العدد 4943 - السبت 19 مارس 2016م الموافق 10 جمادى الآخرة 1437هـ

رصْدٌ لحياة وفاعلية واحد من روَّاد العمل الاقتصادي والاجتماعي في البحرين

«كفاحٌ ونجاحٌ... سيرة الوجيه الراحل عبداللطيف الناصر»...

المغفور له بإذن الله أمير البحرين مع المرحوم الناصر في حفل زواج ابنه صلاح
المغفور له بإذن الله أمير البحرين مع المرحوم الناصر في حفل زواج ابنه صلاح

في كتاب «كفاح ونجاح... سيرة المرحوم الوجيه عبداللطيف سليمان العلي الناصر»، والذي أشرف على كتابته نجْلاه: فيصل وصلاح عبداللطيف الناصر، وصدر في العام 2014، إضاءات ورصْد لحياة وفاعلية واحد من روَّاد العمل الاقتصادي والتجاري والاجتماعي في مملكة البحرين، امتداداً إلى دول منطقة الخليج العربي، وأقطار عربية وإسلامية أخرى. إضاءات على سنوات النشأة والاجتهاد في الحياة وعلاقاته مع الناس الذين عرف والذين لم يعرف. ذلك الزمن الذي امتلأ بالطيِّبين الذين كابدوا وجالدوا ظروف العيش والحياة كي يستطيعوا أن يُوجدوا لهم حضوراً في قلوب وأرواح البشر الذين تقاسموا معهم المكان والروابط واللقمة في الوقت نفسه.

الكتاب احتوى على إهداء من قبل فيصل الناصر، ومساهمة أخرى حملت عنوان «الفكرة» كتبها صلاح الناصر، أشار فيها إلى محاولته تسليط الضوء على حياة الوالد، ومنها العائلة والقبيلة والطفولة وعلاقته بأخيه الأكبر محمد، الذي تولَّى تربيته ورعايته بعد وفاة والده في العام 1922، كما تم تسليط الضوء في الكتاب على علاقة الوجيه الراحل بالأُسَر الحاكمة في المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربية.

من بين الذين ساهموا في أبواب الإصدار كتابة، أمير البقالي وأنور أسعد، وجاءت مساهمتهما تحت عنوان «الناصر... نبض قلب حيٍّ»، بدأت بمساحة وجدانية تناولت ما تمتع به الرجل من مكانة وحضور وقبول وانفتاح على جميع مكوِّنات الناس والطبقات الاجتماعية، بحكم بساطته وحُسْن نشأته وتقديره بأن الحياة لا تستحق أن تبني حولك سوراً يحول بينك وبين الناس، بغضِّ النظر عن البوْن الشاسع بينك وبينهم في المكانة والمال، وألَّا تتجاوز بساطتك التي تجعلك في المركز الأهم بين الناس، وذلك ما أتاح له محبَّة القاصي والداني ممن يعرف وممن لم يعرف.

ضوء على السيرة

تُشير السيرة التي يفتتح بها الكتاب إلى أن أصول الراحل عبداللطيف الناصر تعود إلى آل شيلة التي تنتسب إلى قبيلة سبيْع، فهو عبداللطيف بن سليمان بن علي بن ناصر بن الحمد آل شيلة، وسبيْع هم أبناء جبر بن مالك بن ربيعة بن عوف بن عامر بن عقيل بن كعب بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن عدنان.

وبحكم عملية الترحال والانتقال بين قبائل العرب، نزحت قبيلة سبيْع من نجد إلى «واحة الأحساء حوالي القرن الثاني عشر الهجري (أواخر القرن الثامن عشر الميلادي)، وذلك لوجود العشب والماء الوفير لإبلهم وأغنامهم، ومن ثم استوطنوا الواحة، وامتهنوا التجارة والزراعة وبعض الحِرَف الأخرى». ضمن تلك البيئة بظروفها نشأ وترعرع المرحوم الناصر، واكتسب من ظروفها الصعبة ما سيضمن له مكانة وحضوراً بعد سنوات يظل يستحقهما بما بذل وأدَّى.

يتناول الكتاب مركز العائلة بين بيوتات العرب في ذلك التاريخ؛ إذ اشتهرت بممارسة أنواع متعدِّدة من التجارة التي بدأها الجدُّ الأول علي بن ناصر، وامتدَّت إلى أكثر من قرن من الزمان. وفي جانب من السيرة، يُشير الكتاب إلى أن الراحل من مواليد الأحساء في 2 يناير/ كانون الثاني 1918م (19 ربيع الأول 1336هـ)، وتوفي في 30 أكتوبر/ تشرين الأول 1992م (5 جمادى الأولى 1413هـ).

