شهدت تركيا أمس السبت (19 مارس/ آذار 2016) عملية انتحارية جديدة أسفرت عن أربعة قتلى إضافة إلى المهاجم في شارع الاستقلال السياحي في إسطنبول، بعد أقل من أسبوع على هجوم انتحاري تبنته مجموعة كردية في أنقرة.
وفي ظل حال الإنذار الشديدة التي تسود البلاد، استهدف الاعتداء أمس، وهو سابع عملية ضخمة تضرب البلاد منذ يونيو/ حزيران، جادة الاستقلال التجارية الشهيرة، على الضفة الأوروبية من إسطنبول، والتي يقصدها مئات الآلاف يومياً.
وجاء في حصيلة مؤقتة للاعتداء أنه أسفر عن 36 جريحاً منهم سبعة في حالة خطرة.
إسطنبول - أ ف ب، د ب أ
شهدت تركيا أمس السبت (19 مارس/ آذار 2016) عملية انتحارية جديدة أسفرت عن أربعة قتلى إضافة إلى المهاجم في شارع الاستقلال السياحي في إسطنبول، بعد أقل من أسبوع على هجوم انتحاري تبنته مجموعة كردية في أنقرة.
وفي ظل حال الإنذار الشديدة التي تسود البلاد، استهدف الاعتداء السبت، وهو سابع عملية ضخمة تضرب البلاد منذ يونيو/ حزيران، جادة الاستقلال التجارية الشهيرة، على الضفة الأوروبية من إسطنبول، والتي يقصدها مئات الآلاف يومياً.
وجاء في حصيلة مؤقتة للاعتداء أنه أسفر عن 36 جريحاً منهم سبعة في حالة خطرة. ومن هؤلاء المصابين 12 أجنبياً، كما ذكرت وزارة الصحة هم ستة إسرائيليين وإيرلنديان وآيسلندي وإيراني وألماني ومواطن من دبي.
وأوضح محافظ إسطنبول، واصب شاهين «هذا بالتأكيد اعتداء انتحاري، هجوم إرهابي». وأضاف أن منفذ الهجوم كان يستهدف في الواقع مبنى رسمياً قريباً هو «فرع الإدارة المحلية لحي بيوغلو».
وكرر نائب رئيس الوزراء، نعمان كورتولموش تصميم الحكومة الإسلامية المحافظة على التصدي للإرهاب. وقال في تصريح صحافي «لن نستسلم أمام الإرهاب».
وترأس رئيس الوزراء، أحمد داود اوغلو بعد ظهر أمس في إسطنبول اجتماعاً أمنياً طارئاً، كما ذكرت وسائل الإعلام التركية.
ولم تعلن أي جهة على الفور مسئوليتها عن اعتداء الجمعة.
مجزرة حقيقية
وبينت أشرطة فيديو بثتها وسائل الإعلام التركية ووسائل التواصل الاجتماعي، أن «الانتحاري» اتجه نحو مجموعة صغيرة من الأشخاص كانت تمر أمام مبنى رسمي.
وقال مصدر دبلوماسي غربي لوكالة «فرانس برس»: «لقد فجر نفسه أمام مجموعة من الأشخاص كانوا أمام الإدارة المحلية، وهما هدفان مختلفان». وأضاف أن «كل الافتراضات مطروحة».
وذكر مصطفى الذي يعمل خادماً في مطعم «سمعت انفجاراً بينما كنت في داخل المقهى. عندما خرجت، كان الجميع يركضون في كل الاتجاهات». وأضاف «ركضت أنا في اتجاه مكان الانفجار حتى أفهم ما يجري ورأيت الجثث على الأرض».
وعمدت قوات الأمن المسلحة إلى إخلاء المنطقة سريعاً من الذين كانوا فيها، على مرأى من التجار والسائحين المصدومين.
وتعيش تركيا في حال الإنذار القصوى منذ الاعتداءات الدامية المنسوبة إلى جهاديي تنظيم «داعش» أو الى متمردي حزب العمال الكردستاني.
وآخرها الأحد الماضي اعتداء بسيارة مفخخة استهدف موقفاً للحافلات في وسط أنقرة وأسفر عن 35 قتيلاً و120 جريحاً، بعد اعتداء مماثل في 17 فبراير/ شباط أوقع 29 قتيلاً في وسط أنقرة أيضاً.
