اعتبر رئيس اتحاد المهندسين العرب المهندس البحريني ضياء توفيقي أن موضوع الحصول على التمويل الكافي هي أبرز التحديات التي تواجه قطاع النقل في المنطقة والذي سيبحثه المؤتمر الهندسي العربي الذي تستضيفه المنامة الشهر الجاري.
وأوضح توفيقي في لقاء مع «الوسط» أن مؤتمر المنامة، الذي سيناقش قطاع النقل بالمنطقة، جاء تتويجاً لثلاث ورش إقليمية ناقشت النقل البري والبحري والجوي، عقدت في كل من الخرطوم والقاهرة والمنامة، إذ من المؤمل مشاركة مختلف المسئولين والمهندسين في المنطقة للخروج بتصورات وتوصيات لتطوير البنية التحتية في قطاع النقل.
وتنظم جمعية المهندسين البحرينية، بالتعاون مع اتحاد المهندسين العرب، المؤتمر الهندسي العربي السابع والعشرين تحت شعار «واقع النقل في الوطن العربي وآفاق تطوره وتكامله بين الدول العربية»، ذلك في الفترة من 29 لغاية 30 مارس/ آذار 2016 بفندق الدبلومات، تحت رعاية رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة.
ويعقب المؤتمر اجتماع المجلس الأعلى لاتحاد المهندسين العرب في تاريخ 31 مارس 2016.
وفيما يلي نص اللقاء مع ضياء توفيقي، وهو كذلك رئيس المؤتمر الهندسي العربي السابع والعشرين:
في البداية ما أهمية المؤتمر الذي تستضيفه البحرين؟
- هذا المؤتمر هو نهاية المؤتمرات الثلاث في مجال المواصلات في محاور تتعلق بالطيران والطرق والمواصلات البحرية، ففي السودان كانت هناك ندوة في موضوع النقل البحرين وندوة أخرى في جمهورية مصر العربية بخصوص النقل البحري والندوة الأخيرة حول المطارات والطيران في البحرين والتي استضافتها في العام الماضي.
المؤتمر الحالي سيغطي جميع الندوات والمحاور تحت مظلة واحدة والمؤتمر سيشمل كل الهيئات العربية الأعضاء في اتحاد المهندسين العرب وهي 15 دولة وهذه تعد فرصة للمهندسين للقاء مع بعضهم وفرصة للمهتمين والشركات لمناقشة مختلف الأمور وخصوصاً أن المواصلات والبنية الأساسية هي من الموضوعات الأساسية التي بحاجة إلى دراسة وتطبيق في الوطن العربي من أجل وضع شبكة متكاملة تربط الدول العربية ببعضها البعض.
شبكة المواصلات المتكاملة في الوقت الحاضر غير موجودة ونحن بحاجة لهذه المؤتمرات للتقدم بتوصياتها والمشاركة في الدراسات لكي نستطيع الوصول إلى هذه الأهداف في المستقبل.
في الندوات الثلاث التي عقدت في دول المنطقة التي ناقشت موضوع النقل هل خرجت بتصورات حول قطاع النقل؟
- هناك دراسات وبحث من الأردن ممتاز صراحة يغطي ربط الدول العربية من المشرق إلى المغرب بشبكة سكة حديد. في كل محور هناك الكثير من البحوث لتطوير المجالات المتعلقة بكل وسيلة مواصلات ولكن الأهم هو الربط بين المحاور الثلاثة فليس من الكافي وجود شبكة نقل حديد مع وجود نقص في شبكة الطرق أو البنية التحتية والمطارات.
المطلوب تخصيص الميزانيات ووضع خطة متكاملة للتطوير والتطبيق.
وفي المؤتمر العربي الهندسي السابع والعشرين سيشارك معنا عدد من المسئولين والمتحدثين، كما أن شركة إسبانية ستقدم ورقة عن القطارات.