في سنِّ الرابعة من عمره رحل والده عن الدنيا في مدينة أبوظبي العام 1922. كان وقتها هناك ضمن متابعة أعماله التجارية، أتاحت له علاقات متميِّزة مع شيوخ الإمارة وما جاورها من إمارات؛ حيث كانوا يُوكلون له التأمين الخاص لقصورهم، وكان يمدُّهم بالبهارات والقهوة والهيل وخلافه، وكذلك الرز والتمور التي كانت تُزرع بمزارع الناصر في الأحساء. وقد ألمَّ به المرض في أبوظبي معيَّة ابنه الأكبر (محمد) الذي تولَّى دفنه ليعود إلى الأحساء وهو دون العشرين، ليتحمَّل أعباء مسئولية الأسرة والتجارة، وكان الأخ الأصغر عبداللطيف على رأس اهتماماته من حيث تربيته وتعليمه فن وأصول التجارة.

شخصيته... مواقفه

تُشير السيرة إلى أن الراحل كان يتميَّز «ببُعد النظر والإرادة القوية، ودوام الإصرار على النجاح، وعدم اليأس بعد أي فشل». أتاحت له المزايا والصفات النفسية تلك قدرة على تحقيق نجاحات وهو في بداياته، ستتضح معها نجاحات أكبر في قادم الأيام، عزَّز ذلك عدم تردُّده في الأخذ بالمشورة والرجوع إلى من هم أكثر خبرة ودراية في أمور ومواقف قد يتعرَّض لها، أو مشاريع وقرارات هو في صدد اتخاذها.

مثل تلك الميِّزات لابد أن تخلق من الشخص مُبادراً وصاحب مواقف فيها من النبْل الكثير، من دون أن يبتغي من ورائها حظوة أو وجاهة أو تسليط ضوء. من ذلك أنه في إحدى سفراته التجارية مع أهله في إيران، وبينما كان في مطار طهران مغادراً إلى شيراز لفت نظره في إحدى زوايا المطار شاب أخذ المرض والحزن منه مأخذاً كبيراً فما كان من المرحوم إلا أن تقدَّم إلى ذلك الشاب يسأله عن سبب اكتئابه، ليرد عليه بالقول إنه فقد جميع نقوده ولا يملك ما يشتري به تذكرة العودة إلى بلده. «وفوراً بادر المرحوم بشراء تذكرة سفر له من دون أن يكون له سابق معرفة به. ولقد تصادف أن يسافر ذلك الشاب معه في الطائرة نفسها المتوجِّهة إلى شيراز، وعند الوصول هناك لاحظ المرحوم الاستقبال الحاشد للشاب من قبل أهله»، ما دفع العائلة إلى استضافة المرحوم في بيت العائلة، «وكانت المفاجأة عندما تبيَّن انتماء ذلك الشاب إلى عائلة وجيهة ومعروفة وثرية».

إخوته... أبناؤه

للوجيه الراحل خمسة إخوة من أبيه: محمد، حسين، عبدالله، وأحمد وعلي، والأخير توفي صغيراً، وباقر بن حسين الدندن وهو أخوه من أمه. ظل الإخوة الأربعة أنموذجاً للتآزر والتعاون على صعيد العمل التجاري، والذي تولَّاه الأخ الأكبر محمد، وكانت تربطه علاقة وثيقة بأمراء القبائل والحكَّام، وتولَّى وقتها الإدارة العامة للشركة من موقعها الرئيسي في الأحساء بالمملكة العربية السعودية. أما أخوه حسين فهو شريكه ومدير الشركة في فرع الخبر، وهو يكبر عبداللطيف سناً؛ إذا عمل على امتداد وتوسع الشركة في الخبر منذ مطلع خمسينات القرن الماضي. أما أخوه باقر، فهو شريكه والمدير العام للشركة في الدمام، وصولاً إلى مدن ومواقع في المنطقة الشرقية، وتوفي في 12 يناير 1984. أما عبدالله فامتهن العمل في تجارة المشالح الرجالية (البشوت)، وامتدَّت تجارته تلك إلى أولاده الذين مازالوا يمارسونها حتى اليوم. وكذلك الأمر بالنسبة إلى أخيه أحمد الذي اتخذ من المشالح عملاً له، واستطاع أن يؤسس علامة تجارية أصبحت شهيرة في المنطقة الشرقية.

أما عن أولاده فللوجيه الراحل 13 ابناً وبنتاً، بدءاً بالذكور: ناصر ويعمل بالتجارة، وفيصل وهو طبيب وبروفيسور في كلية الطب بجامعة الخليج العربي، ومقرُّها مملكةالبحرين، وفهيم، اقتصادي ويعمل بالتجارة، صلاح، اقتصادي ويعمل في التجارة، بدر، وهو مهندس معماري، أنور، وهو مهندس إلكتروني، وفوزان وفوزي، وهما مصرفيان.

