ارتكب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الكثير من الأخطاء السياسية الكبيرة في الأشهر الأخيرة، لكن أغربها كان السيطرة على صحيفة «زمان».
«زمان» هي أوسع الصحف اليومية انتشاراً في تركيا كما نقلت التقارير، وهي صحيفة ارتبطت بحليف أردوغان السابق الداعية الإسلامي فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة الأميركية، والذي تطالب تركيا بترحيله إليها، وترفض واشنطن. وقد تم اقتحام مبنى الصحيفة في اسطنبول واستخدم الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه للسيطرة على صحافيين عزل لم يكونوا يحملون غير القلم والفكر.
في اليوم التالي للسيطرة على «زمان»، خرجت الصحيفة مؤيّدةً لسياسات أردوغان التي كانت تنتقدها من قبل. وتضمنت الصفحة الأولى بمقالاتٍ تدعم سياساته، مع عنوان رئيسي عن مشروع جسر تكلفته ثلاثة مليارات دولار في اسطنبول. كما اختارت صورةً لأردوغان وهو يمسك بيد امرأةٍ عجوز، مع إعلانٍ عن استقباله النساء في اليوم العالمي للمرأة. وهي من نوع الأخبار الدعائية الترويجية تحت بند «العلاقات العامة».
الاستيلاء على الصحيفة بهذه الصورة، أثار الكثير من الانتقادات في الداخل والخارج، وخصوصاً من قبل حلفاء تركيا المقرّبين، الأميركيين والأوروبيين، حيث دعوه لاحترام حرية الصحافة والتعبير. وردّ عليهم بأن لا دخل لحكومته بالقضية، لأنها عملية قانونية بحتة، وطبعاً لم يصدّقه الأوروبيون ولا الأميركيون.
الصحيفة كان توزع 650 ألف نسخة قبل وضع اليد عليها، فانخفض توزيعها كثيراً، فهذا العدد الكبير الذي كان يحرص على اقتنائها، لم يكن يقتنيها حرصاً على ورقها أو حل الكلمات المتقاطعة أو زاوية «حظك هذا اليوم»، وإنّما لمعرفة الأخبار الصحيحة والآراء والتحليلات التي تنشرها. ومن المؤكد أن أردوغان لم يستفد إلا زيادة عدد الصحف التابعة له صحيفةً واحدةً، ولكنه خسر الكثير من ناحية سمعة بلده في مجال خنق الحريات وملاحقة معارضيه وإسكات أي رأي مختلف عن رأي حزب العدالة والتنمية.
لم يكن أردوغان بحاجةٍ إلى زيادة صحيفة أو صحافيين يطبّلون لسياساته، التي باتت تثير الكثير من الجدل والاعتراض في تركيا وخارجها. فشعوب المنطقة أيّدت سياساته يوم تبنّى سياسة «تصفير المشاكل» مع الجوار، ولكنها تقف اليوم ضده، حتى أوشك في لحظة، على الاصطدام مع قوة عالمية كبرى، حين أسقط الطائرة الروسية على الحدود السورية.
ما كانت تحتاجه تركيا هم الصحافيون الذين يصدقون القول مع أردوغان وحزبه وحكومته، ولا يخدعون شعبهم، ولا ينشرون الأحقاد ويحرّضون على الحروب والفتن. لا تحتاج تركيا إلى صحافيين شتّامين لعانين، فيجلس أحدهم من الفجر لينظر ماذا كتب الآخرون المستقلون، ليضع حوله دوائر كما يفعل المفلسون. ولولا ما يكتب هؤلاء مما تجود به قرائحهم وأقلامهم، لما وجد هذا المفلس موضوعاً يكتب عنه في اليوم التالي في مقاله أو على «تويتر»، ولأحالوه على التقاعد المبكر، مع انتفاء الحاجة إلى شتائمه وبذاءاته.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 4941 - الخميس 17 مارس 2016م الموافق 08 جمادى الآخرة 1437هـ
انت ويش لك في وأردوغان
عصر الخصام
المشكلة في هذا الزمن من تنتقده ولو بتوجيه نصيحة إليه يشن عليك حرباً ضروس ويقاطعك سواً كان زوجاً أو حتى أقرب الناس إليك......فما بالك رئيس جمهورية .....وحديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقول(وإذا خاصم فجر)نحن الآن نعيش في عصر الفجور في الخصام ....وقلة من يغفر أو يتفاهم مع الخصوم
صحيح
ونفس جواتيمالا وغينيا الجديدة و وكيمان آيلاند بعد ..الخ الخ الخ يعني لم يأتِ بجديد ...
هو تعلم هذا الشيء من جيرانه في ايران و سوريا
نفس ايران
سياسة الخميني وسلفه كانت السيطرة على جميع وسائل الاعلام يعني اردوغان ما جاب شي جديد
للاسف
تركيا من الدول المتقدمة ولايمكن مقارنتها بسوريا وغيرها، لما يأتي شخص مثل اردوغان يطبق نظام التبعية والعبودية راح يقضي على الأمن والامان
انها سيرة الفراعنة وان اضيفت عليها لمسات أخرى تتلاءم مع تبدل الزمن وتغيره والا فهي
أردوغان يسلك طريقا نهايته حتمية وهي الإطاحة به، مهما كان حابكها مضبوط من كل النواحي كما يقال وكما يظن هو وأمثاله ان كل الخيوط بيده، لكن مفاجآت الأيام تقطع كل هذه الخيوط في لحظة مّا ثم يلقى لمزبلة التاريخ
ما يفعله أردوغان مكرر لتصرفات ال... طوال التاريخ. هل قرأ أردوغا ن عن ... و مصيرهم ؟ لربما ؛ نعم. هل اتعظ ؟ حتما كلا. حاله حال كل .. قبله.
نحن شهود علي التاريخ الذي سيقرأ في المستقبل. كما نقرأ و قرأنا ه. سؤالي هو: كيف بمكن السيطرة علي العقول و تسييرها إلي الهاوية كالقطيع؟ لربما يمكن قبول تحويل البشر الي قطيع في الماضي. لماذا اليوم؟ الجواب : الثروة و الجاه و الخوف من فقدانهما. يعني كل القيم و المعايير منسية.
النقد هو ارفع درجات الثقافه للمستقلين او الليبراللييين الذين لا يرتمون في حضن اي نظام ولا يبتغون شعبيه وخاصه الشعبيه للاسف في الشرق يعني نوع من الاستغلاليه من الكتاب للشعوب لان الشعب في الشرق لا يحب ان يقرا الانتقاد بل يحب يقرا توحههه او فقط اي انه للاسف ساذج فكريا لدرجه اكثر من االتخلف ،،يقول طرابيشي كنت اقرا لاحكم ومن بعد صرت اقرا لاعرف،. لست من المعجبين بالسياسه التركيه الحاليه ولكن اتمنى اقرا منك كذلك نقدا للبرافدا وبوتين وجريده تشرين واليسار البرازيللي لولا واخبار وفساده الصادمه لمحبيه .
بالضبط كم حدث للوسط في 2011
حصل هذا للوسط سابقا والكل يعلم