رفض رجل الدين العراقي مقتدى الصدر دعوات لإلغاء اعتصام اليوم (الجمعة) عند أبواب المنطقة الخضراء شديدة التحصين التي يصفها بأنها «معقل لدعم الفساد».
ونشر الصدر بياناً على موقعه الإلكتروني أمس الخميس (17 مارس/ آذار 2016) رفض فيه دعوات من سياسيين ناشدوه إلغاء الاعتصام بسبب مخاوف من أن يؤدي إلى أعمال عنف قرب المنطقة المهمة التي تضم مقار وزارات وسفارات.
كان الصدر دعا قبل أيام لتنظيم اعتصام للضغط على رئيس الوزراء، حيدر العبادي لاستبدال وزراء حاليين بخبراء تكنوقراط ليس لهم انتماءات حزبية بهدف مكافحة ما يعتبرها محسوبية سياسية ممنهجة تعزز الفساد.
وقال الصدر في بيان على موقعه الإلكتروني «سوف يعتصمون اعتصاماً سلمياً أمام بوابات المنطقة الخضراء التي تعتبر معقلاً لدعم الفساد».
وأضاف في بيانه «لدينا غير الاعتصام أساليب أخرى ... ستكون فاعلة بما لا يقل عن الاعتصام أثراً ونفعاً».
لكنه حذر أنصاره قائلاً «لكن لا صدام ...لا سلاح... لا قطع طرق...لا اعتداء ...لا عصيان للجان المسئولة عن الاعتصام».
وهدد الصدر بالدعوة لإجراء تصويت بحجب الثقة في البرلمان ما لم يعين وزراء تكنوقراط في أقرب وقت.
ولكتلة الأحرار التي يتزعمها الصدر 34 نائباً من جملة 328 نائباً بالبرلمان ونظراً لأنه قد يعجز عن سحب الثقة يلجأ الصدر لاحتجاجات الشوارع لمواصلة الضغط على رئيس الوزراء معتمداً على شعبيته في الأحياء الشيعية الفقيرة ببغداد.
من جانب آخر، أعربت الأمم المتحدة أمس (الخميس) عن «قلقها الشديد» بشأن مصير حوالى 35 ألف شخص فروا من بلداتهم في منطقة هيت غرب بغداد حيث تشن القوات العراقية هجوماً على تنظيم «داعش».
وقالت المنسقة الإنسانية للأمم المتحدة في العراق، ليز غراند في بيان «نحن قلقون من كون مئات هذه العائلات التي فرت موجودة في مناطق قريبة جداً من خط الجبهة».
وحسب الأمم المتحدة، فإن منظمات إنسانية تقدم المياه والطعام ومستلزمات النظافة الصحية للنازحين ولكن من الصعب الوصول إلى مئات المناطق المتضررة جراء المعارك.
وتحاول القوات العراقية حالياً التقدم في وادي الفرات نحو هيت.
وقالت غراند إن «العيادات النقالة عالجت 1300 شخص في أول يومين بعد إقامتها» مشددة على خطورة الوضع.
وحسب الأمم المتحدة، فإن 53 ألف شخص نزحوا في محافظة الأنبار هذا العام قبل موجة الهجرة الأخيرة في منطقة هيت.
ميدانياً، أفادت مصادر أمنية عراقية أمس (الخميس) بأن قيادياً بارزاً في «داعش» قتل مع ثلاثة من عناصر حمايته في قصف لطيران التحالف الدولي استهدف منزلاً للتنظيم في إحدى المناطق غربي مدينة كركوك (250 كم شمالي بغداد).
وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب. أ) إن طيران التحالف الدولي قصف بصاروخ منزل بقرية المظهورية التابعة لقضاء الحويجة غربي كركوك ما أدى إلى مقتل القيادي البارز في التنظيم أبو عزام الأعفري وثلاثة من عناصر حمايته.
العدد 4941 - الخميس 17 مارس 2016م الموافق 08 جمادى الآخرة 1437هـ