تشديد حالة الاستنفار
وتبنت مجموعة «صقور حرية كردستان» المقربة من حزب العمال الكردستاني الاعتداءين، معلنة أنهما رد على الحملة العسكرية التي تشنها القوات التركية من جيش وشرطة في عدد من مدن الأناضول في جنوب شرق تركيا، حيث أكثرية من الأكراد.
وتوعدت مجموعة «صقور حرية كردستان» بهجومات ضد الدولة التركية. ولمواجهة هذا التهديد، شددت الحكومة التركية حالة الاستنفار في عدد كبير من مدن البلاد. وقد أغلقت ألمانيا سفارتها الخميس في أنقرة وقنصليتها العامة في إسطنبول ومدارسها في المدينتين بسبب المخاوف من اعتداءات. وبقيت القنصلية القريبة من ساحة تقسيم والمدرستان مقفلة الجمعة.
وحذرت سفارة الولايات المتحدة في أنقرة رعاياها في تركيا أيضاً من احتمال وقوع اعتداءات، وأوصتهم «بتجنب أي تجمع سياسي أو تظاهرة» خلال احتفالات السنة الكردية الجديدة التي ستقام الأحد والإثنين.
ورد الرئيس رجب طيب أردوغان الذي أربكته الانتقادات التي تناولت إخفاقات أجهزته الأمنية، بشن حرب على «المتواطئين» من «الإرهابيين» الأكراد. وتم اعتقال أكثر من 350 شخصاً من النواب والمفكرين والصحافيين وأنصار القضية الكردية منذ الأحد الماضي.
واشنطن تندد بـ «الاعتداء الإرهابي»
في إسطنبول
نددت الولايات المتحدة بقوة بـ «الاعتداء الإرهابي المروع» في وسط إسطنبول السبت، وتعهدت الوقوف إلى جانب تركيا.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية جون كيربي في بيان «الولايات المتحدة تتضامن مع تركيا حليفتنا في الحلف الأطلسي في التصدي لتهديد الإرهاب المشترك».
وأضاف كيربي أن «هذا الاعتداء المروع هو الأخير ضمن سلسلة أعمال عنف لامبرر لها تستهدف أبرياء في مختلف أنحاء تركيا من مواطنين وزوار أجانب» موضحاً أن الولايات المتحدة «ستظل على اتصال وثيق مع السلطات التركية خلال التحقيق».
من جانب آخر، تظاهر عدة آلاف من الأكراد بمناسبة العام الفارسي الجديد «النيروز» في مدينة هانوفر شمال غرب ألمانيا احتجاجاً على الأوضاع السياسية في تركيا.
وقالت القائمة على تنظيم المظاهرة، أيتان كابلان إن المتظاهرين جاءوا للاحتجاج على استخدام الحكومة التركية المكثف للآلة العسكرية ضد الأكراد في جنوب البلاد.
وحمل المتظاهرون الذين توافدوا من جميع أرجاء ألمانيا لافتات عليها صور للزعيم الكردي المعتقل عبد الله أوجلان، بالإضافة إلى رايات وحدات حماية الشعب الكردية.
كما حمل المتظاهرون شعارات كتب عليها «لا لحملة الاتحاد الأوروبي مع الدكتاتور أردوغان». وقدرت الشرطة عدد المشاركين في المظاهرة أمس (السبت) بحوالي تسعة آلاف شخص، بينما قال المنظمون بعد ظهر أمس إن العدد وصل إلى حوالى 30 ألف شخص.
ووجه المتظاهرون انتقاداتهم أيضاً إلى اتفاق الاتحاد الأوروبي مع تركيا بشأن اللاجئين، حيث قال أحد المتحدثين خلال المظاهرة: «الرئيس التركي رجب طيب أردوغان غير مهتم بحل أزمة اللاجئين على الجانب الأوروبي ومن ثم فهو شريك غير مناسب».
وكانت تركيا والاتحاد الأوروبي أبرما الجمعة اتفاقية مشتركة بشأن أزمة اللاجئين.
العدد 4943 - السبت 19 مارس 2016م الموافق 10 جمادى الآخرة 1437هـ