كثيراً ما يتداول بيننا على اختلاف أفكارنا وتوجهاتنا الثقافية المجتمعية كلمات يصعب تعريفها، بسبب تشعب مفهومها ومجالاتها بشكل أو بآخر، بالإضافة إلى وجود أزمة كبيرة في عملية خلط المفاهيم والمصطلحات بشكل واضح أدى إلى ظهور تفاوت في المفهوم اللغوي لكلمات دارجة بيننا، هذا ما يؤكد أهمية الثقافة ووجود أزمة حقيقة تحت مسمى أزمة ثقافية تخص المثقف العربي. ولكن من هو المثقف؟
ترجع كلمة المثقف في اللغة العربية إلى كلمة الثقافة والتي تنقسم بدورها إلى ثقافة نخبوية وشعبية والتي اختلف المفكرون واحتاروا في وضع تعريف خاص بها، إذ وصل إلى يومنا هذا 164 تعريفاً لها خاص بها، وخصصت كتباً تنافست في مناقشة هذا الموضوع تحت عنوان «سيوسيولوجيا الثقافة»، إذ إنها شملت في تعريفها كل شيء من فن وعمارة وشعر وهندسة وديانات وعادات وتقاليد وقيم.
وتناول الكاتب إدوارد سعيد مفهوم المثقف من منظوره الخاص في كتابه «المثقف والسلطة»، على أن حقيقة المثقَّف الأساسية تكمن أنه هو ذلك الفريد الذي يتمتَّع بموهبة خاصة يستطيع من خلالها حمل رسالة ما أو تمثيل وجهة نظر معينة أو فلسفة ما أو موقف ما وهو ذلك الموهوب الذي يقوم علناً «بطرح أسئلة محرجة». ويصعب على الحكومات أو الشركات استقطابه لأنَّه لو تمكَّنوا من استقطابه فقد المثقَّف بعده النقدي وخان نصَّه الإبداعي.
فيما يرى الفيلسوف السياسي أنطونيو غرامشي في تعريف المثقف أن جميع الناس مفكرون ولكن وظيفة المثقف أو المفكِّر في المجتمع لا يقوم بها كلُّ الناسبين بمن يقومون بوظيفة المثقَّف أو المفكِّر فيقسمهم إلى قسمين: المثقَّفون التقليديون حيث يضمُّ الأول الكهنة، المعلِّمين والإداريين الذين يقومون بوظيفة التفكير نفسها يوماً بعد يوم وعاماً بعد عام وجيلاً بعد جيل، بمعنى وظيفة التفكير غير متجدِّدة. أمَّا الثاني فيسمِّيهم المثقَّفين المنسِّقين والذين يرى غرامشي أنَّهم مرتبطون ارتباطاً مباشراً بالطبقات التي تستخدم المثقّفين في تنظيم مصالحها واكتساب مزيد من السلطة والرقابة.
يتضح لنا اليوم مع التطورات السريعة في العالم أن المثقف العربي اليوم يعيش أزمة خانقة متفاوتة المدى بسبب التراكمات السياسية والاقتصادية والفكرية بدرجة أولى، إذ إنها تهدد مستقبل المجتمع الذي مازال يجهل الفرق بين المتعلم والمثقف، وعليه فإن الرؤية المستقبلية إلى الثقافة لن تكون مكتملة الملامح إلا حين نسعى إلى تغيير النمطية حول مفهوم الثقافة نفسه.
الثقافة مرتبطة كثيرا بالحرية والمثقف في كل البلاد العربية محاصر بأفكاره الخاصة ومحاصر بمن يمنعها من الخروج
مقال جميل للكاتبة علياء
عدد الكتب التي يقرئها الشخص قد تعطي انطباع عن انه مثقف.. لكن قدرته في قراءة السكون الكامن بين الافكار هضمه وتطبيقه والاستفاده منه في تطوير حياته..تلك هي الثقافة..
انتلكت..يكأنك تترجمها..العمق
عدد كتب
المثقف..بوجهة نظري
انا
انا وبكل تواضع وافهم كلشي
يا عيني
يا عيني عالتواضع يا عيني