غمرتهم مشاعر الفرح والسعادة عندما تم توظيفهم بشركة ألمنيوم البحرين (ألبا)، واطمئنوا إلى أن كل يوم يأتي سيكون أجمل من اليوم الذي يمضي.

وتفاءلوا بمستقبل مشرق؛ لأنهم يرون ألبا رمز المستقبل، وبها تتحقق الأحلام الجميلة. فعملوا بحب وإخلاص لسنوات طويلة، وفجأة وجدوا أنفسهم مسرحين «تسريحاً غير قانوني» في 2011، وأصبح مستقبلهم مظلماً، وهم اليوم مهددون بسحب منازلهم وحرمان أبنائهم من الدراسة الجامعية.

وأغلقت كل الأبواب أمامهم، وتكسرت كل المفاتيح التي حاولت أن تفتح لهم باب الرجوع إلى وظائفهم، لكن رغم كل الألم، مازالوا يرون الأمل في رئيس مجلس إدارة الشركة الشيخ دعيج بن سلمان آل خليفة، لما له من مواقف مشرفة ومحبة في قلوب الجميع.

المفصولون جاؤوا إلى «الوسط» يعبرون عن حجم المأساة والمعاناة التي تعيشها أسرهم بعد قرابة خمس سنوات من تسريحهم من العمل وعدم إرجاعهم إلى أعمالهم على رغم تعهدات الحكومة والشركة بحل هذا الملف، بحسب تعبيرهم.

فقد قال يوسف نعمة، وهو أحد المسرحين من «ألبا»: «عملت في شركة ألبا سنوات طويلة، وكنت أرى مستقبلاً جميلاً لأسرتي، فألبا رمز المستقبل، من يعمل بها يشعر بطمأنينة، لكن حدث ما لا يمكن توقعه، بتسريحنا مع مجموعة من العمال في 2011 بسبب استغلال البعض أحداثاً سياسية مرت بها البلاد، لتصفية حسابات شخصية لا صلة لها بالعمل».

وقال: «بسبب الطمأنينة عندما كنت موظفاً في ألبا، أخذت قرضاً عقاريّاً لشراء منزل للأسرة، لكن بعد تسريحي من ألبا، لم أتمكن من تسديد مستحقات البنك، والآن البنك رفع قضية في المحكمة».

وأضاف «المستقبل مجهول ومخيف، البيت مرهون للبنك، ولهذا نحن مهددون في أي وقت بإخراجنا من البيت، وبيعه من قبل البنك الذي يريد حكماً قضائيّاً يخوله ذلك، والقضية في المحكمة تتداول».

وتابع «لدي 3 بنات، اثنتان يدرسان في الجامعة، وأواجه تحديات كبيرة فوق قدرتي لتوفير تكاليف الدراسة... ولا أعلم ما يخبئه المستقبل، هل سيحرمون من أكمال دراستهما الجامعية أم لا».

من جهته، قال مهدي أحضية، أحد المسرحين: «أنا لم أتمكن من توفير مصاريف دراسة ابني، والآن هو محروم من إكمال دراسته في معهد البحرين الوطني».

وأضاف «كذلك بعد تسريحي من ألبا، لم أتمكن من دفع أقساط وزارة الإسكان منذ تسريحي حتى اليوم، وهم يطالبونني، لا أعرف ماذا أعمل».

أما المفصول عن العمل عبدالحسين محمد، فقال: «ابنتي الصغيرة حرمت من الذهاب للروضة بسبب تسريحنا من ألبا، وعدم قدرتي على توفير مصاريف الروضة، وهي الآن كبرت وعمرها 5 سنوات».

وتابع «لدي ابنتان أيضاً في المرحلة الابتدائية، في المدارس الحكومية، لكن لا استطيع أن اعزز دراستهما بدروس خصوصية». وذكر أن بنك الإسكان يطالبه بالأقساط الشهرية، وحذره من رفع قضية في المحكمة بهذا الخصوص، وأنا لا أستطيع حاليّاً دفع مستحقات البنك؛ لأني عاطل.

من جانبه قال رئيس الصحافة والإعلام سابقاً في «ألبا» محمود عبدالكريم عيسى إنه وبعد عملية الفصل في (إبريل/ نيسان 2011)، تجدد الأمل من جديد في العودة إلى العمل بعد توقيع الاتفاقية الثلاثية؛ وقال: «على رغم ورود اسمي ضمن المفصولين الذين يجب إرجاعهم فوراً لم يتم ذلك على رغم مراجعتنا المستمرة مع وزارة العمل وعقد عدة اجتماعات وتحرك من قبل الاتحاد العام للنقابات والمتابعة المباشرة مع كل الجهات المعنية».

وأضاف «عندي بنت في الجامعة وولد حاليّاً في التوجيهي محروم من دراسة الطب؛ لأَنِّي لا أستطيع توفير مصاريف الدراسة له». واستطرد «إن الأمل بعد الله يتجدد في جهود الشيخ دعيج، رئيس مجلس الإدارة، لغلق ملف المفصولين للأبد، وأن يعود الموظفون إلى وظائفهم التي حرموا منها على مدى السنوات الخمس الماضية، وشكلت لهم ضائقة مالية واجتماعية لهم ولأسرهم كثيراً.

إلى ذلك، رأى المفصولون أن شركة ألبا تخاطر بسمعتها ومكانتها وعراقتها، برفض إرجاع 10 مفصولين، وهؤلاء لا يشكلون مشكلة للشركة، لكن هؤلاء متضررون من الفصل؛ لأنهم يعولون عوائل، وعليهم التزامات مالية، والبنوك تطالبهم، وتهددهم بالمحاكم وسحب منازلهم.

وذكروا أن الاتفاقية الثلاثية التكميلية الثانية في (10 مارس/ آذار 2014) جرت بين وزارة العمل ممثلة عن الحكومة، وغرفة تجارة وصناعة البحرين ممثلة عن القطاع الخاص، واتحاد نقابات العمال ممثلاً عن العمال، تقضي بالإرجاع الفوري للمفصولين، وإنهاء القضية بالكامل، لكن نحن الآن في (مارس 2016)، أي مضت سنتان ولم يتم إرجاعنا.

وقال: «على رغم كل الألم، نرى أملاً في رئيس مجلس إدارة شركة ألبا الشيخ دعيج بن سلمان آل خليفة، فهو صاحب مواقف مشرفة، ومحبة في قلوب الجميع... ولابد للشمس أن تشرق وتبدد ظلام الليل».

وأضافوا «الشيخ دعيج لديه توجهات إيجابية، وهو متعاطف، ونرى فيه الخير».

إلا أنهم ذكروا: أن تأخر إرجاعهم، قد يتسبب في تشردهم في حال حكمت المحكمة لصالح البنوك المقرضة، ولهذا يأملون سرعة إرجاعهم.

وذكروا ايضا انه طوال هذه الفترة من محنة الفصل نتردد بين الاتحاد و الوزارة و النقابة، نقابتنا تسعى و الاتحاد لكن هناك شيء ما نجهله، وبسببه لاتزال محنتنا مستمرة. وأبدى المفصولون تألمهم مخاطبين وزير العمل «إننا نطلب مقابلتكم منذ سنتين ولا يفتح لنا باب مكتبكم، ونحن وأُسرنا نأمل الخير فيكم وفي الايادي البيضاء وخاصةً بعد أن قرأنا عن ترؤسك وفد مملكة البحرين في المؤتمر العربي رفيع المستوى حول احتياجات وحماية الأسرة العربية في ظل التغيرات المعاصرة وكذلك أعمال الدورة السابعة للجنة الاسرة العربية فبراير 2016».