التصورات التي ذكرتها بخصوص مشروعات لربط الدول العربية بشبكة نقل تعتبر مطلوبة من قطاع واسع من شعوب المنطقة، ولكن ما هي التحديات نحو تحويل هذا التصور إلى واقع؟
- الحديث عن المواصلات قد يكون سهلاً لكن عندما نأتي إلى التطبيق فإنها تحتاج إلى ميزانيات ضخمة، فمثلاً المطارات مهما كانت صغيرة أو كبيرة فهي تحتاج إلى مبالغ ضخمه والمطار سيحتاج إلى بنية أساسية.
وهناك ميزانيات أخرى مطلوبة متعلقة بالبنية الأساسية وهذا ينطبق على مشروعات الطرق ونرى أن هناك نقصاً بصورة عامة وربما دول الخليج لديها تقريباً مشاريع متكاملة ولكن في دول العربية الأخرى قد نجد نقصاً في الطرق الجيدة والمصممة بشكل جيد لاستيعاب الاحتياجات.
وهناك قضايا تتعلق بإدارة المواصلات والمرور وكيفية ندير عملية تسير المواصلات على هذه الشبكة ونحن بحاجة للنظر إلى هذه الأمور.
إجابتك تقودنا إلى مسألة ازدحام الشوارع والمواصلات على رغم زيادة البنية التحتية في المواصلات، كيف يمكن أن تتم معالجة هذه الأمور؟
- في بعض الأوراق التي ستطرح في هذا المجال، بصفة عامة الازدحام أسبابه مختلفة وكثيرة ويمكن التطرق إلى بعضها مثل التصميم والتخطيط للمدن فعندما يتم التخطيط للمدن وخصوصاً الجديدة يجب الأخذ بعين الاعتبار مكان المدينة وكيفية ربطها بالأماكن الأخرى لكي لا تؤدي هذه المدن لإضافة أعباء جديدة على قطاع المواصلات.
كما أن هناك المدن القديمة ومشكلة الازدحامات، فهناك حلول مطروحة فبعض الدول طبقت عدم السماح بقيادة السيارة في بعض الأوقات أو الاشتراك في قيادة السيارة لأكثر من شخص وبعض الدول استخدمت مسارات خاصة للسيارات التي فيها أكثر من شخص واحد.
في ظل استخدام تكنولوجيا المعلومات يجب الاستفادة من هذه المميزات لاستخدام التطبيقات لمعرفة أماكن الازدحام.
وهناك كذلك ازدحام في المطارات والجو مع كثرة الطائرات فهناك دراسات تناقش كيفية تقليل الازدحام وهناك بحوث تناقش عوامل السلامة في مجال النقل الجوي إذ طُرحت حلول برمجية للمساعدة في تقليل احتمال حدوث حوادث في الجو بسبب الازدحام في الأجواء.
مضى على تأسيس اتحاد المهندسين العرب نحو 53 سنة تقريباً وبصفتك مهندساً بحرينياً عملت في الحقل الهندسي لسنوات طويلة، ما هي رؤيتك التي عملت عليها بالنسبة لتطوير عمل الاتحاد ومشروعاته؟
- تسلمت رئاسة الدورة لسنتين من الانتخاب في العام الماضي وأنا رابع بحريني أتولى هذه المهمة، الاتحاد مقره في القاهرة وهناك الأمانة العامة بموظفين إضافة إلى الأمين العام ومهمتهم الرئيسية التنسيق مع الهيئات الهندسية في مختلف الدول العربية لتنفيذ البرامج والمشاريع التي يتفق عليها المجلس الأعلى لاتحاد المهندسين العرب والذي يجتمع مرتين في السنة لاتخاذ القرارات اللازمة لمشاريع وخطط الاتحاد.
مسئولية الأمانة العامة المتابعة لتنفيذ هذه الخطط وهناك عدد من اللجان الدائمة والهيئات الهندسية وعلى سبيل المثال هناك لجنة الاتصالات والتكنولوجيا التي تحتضنها البحرين برئاسة صالح طرادة وهي مسئولة عن الأنشطة والمتعلقة بالقطاع، وهناك هيئة المكاتب الهندسية الاستشارية في الكويت ومهمتها طرح المبادرات وتنفيذ المشروعات المتعلقة بالمكاتب، وهناك لجنة المهندسات في الأردن وتهدف لتشجيع المهندسة العربية ودعمها وهناك الكثير والهيئات الهندسية لتنفيذ الأعمال وترتيب البرامج.
