اقتربت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون من الفوز بترشيح الحزب الديموقراطي للانتخابات الرئاسية بعدما اكتسحت خمس ولايات محورية، في وقت يواجه الجمهوريون أسوأ أزمة انتخابية إثر فوز دونالد ترامب بأربع ولايات، ما يفرض «تعايش» الحزب مع فكرة فوزه بالترشيح وتلويحه بـ «أعمال شغب» إذا سلبت قيادة الحزب الترشيح منه في المؤتمر العام المقرر في يوليو/ تموز المقبل، وذلك وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الخميس (17 مارس/ آذار 2016).
وغنمت كلينتون فوزها الأكبر منذ بدء السباق، واكتسحت ولايتي فلوريدا وأوهايو بفارق 30 و14 نقطة على التوالي. كما فازت في ولايات كارولينا الشمالية وايلينوي وميسوري، ورفعت حصتها في عدد المندوبين المطلوبين للفوز إلى 1561 من أصل 2383، في مقابل 800 لمنافسها الديموقراطي الاشتراكي الميول بيرني ساندرز.
وعكس الفوز في أوهايو وفلوريدا خصوصاً، تفوق كلينتون في أوساط طبقة العمال والأقليات، على رغم شكوك أوجدتها خسارتها المفاجئة في ميشيغن. وتعتبر هاتان الولايتان حاسمتين في الانتخابات العامة، وتشكلان مع ولاية بنسلفانيا المثلث الذهبي للفوز بالرئاسة.
وفيما زاد فوز ترامب في أربع ولايات جديدة ارتباك القيادة الحزبية، تحدثت مصادر عن تداول النخبة الجمهورية احتمال ترشيح زعيم مجلس النواب الجمهوري بول ريان للرئاسة في مؤتمر كليفلاند، في حال فشل ترامب وباقي المرشحين في جمع 1237 مندوباً للفوز، وتبنى زعيم مجلس النواب السابق جون باينر اختيار ريان، على رغم أن الأخير أكد أنه لا ينوي مغادرة منصبه.
ورد ترامب على هذا السيناريو بالتلويح بـ «أعمال شغب يقف وراءها ملايين»، مشدداً على ضرورة ترشيحه إذا لم ينقصه إلا عشرات المندوبين لتأمين الأكثرية.
وحال جون كايسيك دون اكتساح ترامب الولايات الخمسة، إذ فاز في أوهايو التي يتولى منصب حاكمها، في حين دفع فوز البليونير النيويوركي في فلوريدا بسناتور الولاية ماركو روبيو إلى الانسحاب، وإلقاء خطاب هاجم فيه مواقف ترامب المحرضة ضد المهاجرين والأقليات.
وحسابياً يتقدم ترامب بـ621 مندوباً في مقابل 396 لتيد كروز و138 لكايسيك، في وقت يساعد انسحاب روبيو حملة كروز في ولاية كاليفورنيا، مع محاولة المؤسسة الحزبية نقل المواجهة إلى المؤتمر الحزبي لإحباط فرص ترامب هناك.
إلى ذلك، زاد الرئيس باراك أوباما هموم الجمهوريين بترشيحه القاضي ميريك غارلاند للمحكمة العليا بعد وفاة أنتوني سكاليا. ويحسب غارلاند على المعتدلين في القضاء الأميركي، لكن جمهوريي الكونغرس يتمسكون بعدم التصويت لأي شخص اليوم، والرهان على فوزهم في الانتخابات الرئاسية، ثم اختيار محافظ للمنصب.