أعماله التجارية

توسَّعت أعمال الشركة لتشمل عدداً من دول الخليج من خلال الوكلاء، إلا أن الحضور الرئيسي لأعمال الإخوة/ العائلة تركَّزت في الدمَّام والخبر والبحرين، وكان الراحل يشرف على فرع الشركة في البحرين الذي تم افتتاحه في العام 1931، وكانت تلك الفترة بداية اكتشاف النفط في جزر البحرين، وشملت التجارة التي كان يمارسها الإخوة، المواد الغذائية ومواد البناء والمواد الصحية والأقمشة ومشاريع صناعية، مكَّنتهم من الحصول على عدد من الوكالات. وفي العام 1940 تم تسجيل الشركة في البحرين باسم شركة محمد الناصر وإخوانه (شركة تضامن).

في العام 1931، بدأت تجارة الناصر في مجال التسويق المحلي لسدِّ احتياجات المواطن والمُقيم، ولم يمتدَّ نشاطه إلى السوق العالمية، ومن تلك التجارة البسيطة انطلق إلى مجالات أكبر وأوسع مكَّنته من تراكم الخبرات لديه، ونظرة اقتصادية اكتسبها بالممارسة، بفهمه لاحتياجات السوق المحلية والسوق المحيطة، محاولاً تلبية احتياجاتها، وتنوَّعت بعد ذلك تجارته بالخوْض في المجال والاستثمار العقاري في كل من البحرين والسعودية.

ومع مجيء العام 1971، تحوَّلت أعماله إلى مؤسسة رسمية (مؤسسة عبداللطيف السليمان الناصر)، التي أصبحت من المؤسسات الكبيرة في البحرين، وذات أنشطة متعدِّدة في دول الخليج العربي.

وبحسب السيرة، تعاون الراحل مع إخوانه وشركاء آخرين (البوعلي والرمضان والبحراني) في العام 1963، في تأسيس مصنع لنسيج المشالح الرجالية ومقرة الأحساء، والذي يُعدُّ من أوائل المشاريع الصناعية في المملكة العربية السعودية، بل يُعدُّ المصنع الأول والوحيد في المنطقة العربية.

منذ مجيئه واستقراره في البحرين قبل ما يزيد على الستة عقود، رسَّخ له مكانة بين جميع الناس، وخصوصاً بين فئات أصحاب الأعمال؛ إذ شاركهم تأسيس غرفة تجارة وصناعة البحرين، وكانت له يد طولى وتأثير فيما تحقَّق من تطوُّر اقتصادي في مملكة البحرين، وممن ربطته بهم علاقات متميِّزة من التجار عائلة كانو وزينل والقصيبي وفخرو وناس واليوسف والمؤيد والبسَّام والحوَّاج وبوكنَّان وغيرها من العائلات الكبيرة ذات الشأن.

وفي البحرين تعدَّدت مقار عمله؛ إذ كان له محل في المحرق، ثم فتح مكتبه ومحله في شارع ولي العهد بسوق المنامة، مُجاوراً عبدالرحمن خنجي، وعبدالرحمن أكبري والعوجان، وأخيراً استقرَّ به الحال في مؤسسته في شارع التجَّار بسوق المنامة، مجاوراً يوسف بن يوسف فخرو، وعلي الفليج، وحسن حيدر درويش، وإبراهيم زينل، وعبدالعزيز الزامل، وعبدالله الحمد الزامل، ومعظم كبار تجَّار الاستيراد في البحرين.

علاقته بالملوك والأمراء والحكَّام

ربطت الراحل عبداللطيف الناصر علاقات قوية ومتينة بعدد من الملوك والأمراء والحكَّام، ومن بينهم حكَّام الأحساء بدءاً من الأمير عبدالله بن جلوي، وكذلك الأمير سعود بن عبدالله، وثالث حكَّام الأحساء الأمير محمد بن فهد، والأمير خالد بن تركي، وأخيه محمد بن تركي، وصولاً إلى الملك فيصل بن عبدالعزيز، والملك خالد بن عبدالعزيز. أما عن علاقته بالقبائل المحيطة بالأحساء، فتوطّدت مع قبائل العجمان وبني هاجر وآل مُرَّة.

ومع استقراره في البحرين امتدَّت علاقاته مع الأسرة الحاكمة، ومنهم حاكم البحرين المغفور له الشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة، والمغفور له الشيخ سلمان بن حمد بن عيسى (1894 - 1961)، والمغفور له الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة (1961 - 1999)، ورئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، والمغفور له صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل خليفة، وكذلك عاهل البلاد جالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، حين كان ولياً للعهد.