وخلال تسلمي هذه الدورة استطعنا أن نطلق أول جائزة هندسية عربية والتي ستسلم للفائز خلال المؤتمر في المنامة، إذ فتح باب المشاركة للدراسات والمشروعات الهندسية العربية تحت ثلاث فئات هي البحث العلمي، المشروع الوطني، المكتب الاستشاري.
كم عدد المشاركين في هذه الجائزة؟
- اسمها جائزة اتحاد المهندسين العرب وأعلنا عن الجائزة وتم تقييم المشاركات التي وصل عددها لنحو 15 مشاركاً من وزارات وأشخاص وشركات.
وهذه الجائزة هي الأولى على مستوى العربي وستكون لأحسن عمل هندسي في الوطن العربي وهي تشكل حافزاً وكنا نتمنى مشاركة أكبر ولكن بحكم أنها التجربة الأولى نتوقع أن تزيد المشاركات لاحقاً. وسيتم الإعلان عن الفائزين بتاريخ 29 مارس المقبل أي في يوم الافتتاح.
يعد الوضع الاقتصادي الحالي صعباً على المنطقة، فهل ذلك يخلق تحدياً بالنسبة للمهندس لتنمية قدراته أو الحصول على فرص عمل أفضل؟
- العالم يمر بهذه المراحل من وقت إلى آخر، وإذا أي وضع اقتصادي تأثر فمن الطبيعي ستكون هناك صعوبة في الحصول على الوظائف، وهنا دور رئيسي على المهندس نفسه فالطلب يكون على المهندسين الذين يملكون خبرة قوية في مجالهم.
فلا أعتقد أن يكون هناك مهندس متقاعس ولا يسعى للحصول على الخبرة في مجاله؛ أن يحصل فرصاً وظيفية أفضل، هذه المرحلة انتهت وعلى المهندس العمل ويثبت نفسه. الطلب موجود على المهندسين رغم الظروف الاقتصادية.
بحكم خبرتك في العمل الهندسي في أي مجال قد نجد النقص في الخبرات والكفاءات من المهندسين؟
- قد يكون هذا السؤال صعباً، ولكن إذا تحدثت عن البحرين وعن تجربتي الشخصية فمثلاً أجد نفسي من خلال عملي من الصعوبة الحصول على مهندس مدني بحريني يمتلك خبرة، فهؤلاء يحصلون على فرص في الشركات الخاصة ويبتعدون عن المكاتب الهندسية، أعتقد أننا بحاجة إلى عدد أكبر من المهندسين المعماريين والمدنيين، على رغم وجود عدد الخريجين من جامعة البحرين إلا أنه لايزال هناك نقص.
لكن ما هو المطلوب، يجب أن يكون هناك برنامج لتأهيل هؤلاء من الخريجين الجدد فمن الطبيعي ألا يحصل على عمل، ومن هنا يأتي دور اتحاد المهندسين العرب وجمعية المهندسين البحرينية لتدريبهم وفق برنامج زمني محدد لتأهيل. نعمل على برنامج لتأهيل الكوادر الهندسية العربية وهذا مشروع كبير ولكنه قيد الدراسة.
بالنسبة للبحرين نحن نحتاج لوضع برامج وخطط لتدريب المهندسين، في السابق كان لدينا برنامج لتدريب المهندسين حديثي التخرج لكن البرنامج توقف وكانت الوزارة تدفع 50 في المئة من الراتب، أعتقد نحتاج لبرامج مشابهة على رغم وجود مبادرات من جمعية المهندسين البحرينية لتدريب المهندسين وتأهيلهم.
القطاع الهندسي دائماً واعد على رغم الظروف الصعبة وهناك أمثلة كثيرة والظروف التي مر بها العالم كثيرة لكن أثبتت أن هناك طلباً مستمراً على المهندسين وقد يعمل في قطاعات أخرى وبنوك وشركات إدارية.
العدد 4942 - الجمعة 18 مارس 2016م الموافق 09 جمادى الآخرة 1437هـ
بارك الله فيك وفي مجهوداتك وادام عليك التوفيق ......هدى محمد عبدالجليل