أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس الجمعة (18 مارس/ آذار 2016) أن الطائرات الحربية الروسية تنفذ 20 إلى 25 غارة جوية يومياً، دعماً للجيش السوري في الهجوم من أجل تحرير مدينة تدمر التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)» في محافظة حمص بوسط سورية. يأتي ذلك فيما تبنى التنظيم قتل خمسة جنود روس خلال معارك قرب المدينة.
وأعلن المسئول الكبير في هيئة الاركان الروسية الجنرال سيرغي رودسكوي خلال مؤتمر صحافي أن «القوات المسلحة والوطنية للحكومة (السورية) تشن عملية واسعة النطاق لتحرير مدينة تدمر والطائرات الروسية تشن معدل 20 إلى 25 غارة جوية في اليوم». وقال رودسكوي إن الظروف مواتية لإلحاق هزيمة كاملة بالتنظيم في المدينة.
في المقابل، قال بيان لـ «داعش» تم تداوله على مواقع متشددة خلال اليومين الماضيين: «تمكن جنود الخلافة... من قتل خمسة عسكريين روس وستة عناصر» من الجيش السوري وعدد من مقاتلي حزب الله ، وذلك خلال معارك قرب تدمر لم يذكر تاريخ حدوثها. وأفادت وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم أمس الأول أن من بين القتلى الروس مستشاراً عسكرياً.
ونقلت الوكالة أن «اربعة من العسكريين الروس قتلوا في منطقة قصر الحلابات غرب تدمر خلال محاولة اقتحام أحبطتها قوات (التنظيم)... بينما قتل المستشار الذي بثت الوكالة فيديو لجثته اليوم (أمس الأول) في منطقة الدوة» غرب تدمر.
على صعيد آخر، طالب الموفد الدولي الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا أمس الوفد الحكومي السوري بتقديم مقترحات بشأن الانتقال السياسي «الأسبوع المقبل»، في ختام أسبوع من المحادثات غير المباشرة مع ممثلين عن الحكومة السورية والمعارضة.
وقال دي ميستورا الذي التقى أمس الوفدين في اجتماعين منفصلين، في لقاء مع الصحافيين «أنا أحثهم على تقديم ورقة بشأن الانتقال السياسي وسبق أن تلقيت ورقة جيدة وعميقة بشأن رؤية وفد الهيئة العليا للمفاوضات» لهذه المسألة.
واوضح أن «الوفد الحكومي يركز حالياً على المبادئ وهي ضرورية لكنني آمل أن نتمكن في الأسبوع المقبل من الاطلاع على رؤيتهم... بشأن كيفية تطبيق الانتقال السياسي». وقال دي ميستورا: «قلت بوضوح للوفد الحكومي انه لا يجب تلافي الجوهر»، مضيفاً أن «الناس في سورية لا يحتاجون إلى إجراءات وإنما إلى أفعال».
من جانبه، قال رئيس وفد الحكومة السورية، بشار الجعفري إنه أجرى محادثات مفيدة مع المبعوث الأممي، ركزت على «ورقة العناصر الأساسية لحل الأزمة». وقال الجعفري «إن إقرار المبادئ التي سميناها العناصر الأساسية سيؤدي إلى حوار سوري سوري جاد يسهم في بناء مستقبل بلدنا».
في المقابل، قال مندوبون للمعارضة إن الحكومة السورية تفتقر إلى الإرادة لإجراء مفاوضات السلام بشكل جدي. وقالت الزعيمة البارزة في المعارضة السورية، بسمة قضماني لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): «في الوقت الحالي لا يوجد شريك في الجانب الآخر على استعداد للمشاركة».
وأضافت «نحن في انتظار تغيير في الموقف نتيجة الضغط الروسي، وهذا لم يأت بعد»، مشيرة إلى التحالف العسكري والسياسي بين حكومتي موسكو ودمشق.
على صعيد آخر، أعلنت العشرات من الفصائل المقاتلة في سورية أمس رفضها «القاطع» للنظام الفيدرالي الذي أعلنه الاكراد أمس الأول في مناطق سيطرتهم في شمال سورية، محذرين من أنها خطوة تهدف إلى «تقسيم» البلاد.
وقال بيان وقعه سبعون فصيلاً: «نرفض رفضاً قاطعاً الإعلان الذي تم منذ أيام بخصوص تشكيل منطقة حكم ذاتي أو فيدرالية في الشمال السوري، ونعتبره خطوة خطيرة تهدف إلى تقسيم سورية». وأكدت تلك الفصائل ومن بينها «جيش الاسلام» الممثل في وفد الهيئة العليا للمفاوضات في محادثات جنيف «سنقاوم هذه الخطوة بكل ما أوتينا من قوة وبكافة الوسائل السياسية والعسكرية».
العدد 4942 - الجمعة 18 مارس 2016م الموافق 09 جمادى الآخرة 1437هـ