العدد 4941 - الخميس 17 مارس 2016م الموافق 08 جمادى الآخرة 1437هـ

حلم تجاوز الأزمات!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

حلم تجاوز الأزمات السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية ليس صعبًا، ونستطيع الوصول إلى هذا الحلم عن طريق التخطيط الاستراتيجي الصحيح، لكن المشكلة تكمن في تنفيذ الحلم!

يمكننا أن نسعى إلى تقوية الجانب السياسي عن طريق الوحدة واللحمة والحوار والمصالحة، لكن أيضًا هذا الموضوع ليس سهلا أبدًا، فهناك عراقيل وتحدّيات أمام الوحدة والحوار والمصالحة، وأيضًا هناك عدم توافق من قبل الأطراف المعنية بالجانب السياسي، فكلّ له رأي، ولا يستطيع أحد تجاوز الأزمة السياسية من دون توحيد المرئيات التي سيقوم عليها أي حوار وأيّة مصالحة... الى الآن الأجواء غائمة ولا نعتقد أنّ هناك بوادر نستطيع رؤيتها.

أمّا الجانب الاقتصادي، فيعاني الأمرّين في ظل الأزمة العالمية هو الآخر، ونعتقد أنّ التركيز على التدريب وعلى المؤتمرات المنوطة بتحسين الجانب الاقتصادي مهمّة جدا، ولابد من دعوة رجل أعمال يستقطب رؤوس المال، ويجلب الاستثمار للمنطقة.

الجانب الاجتماعي هو وحده ملف خاص، ملف داخل خطوط حمراء كثيرة، وتمّ تشويهه بطريقة جهنّمية، ولا ندري متى سيعاد تصحيح الأمور الاجتماعية وإعادتها إلى نصابها الصحيح، فالطوائف ترجع إلى معتقدات الفرد وحرّيته في الاختيار، وليست جبراً لأحد أن يؤمن بما نؤمن، ولا يجب اتّهام أحد بأنّه خارج الملّة وكافر بسبب انتمائه ومعتقده، فهو لم يختر المعتقد، بل هي نتاج التربية والبيئة والمحيط، ولا يهم ما نعتقد به فهو شأننا، لكن يهم ما ننجزه للوطن.

تجاوز الأزمات لا يتم إلاّ من خلال الجماعة، فالعمل الجماعي ووحدة الصف هي التي تخلق الظروف، ولا تخلقها التوتّرات ولا الانتهاكات، وهناك ألف طريقة وطريقة لتحقيق الحلم، ففي أي مجتمع يبقى الأمن هو المحور الرئيسي، ويبقى التنافس والتدرّج في الوظائف هو المحور المهم في حياة الأفراد، ويبقى الأمان للمستقبل هو شاغلهم الوحيد، فالفرد يكبر ويترعرع في الدولة، ومن ثمّ يدرس ويتطوّر، ونتيجة الدراسة يبحث عن عمل، ويحصل عليه، ويكوّن بعدها أسرة، ويستقر، فتتغيّر متطلّبات حياته الى أشياء أكثر تعقيداً، بيت العمر ودراسة الأبناء وعملهم، ومن ثم تزويجهم، هي دورة حياة لا تنتهي في أي مجتمع من المجتمعات.

عند حدوث القلاقل قد لا يفكّر الفرد كثيراً في الدراسة، لكنّه يفكّر في الأمن والأمان، وفي بعض الأحيان عند وجود الأزمات وخاصة الاقتصادية يكون شغله الشاغل هو الصرف وكيفية توفير لقمة العيش والحياة الطيّبة للأبناء، وأيضا يفكّر في بيت العمر.

ولكلّ منا حلم لتجاوز أزمة ما، فالبعض حلمه تجاوز الديون، والبعض حلمه تجاوز الفرقة، والبعض الآخر حلمه لمُّ شمل العائلة وعدم التفرّق، وأيّا يكن الحلم فإنّ العمل على تحقيقه يحتاج الى وقت طويل نوعا مَّا، وتخطيط في محلّه بالطبع، حتى يتجاوز الفرد أزمته. وجمعة مباركة.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4941 - الخميس 17 مارس 2016م الموافق 08 جمادى الآخرة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 11:51 ص

      اخت مريم الشعب يريد الاصلاح والعيشه الهنيه وابعاد البلد من المشاكل لاكن هم لايريدون ليس لديهم حل...

    • زائر 2 | 1:02 ص

      من يتجاوز الأزمة؟ هل تقصدين شعب البحرين؟
      أقول لك وبضرس قاطع انما يحصل يؤسس لأمور في نفوس المواطنين لا يمكن نسيانها
      ما يحصل في حفر للأحقاد يجعل من هذا الشعب المسالم الطيب شعبا ناقما وهذا ما لا يدركه الكثيرون
      هذه حقيقة قد لا يملك الكثيرون الشجاعة للبوح بها لكننا نستشعرها من خلال اختلاطنا ببعضنا ونتلمّس
      مدى عمق الجراح التي تنكأ ليل نهار

    • زائر 1 | 12:53 ص

      تحلمون ان يتغيّر الحال والإيغال في الحلول الأمنية هي السائدة وهي التي تقدّم على انها منقد للبلد وهي المخرج لها من تبعات السنوات العجاف .
      انتم تتكلّمون وكأن هناك من يقرأ ويستمع لكم ولا تدرون ان وضعكم هو نفس الذي كان سائدا قبل الأحداث : اكتبوا ما تشاؤون وقولوا ما تشاؤون ونحن نعمل ما نشاء .. هذا هو نفس الوضع بل الآن الوضع اكثر خطورة فالاحتقان بلغ ذروته والناس تصبح وتمسي على البلبلة والتذمّر في كل مكان

اقرأ ايضاً