسيات أخرى. صحيح هناك تحديات اقتصادية ومشاكل أخرى، لكن الجميع واعٍ كما ذكرت سابقًا، والجميع متعاون وملتفت إلى موضوع دحر الإرهاب مع الأجهزة الأمنية ضد هذا العدوان التكفيري، إضافة إلى مراقبة المنافذ للحد من عملية تهريب السلاح إلى داخل تونس. وأيضا نؤكد السبيل الأمثل لإحلال الاستقرار مع استقرار الجارة ليبيا، وندعم الخطوات التي تتمثل في تشكيل وحدة وطنية.
ماذا عن الشباب التونسي والوضع الاقتصادي؟
- العمل التنموي للنهوض بالوضع الاقتصادي ضروري كما هو الشباب، وشخصيًّا أحيي التغيير الوزاري الأخير الذي جاء من دولة الإمارات العربية المتحدة عندما تم تعيين شباب في مواقع وزارية؛ لأن الوضع اليوم يتطلب دماء شابة من النساء والرجال لأجل فهم عقلية الشاب والشابة في كل بلد عربي. وهذا ما نحتاج إليه في تونس، وهذا قد يختصر المسافات في مسألة التفاهم، ويساهم بشكل أو بآخر في وضع استراتيجيات جديدة تتجاوب مع عقلية شباب اليوم، وتحاول توفير احتياجاتهم كجزء من حل المشكلة. وهذا تفكير سليم فإذا الدولة غير قادرة على سحب الشباب، فالتطرف يكون طريقاً ينتظرهم في ظل أسباب كثيرة. وبعد ثورة 2011 إلى 2013 وحتى غاية 2014 بدأت الدولة التونسية ومؤسساتها، وخاصة الأمنية ترجع، وهي نقلة كانت صعبة جعلت من البعض يستغل أماكن العبادة مثل المساجد والاستحواذ عليها من قبل المتطرفين، وهنا تمَّ استغلال الشباب داخل تونس واستدراجه إلى تنظيمات إرهابية باسم الإسلام، وإعطاؤه الأموال، ومثل هذا الأمر لا يمثل فقط تهديدا لتونس لكن لدول أخرى في المنطقة العربية وغير العربية.
ويكفي ما جاء في افتتاحية صحيفة «لوموند الفرنسية» ( في عددها الصادر في 11 مارس/ آذار 2016) بتحذير الأوروبيين بالقول انه «لا يجب أن تترك تونس في المنطقة العربية لوحدها تقاوم التغيير وآفة التطرف»، ولهذا من الضروري تنظيف المساجد من الجماعات الإرهابية وإرجاعها إلى الدولة وتكون بيد وزارة الشئون الدينية وليس بيد الجماعات الجهادية التكفيرية.
هل هناك قانون ينظم نوعية الكلام الذي يلقى في خطب الجمعة بالمساجد في تونس؛ للحد من التطرف؟
- لا يوجد قانون يتحكم في خطب صلاة يوم الجمعة، لكن من الضروري أن تكون توعوية وتبرز سماحة الدين الإسلامي. ولا تنسي أن الشباب يعيش فراغا ليس كما هو قبل، إذ كانت هناك أندية ثقافية تفرغ هذه الطاقات في مختلف المجالات، التي تعزز التنوع وتبادل الآراء والشغف للنقاشات، مبتعدة عن لغة التكفير والتطرف.
وإعادة هذه الأندية الثقافية التي كانت موجودة في حقب سابقة بتونس ضرورة اليوم داخل المؤسسات التعليمية من المدارس وصولا إلى الجامعات.
تكلمت عن التطرف وأهمية عودة الأندية الثقافية داخل المؤسسات التعليمية في تونس، وماذا عن بطالة الشباب في تونس؟ مازالت هناك مظاهرات تخرج لأجل ذلك؟
- الدولة مازالت تعمل على حل مشكلة البطالة وهناك جهود تنصب في موضوع التنمية وفرص التشغيل وخاصة للفئة المتعلمة من خريجي الجامعات، لكن الدولة لا تستطيع أن تتغلب على هذه المشكلة المتعلقة بموضوع التشغيل، ولهذا فهناك حلول لجذب وعودة الاستثمار إلى تونس من أجل خلق فرص عمل وخاصة أن قطاع السياحة تضرر بسبب الهجمات الإرهابية، ونحن نشجع على الاستثمار مع الدول الشقيقة والصديقة. والشباب في تونس يريد وضع خارطة طريق من أجل حل مشكلة البطالة وخاصة في أوساط المتعلمين من اجل النهوض بالحركة الاقتصادية والاستثمار، أي عمل إصلاحات اقتصادية. ولهذا فهناك قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص، كما سيصدر قريبا قانون الاستثمار الذي سيقدم الحوافز للمستثمر التونسي والأجنبي. وأيضا إصلاح قانون الضرائب في تونس وطبعا محاربة جميع أشكال الفساد.
ماذا عن علاقة تونس بالمغرب والجزائر؟
- تونس معروفة مواقفها، فهي تتمتع بعلاقات جيدة مع دول الجوار، ولا تتدخل في شئونها الداخلية، وهذه ثوابت. وعلى مستوى الإرهاب، فنحن نتعاون مع الجميع، والجزائر مثلا لديها خبرة في محاربة الإرهاب.
بعد حصول تونس على جائزة نوبل للسلام، برأيك هل هذا يحفز دولاً عربية لترتيب بيتها الداخلي، كما فعلت تونس؟
- ما حدث كان انجازا كبيرا مع تجميع الفرقاء في تونس إلى مائدة الحوار، والابتعاد عن شبح الحرب الأهلية الذي كان أمرا وارداً بعد سلسلة الاغتيالات التي أوصلت البلد إلى حالة خطيرة من الانقسام داخل المجتمع.
لكن بفضل الدور الذي لعبته منظمات عتيدة وخاصة اتحاد العام للشغل، فإن البلد تم نقله من حالة خطيرة إلى حالة أخرى أكثر استقرارا وإجماعا. ولو طبق هذا الأمر في باقي البلدان العربية فان الأمر يختلف من بلد عربي إلى آخر له خصوصيته. وما كان في تونس كان شحنًا سياسيًّا وليس طائفيًّا هذا لو قورن الأمر مع سورية التي هي متعددة الطوائف ومن أحد أسباب التعقيد في موضوع الحل. ورؤيتنا أن الحلول يجبa أن تكون سياسية وليست عسكرية. السلاح والحرب لن يكونا الحل في أي مكان سواء في سورية أو ليبيا مثلا.
اقتصاديًّا. هل انقطع الدعم الأوروبي عن تونس؟ وماذا عن الخيارات الأخرى كدول الخليج والصين؟
- لم ينقطع، فهي تظل الشريك الأول لتونس حتى قبل 2011، لكننا أيضا نتطلع إلى تنويع الدعم مع دول الخليج، وأيضا مع الصين واليابان والهند وكوريا الجنوبية. وهذه دول لديها ثقل اقتصادي كبير. وبالنسبة إلى دول الخليج فهناك إعادة التفعيل مع الصناديق الخليجية وتحديدا مع الكويت. وقد بدأت مشاريع يمولها بيت التمويل الخليجي في مشروع المرفأ المالي في تونس العاصمة بالمنطقة الشمالية على ضفاف البحر. وتبلغ كلفة المشروع 5 مليارات دولار. ومن المقرر أن يزور وزير التنمية والتعاون الدولي البحرين في اجتماع الصناديق المالية الشهر المقبل.
ثقافيًّا. ماذا عن مشاريع التعاون بين دول الخليج وتحديدًا البحرين مع تونس؟
- نتمنى مضاعفة الجهد بين البحرين وتونس إضافة الى تنويع نوعية التعاون والمشاركة في مختلف المواسم الثقافية. ومن خلال اللجنة المشتركة بين البحرين وتونس خلال العام الجاري، ومثل هذا التعاون يعزز العلاقات ويكسر الصورة النمطية بين دول الخليج ودول المغرب العربي بشكل عام.
العدد 4943 - السبت 19 مارس 2016م الموافق 10 جمادى الآخرة 1437هـ
هاهاهاهاهاها....
مكسورة وتبرد....!!!!
عين عذاري
خيرها لغيرها
الهبة الشعبية دحرت الارهاب، و الهبة الحكومية قبل ايام جلبت العار
الديرة اولى
ليش التمويل للخارج؟ الديرة اولى من التمويل للخارج ...
عذاري
و صدق الشاعر عبدالرحمن المعاودة حينما فآل يشقى بنوها والنعيم لغيرهم. كأنها بالحال عينُ عذاري
البطالة في البحرين بعد
مو بس ف تونس
ما عندنا أحد يتكلم عنا
بس تونس وغير تونس