وامتداداً إلى علاقته بشيوخ إمارة أبوظبي من آل نهيان، والقواسم في كل من الشارقة ورأس الخيمة، وآل الصباح في الكويت، وآل ثاني في دولة قطر، إضافة إلى العائلات الكبيرة في تلك الدول.

ما تبقَّى من السيرة

توفي المرحوم الوجيه عبداللطيف الناصر في سنغافورة أثناء رحلة عمل يوم الجمعة (30 أكتوبر 1992)، بعد رحلة علاج في ألمانيا تكلَّلت بنجاح زراعة مفصل الركبة. عاد المرحوم إلى البحرين حيث تلقَّى دعوة لحضور زواج ابنة أحد أصدقائه الماليزيين من أصحاب الأعمال، ولبَّاها مُسافراً إلى سنغافورة، وبعد حضوره حفل الزواج، استقرَّ عند صديقه اليمني المقيم هناك، صاحب الأعمال محمد شهاب، وفي التاريخ المذكور، وفي أثناء تناول وجبة العشاء أسلم الروح إلى بارئها بشكل مفاجئ، من دون أي مرض أو عوارض ألمَّت به.

وشارك وقتها في تشييع جنازته جمع غفير من الأهل والأصدقاء من البحرين وخارجها، حيث ووري الثرى في مقبرة المنامة.

شهادات أصدقائه

قال عنه صاحب الأعمال الوجيه مبارك كانو، بأنه كان صديق العائلة المُقرَّب الذي لا تنقطع صلته به أو بأحد أفراد عائلته. أما الوجيه سيد محمد اليوسف، فأكد أن المرحوم الناصر كان شخصية استثنائية، بدماثة أخلاقه وكرم نفسه. «وكان تعامله مع الآخرين مبعث ارتياح كل من يعرفه». ومن جانبه قال عبدالله الملا، إن المرحوم على رغم بساطته التعليمية إلا أنه كان يتفوَّق على أقرانه في التعامل تجارياً، ويكوِّن علاقات كبيرة مع التجَّار في مختلف البلدان.

وعنه قال سماحة المغفور له العلَّامة أحمد العصفور، إن ثقة الناس وخصوصاً التجَّار بالمرحوم الناصر كانت ملحوظة؛ حيث كان يلجأ له المتخاصمون في أي شأن تجاري للحصول على رأيه ومشورته وحكمته. ويؤكد تلك الثقة ما جاء في كلام صاحب الأعمال شوقي علي بن يوسف فخرو، من أن الجميع كان يلجأ له في بعض المنازعات، وكان رأيه دائماً مقبولاً ومحترماً.

صاحب الأعمال والمطوّر العقاري المعروف في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية عبدالله العنيزان، والذي تربطه علاقة بالراحل الناصر منذ العام 1962، قال عنه إنه وجد فيه الرجل العصامي ذا التاريخ العريق والخبرة الناضجة والحصافة، «وكان رجلاً خلوقاً بهرتْني علاقاته التجارية والاجتماعية في المملكة».

احتوى الإصدار ملحقاً للصور يعود تاريخها إلى عقود مع أمراء وشيوخ وأصحاب أعمال وأدباء ومفكّرين وممثلين لبعثات دبلوماسية في مملكة البحرين، كما احتوى صوراً مع شخصيات اقتصادية ومستثمرين من مختلف أنحاء العالم؛ علاوة على صور في مناسبات اجتماعية.

رجال من الزمن الجميل؛ ولم يكن يُقدَّر له أن يكون جميلاً من دون تلك المسحة الساحرة التي أضفوْها على تفاصيله بكفاحهم الصعب والمرير، وصدق ذواتهم وتعاملهم، وقدرتهم على الاحتفاظ ببساطتهم، وتواصلهم الاجتماعي الذي رسّخ مكانتهم لدى مختلف فئات وطبقات المجتمع، وعدم نسيان وتجاهل الذين لم ينالوا حظاً من المال والثروة، في مواقف تكافلية تدعو إلى مزيد من تراكم وجاهتهم الحقيقية في قلوب الناس، حضوراً وأثراً لا يمَّحي، والراحل الوجيه عبداللطيف الناصر تغمّده الله بواسع رحمته أحد أولئك الكبار في دنيانا.

محمد جابر الأنصاري والراحل الشاعر غازي القصيبي بحضور عبداللطيف الناصر
محمد جابر الأنصاري والراحل الشاعر غازي القصيبي بحضور عبداللطيف الناصر
مبارك كانو
مبارك كانو
غلاف الكتاب
غلاف الكتاب




التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً