العدد 4941 - الخميس 17 مارس 2016م الموافق 08 جمادى الآخرة 1437هـ

الأكراد يعلنون النظام الفيدرالي ... ودمشق والمعارضة ترفضان تقسيم سورية

بوتين: روسيا تستطيع العودة بقوة إلى سورية خلال ساعات عند الضرورة

دي مستورا مجتمعاً مع وفد المعارضة السورية - epa
دي مستورا مجتمعاً مع وفد المعارضة السورية - epa

تلتقي الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن أطياف واسعة من المعارضة السورية الموفد الدولي الخاص إلى سورية، ستافان دي ميستورا، تزامناً مع إعلان الأكراد تأسيس نظام فيدرالي في شمال سورية، ما من شأنه أن يزيد من تعقيدات المفاوضات.

وبعد ساعات على إعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين سحب الجزء الأكبر من قواته العسكرية من سورية، أعلن أمس الخميس (17 مارس/ آذار 2016) أن في إمكانه، عند الضرورة، إعادة نشر هذه القوات «خلال ساعات».

والتقى وفد الهيئة العليا للمفاوضات الخامسة من مساء أمس دي ميستورا. وكان أشار إلى أنه سيطلب منه إيضاحات حول لقائه مع وفد معارض ثان الأربعاء.

وكان دي ميستورا اجتمع للمرة الأولى منذ انطلاق مفاوضات جنيف وفداً من المعارضة القريبة من موسكو كان في عداده نائب رئيس الوزراء السوري سابقاً قدري جميل والمتحدث السابق باسم وزارة الخارجية السورية، جهاد مقدسي وشخصيات أخرى.

وتعارض الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل فصائل عديدة من المعارضة السياسية والعسكرية، مشاركة أي وفد معارض آخر في مفاوضات جنيف، معتبرة أن الوفد المعارض الثاني لا يملك «تمثيلاً حقيقياً على الأرض»، وأنها كانت الطرف المعارض الوحيد المشارك في اتفاق وقف الأعمال القتالية في سورية الصامد منذ 27 فبراير/ شباط.

وقال مصدر قريب من الوفد الحكومي في جنيف لـ «فرانس برس» إن وفد موسكو الذي يضم شخصيات معارضة مقبولة من النظام، «هو وفد تفاوضي»، وأن فريقه «ينتظر من دي ميستورا أن ينهي في اليومين المقبلين الشكليات، أي تسمية وفود المعارضة»، لافتاً إلى أن الأكراد «سيشاركون في المفاوضات في مرحلة لاحقة».

وأضاف أن «الانطباع العام لدى الوفد الحكومي في جنيف هو أننا دخلنا مرحلة أكثر جدية».

في هذا الوقت، وصل أمس (الخميس) إلى جنيف وفد معارض ثالث يضم 15 شخصية من معارضة الداخل المقبولة من النظام، وسيلتقي الوفد دي ميستورا قبل ظهر اليوم، بحسب ما أعلن.

وقال أمين عام «حزب المؤتمر الوطني من أجل سورية علمانية» اليان مسعد الذي يرأس الوفد لصحافيين في جنيف «سنقدم لدي ميستورا مقترحاً يضم وجهة نظرنا حول الأزمة السياسية (...) ومصرون على أن نجلس إلى طاولة التفاوض».

وأضاف رداً على سؤال حول الموقف من الرئيس بشار الأسد، «لا نريد أن نغير الأشخاص بالقوة بل بصناديق الاقتراع».

وبخلاف وفد الهيئة العليا للمفاوضات الذي يصر على رحيل الرئيس السوري بشار الأسد مع بدء المرحلة الانتقالية، لا تطالب المعارضة القريبة من موسكو أو تلك المقبولة من النظام والموجودة في الداخل السوري، برحيل الأسد الفوري، إنما تدافع عن انتخابات ديمقراطية تقرر مصيره.

رسالة مثيرة للجدل

وقال دبلوماسي غربي رفض الكشف عن هويته لـ «فرانس برس» إن تمثيل المعارضة «واحدة من النقاط الأكثر أهمية» في المفاوضات.

وأضاف إن مجرد اقتراح مشاركة وفد غير الهيئة العليا للمفاوضات «يدعم فكرة أن هناك معارضة غير موحدة ويشكك في شرعية الهيئة»، مضيفاً أن حضور مثل هذا الوفد «مسألة مثيرة للجدل».

وقال مقدسي لـ «فرانس برس» الخميس أن «اجتماعاً ثانياً سيجمع الوفد (الثاني) مع دي ميستورا وننتظر تحديد موعده».

ويبقى المعارض السوري هيثم مناع، وهو من أبرز قياديي مؤتمر القاهرة والرئيس المشترك لمجلس سورية الديمقراطية (تحالف كردي عربي)، ممتنعاً عن تلبية دعوة دي ميستورا. وهو يطالب بدعوة ممثلين عن الأحزاب الكردية للمشاركة في المفاوضات.

الفيدرالية الكردية

وفي رسالة واضحة إلى المجتمعين في جنيف، أعلن الأكراد أمس (الخميس) نظاماً فيدرالياً في مناطق سيطرتهم في شمال سورية، في خطوة يرونها مقدمة لضرورة اعتماد نظام مماثل في كافة الأراضي السورية ما بعد الحرب.

وسارعت دمشق إلى التحذير من عواقب «النيل من وحدة سورية»، بينما أعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أنه «لن يقبل» بأي مشروع «استباقي» للتسوية الجاري العمل عليها.

ويشكل الأكراد أكثر من عشرة في المئة من سكان سورية، وقد عانوا من التهميش على مدى عقود قبل اندلاع النزاع الذي تسبب بمقتل أكثر من 270 ألف سوري.

في موسكو، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس من أنه يمكن لروسيا أن «تعزز وجودها في المنطقة إلى مستوى يتلاءم مع تطورات الوضع هناك».

وقال بوتين إن الجيش الروسي يمكنه في حال الضرورة، أن يعيد نشر طائرات «خلال ساعات» في سورية التي سيتم سحب الجزء الأكبر من القوات الروسية منها خلال يومين أو ثلاثة.

وقال بوتين خلال مراسم تقليد عسكريين عائدين من سورية أوسمة «في حال الضرورة، يمكن لروسيا أن تعزز وجودها في المنطقة الى مستوى يتلاءم مع تطورات الوضع هناك».

وأضاف «هذا ليس ما نريد، فالتصعيد العسكري ليس من مصلحتنا. لذلك نأمل أن يغلب جميع الأطراف المنطق في سبيل عملية السلام» الجارية في جنيف.

لكنه حذر من أن رد فعل بلاده سيكون سريعاً إن انتهكت فصائل معارضة وقف إطلاق النار المبرم.

وقال «إذا رصدنا خروقات للهدنة من أي مجموعة فسيتم تلقائياً استبعادها من اللائحة التي تلقيناها من الولايات المتحدة، مع كامل التبعات المترتبة».

من جهة أخرى أكد بوتين إبقاء بطاريات مضادات جوية روسية متطورة من طراز إس-400 وأنظمة بانتسير إس-1 في القاعدة الروسية في سورية في إطار «بعثة قتالية دائمة».

وقال «لقد أنشأنا ظروف بدء عملية السلام. وأنتم، الجنود الروس، من فتح الطريق إلى السلام».

الرئيس الروسي
الرئيس الروسي

العدد 4941 - الخميس 17 مارس 2016م الموافق 08 جمادى الآخرة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً