هاجم متشددون مسلحون أمس الجمعة (18 مارس/ آذار 2016) بالصواريخ حقلاً للغاز تستثمره شركات أجنبية بالقرب من منطقة عين صالح في جنوب الجزائر من دون أن يوقعوا ضحايا، وذلك بعد ثلاث سنوات على عملية احتجاز رهائن عنيفة شنها متشددون على مجمع «ان امناس» الغازي.
واستهدف الهجوم الذي لم تتبنه أي جهة حتى الآن حقل خرشبة بالقرب من منطقة عين صالح على بعد 1300 كيلومتر جنوب العاصمة الجزائرية وتستثمره بشكل مشترك مجموعات «سوناتراك» الجزائرية و «بريتش بتروليوم» البريطانية و «ستات-اويل» النرويجية. وأكدت وكالة الأنباء الجزائرية الهجوم وهو الأول منذ عملية «ان امناس»، موضحة أن «إرهابيين أطلقا قذائف يدوية الصنع على منشآت غازية» من دون أن يسببا ضحايا أو أضراراً. وأضافت أن عملية مطاردة بدأت للعثور على المهاجمين.
وقال أحد الموظفين العاملين في الموقع طالباً عدم كشف هويته «نحو الساعة السادسة هاجمت مجموعة إرهابية بقذائف صاروخية حقل خرشبة» في الصحراء الجزائرية. ويضم الموقع الذي استهدف مبنيين للسكن ومركزاً للإنتاج. وهو محاط بسياج أمني ينتشر عسكريون بشكل دائم على طوله، بحسب المصدر نفسه.
وتابع الموظف «يبدو أن القذائف أطلقت من مسافة بعيدة»، موضحاً أن الجيش تدخل على الفور لمنع اقتحام المهاجمين للموقع.
وقامت مجموعة «سوناتراك» بتشكيل خلية أزمة في حاسي مسعود (900 كيلومتر جنوب العاصمة) بعد الهجوم.
وتحدثت مجموعة «ستات-اويل» في بيان عن «قذائف أطلقت من بعيد مؤكدة أن موظفيها الثلاثة «سالمون». واضافت أنها شكلت «خلية للطوارئ» في النرويج والجزائر. كما أعلنت مجموعة «سوناتراك» انشاء خلية ازمة في حاسي مسعود شمالاً.
من جهتها، قالت مجموعة «بريتش بتروليوم» في بيان إنها أبلغت بهجوم بقذائف صاروخية لم يسفر عن سقوط ضحايا. وأضافت أن «الأولوية هي ضمان أمن موظفينا... نحن على اتصال مع شركائنا ونسعى إلى ضمان أمن» الموجودين في الموقع، مشيرة إلى تعليق العمل فيه في إجراء وقائي.
ويأتي هذا الهجوم بعد ثلاث سنوات على العملية التي استهدفت مجمع «ان اميناس» للغاز في جنوب الجزائر أيضاً.
ففي 16 يناير/ كانون الثاني 2013 احتجزت مجموعة من 32 إسلامياً أتوا من مالي مئات الموظفين في مجمع تقنتورين (40 كيلومتراً عن ان اميناس). وشنت القوات المسلحة هجوماً بعد ثلاثة أيام وكانت الحصيلة الاجمالية 40 قتيلاً من عشر جنسيات من بين الموظفين إضافة إلى 29 من المهاجمين.
وتبنت جماعة اسلامية قريبة من تنظيم «القاعدة» وتحمل اسم «الموقعون بالدم» الهجوم، مؤكدة أنها قامت به ردا على التدخل الفرنسي في مالي. ومنذ ذلك الحين كلفت السلطات الجزائرية عناصر أمن حماية المواقع الاقتصادية التي يديرها أجانب.
وكان رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح دعا في 13 مارس إلى المزيد من الحرص واليقظة حتى تبقى الجزائر عصية على أعدائها ومحمية ومصانة من كل مكروه.
وقال في زيارة للناحية العسكرية الرابعة بورقلة (600 كيلومتر جنوب الجزائر) إن «ما تعيشه منطقتنا في الوقت الراهن من اضطرابات وتفاقمات أمنية غير مسبوقة تنذر بالتأكيد بعواقب وخيمة وتأثيرات غير محمودة على أمن واستقرار بلدان المنطقة».
العدد 4942 - الجمعة 18 مارس 2016م الموافق 09 جمادى الآخرة 1437هـ