لا يحصل 650 مليون شخص، أي عُشر سكان العالم، على مياه آمنة، الأمر الذي يعرضهم إلى أمراض معدية وموت مبكر. ووفق تقديرات منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، يمكن المياه القذرة وسوء أنظمة الصرف، أن يصيبا الأطفال بإسهال شديد ويقتلا 900 طفل تحت سن الخامسة يومياً، أي طفل كل دقيقتين، وذلك وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الجمعة (18 مارس / آذار 2016).
وتلفت المنظمة إلى أن العدوى التي تحدث بين المواليد نتيجة نقص المياه الآمنة والبيئة النظيفة، تتسبب في حالة وفاة كل دقيقة في مكان ما من العالم. وتفيد الأمم المتحدة بأن توفير مياه الشرب الآمنة وخدمات الصرف الصحي أساسية لصحة الإنسان، ومهمة أيضاً لمزايا واضحة أخرى، منها توفير المال والوقت، وعناصر ملموسة أكثر، مثل سهولة العيش ورغده والكرامة والخصوصية والسلامة.
وتقدر المنظمة أن استثمار دولار في تحسين موارد المياه وخدمات الصرف الصحي سيعود بمكاسب تتفاوت ما بين 4 و11 دولاراً. ويعتمد حجم العائد على أسلوب التدخل. ويحل الثلثاء اليوم العالمي للمياه الذي تحتفل به الأمم المتحدة، وهو يركز على الصلة بين المياه والوظائف، وكيف يمكن أن تقدم المياه فرص عمل لائق بأجر وتساهم في اقتصاد صديق للبيئة وتنمية مستدامة.
وتُعتبر المياه في صميم التنمية المستدامة، فالموارد المائية والخدمات المرتبطة بها، في صلب المشاريع الهادفة إلى خفض الفقر والنمو الاقتصادي والاستدامة البيئية. وتساهم المياه كذلك في تحسين الرفاه الاجتماعي والنمو الشامل للبلايين من البشر من خلال ضمان أمن الغذاء والطاقة فضلاً عن صحة الإنسان والبيئة.
وحذرت منظمة الصحة العالمية و «يونيسف» في تقرير سابق مخصص لمواكبة القدرة على الوصول إلى مياه الشرب والصرف الصحي ومقارنتها بالأهداف الإنمائية للألفية، من أن عدم كفاية التقدم في مجال الصرف الصحي يهدد حياة الأطفال والفوائد الصحية المتأتية عن المكاسب التي تحققت في القدرة على الوصول إلى مياه شرب مأمونة. ويفيد برنامج للرصد مشترك بين المنظمتين ويتتبع التقدم المحرز في مجال الصرف الصحي ومياه الشرب، بأن شخصاً من كل ثلاثة أشخاص (2.4 بليون شخص في العالم) يفتقر إلى مرافق للصرف الصحي، منهم 946 مليون شخص يقضون حاجتهم في العراء.
واليوم العالمي للمياه مخصص لإحداث فارق في معيشة سكان العالم الذين يعانون من مشاكل تتصل بالمياه، وتشدد الأمم المتحدة على أنه يوم للنظر في كيفية إدارة المياه في المستقبل. وأعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في القرار 193/47 المؤرخ في 22 كانون الأول (ديسمبر) 1992، يوم 22 آذار من كل عام بوصفه اليوم الدولي للمياه. وكان أول احتفال بهذا اليوم عام 1993. وبعد مضي 23 عاماً، لا يزال العالم يحتفل باليوم العالمي للمياه مسلطاً الضوء على أهمية الماء وشبح الندرة الذي يتهدد المستقبل.