فيما يلي، نقدّم للصحافيين مجموعة من النصائح عند إجراء المقابلات، لتحقيق أكبر قدر من الفائدة من جهة، ولتجنب الوقوع في الحرج من جهة أخرى، علماً بأن مصدر هذه النصائح هو شبكة الصحافيين والصحافي البريطاني تيم سيباستيان.
وهذا يفيد بشكل أكبر خلال اللقاءات التي يتواجد بها عددٌ كبير من الإعلاميين مثل المؤتمرات الصحافية أو المهرجانات السينمائية.
وغالباً ما يكون الضيف على عجل من أمره، فيكون من المهم أن يطرح الصحافي سؤالاً مختلفاً استناداً إلى توقعاته بشأن أسئلة غيره من الصحافيين حول الموضوع، وهذا يتطلب إعداداً جيداً ومعرفة بأهم المعلومات عن الضيف.
إن كنت ستحاور أحد المحللين السياسيين مثلاً حول موضوع الملف النووي الإيراني، أو أحد الكتاب حول روايته الجديدة، فلا بد قبلها أن تقرأ عن الموضوع، أو أن تقرأ الكتاب الذي ستناقش صاحبه فيه.
وبالإضافة إلى معرفة الموضوع، من الجيد مشاهدة حوارات سابقة للشخصية التي ستقابلها، لتتعرف أكثر على طريقته في الرد على الأسئلة، وهل يستخدم أسلوب المراوغة أو الرد بشكل سيء إن وُجّه له انتقادٌ، وتستطيع مواجهته بإجاباته المختلفة في لقاءاته السابقة.
لتحصل على إجابة لسؤال صعب، أو تجبر الضيف على عدم المراوغة والخروج عن الموضوع الرئيسي، ابق صامتاً للحظات وانظر في عيني الشخص الذي تحاوره.
هذا قد يشعر المسؤول الذي تقوم بمقابلته بعدم الارتياح، ولينهي فترة الصمت، سيوضح فكرته بصورة أخرى أو يعطيك معلومات إضافية.
وهو الأسلوب الذي يعتمده كثيرٌ من السياسيين للتهرب من الإجابة، الصحافي المتمكن هو الذي لا يسمح للضيف بالانتقال من موضوع إلى آخر، وأن يدير هو دفة الحوار.
هذا يتطلب من الصحافي توجيه أسئلة واضحة للضيف، ولا يستخدم ألفاظاً غامضة أو كلمات لها أكثر من معنى تضلّل الضيف.
من خلال الإصغاء إلى الضيف جيداً، فهذا سيمكنه من توصيل الفكرة بشكل أفضل، كما سيمنح الفرصة للصحافي لاستخراج الأسئلة من حديثه.
إن كنت تحاور مسؤولاً بخصوص أزمة ما، فلا تتحدث دون أدلّة أو إحصائيات تقوّي موقفك، وإلا فإن أسهل طريقة لدى السياسيين هي المراوغة بل على العكس قد يتهمك بالكذب وتضليل المجتمع.
بمعنى أن تقدم للضيف في كل مرة سؤالاً واحداً وليس مجموعة من الاستفسارات دفعة واحدة.
هذا قد يربك الضيف أو يجعله يختار جزءاً واحداً فقط للإجابه عليه والاستغراق فيه، وفي حال نسي الصحافي باقي الأسئلة فسيتمكن الضيف من الإفلات من الإجابة.
في حال لم يجب الضيف عن سؤالك، أو تطرق إلى نقطة أخرى بقصد أو دون قصد، أعد عليه السؤال، وإن لم يعطيك إجابة أعده مرة أخرى بصيغة مختلفه، وذكّره بأنه لم يجب على سؤالك.
ليس فقط لأن ذلك سينسيك أسئلتك وسيظهر توترك في نبرة صوتك، بل لأن القلق معدٍ وسينتقل التوتر إلى الضيف وسيشعر بعدم الراحة.
لا تجعل نفسك طرفاً أبداً في قضية تحاور فيها ضيفك، صحيح أنك تمثل وجهة النظر الأخرى وأنت تطرح الأسئلة لكن بهدف إفادة القارئ وليس لتحقيق غرض شخصي.
كذلك لا تقدم على توجيه إهانة للضيف أو السخرية منه مهما كان موقفك منه، فهذا سيقلب الموقف وسيثير التعاطف معه.