قدم أكاديميون خليجيون، جملة توصيات ومقترحات، تترجم القرارات الصادرة عن وزراء الإعلام بدول مجلس التعاون، والمتعلقة بتوحيد الخطاب الإعلامي الخليجي.
جاء ذلك في الندوة المنعقدة أمس الأربعاء (16 مارس/ آذار 2016)، ضمن فعاليات اليوم قبل الأخير لمهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون (14)، والذي يختتم مساء اليوم (الخميس)، بحفل توزيع الجوائز على الأعمال المشاركة والبالغ مجموعها 314 برنامجاً تتوزع على مجالات الإذاعة، التلفزيون، والإعلام الجديد.
ورداً على توصيات ومقترحات المنتدين، كشف مدير عام جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج عبدالله أبو راس عن المبنى الجديد للجهاز ومقره الرياض، وقال: «سيكلف إنشاء المركز 22 مليون ريال سعودي، وسننتقل إليه خلال 3 أشهر، ويشتمل على مركز تدريب متكامل»، مشيراً إلى أن المركز عبارة عن استوديو إذاعي وتلفزيوني، إلى جانب مركز معلومات ومركز تدريب، مجهز تجهيز كامل بالأجهزة الحديثة.
بداية الحديث في الندوة كانت عند الأكاديمي من المملكة العربية السعودية، مساعد المحيا، الذي قال: «حين اجتمع وزراء الإعلام بدول مجلس التعاون في فبراير/ شباط الماضي، لفت انتباهي أمران في جملة قراراتهم الصادرة، وهي: أهمية توحيد وتنسيق الخطاب الإعلامي الخليجي، تعميق وترسيخ الهوية الخليجية»، متسائلاً عمّا إذا كان الوزراء قد وضعوا الآليات الخاصة بتنفيذ ذلك.
وأضاف «تواجه دول الخليج تحديات مختلفة، وهذا يتطلب منا أن نكون بمستوى هذه التحديات، من بين ذلك أن نضمن فاعلية الأجهزة الإذاعية والتلفزيونية الخليجية في تعزيز القيم في ضوء استراتيجية الإعلام الخليجي المشتركة»، مشدداً في هذا الصدد على أهمية تحقيق التكامل الإعلامي، واستمرار التعاون بين دول الخليج.
وبشأن السبيل لنجاح دول الخليج في صناعة برامج مشتركة تعزز القيم، قال: «استقريت ذلك مع 70 شخصية إعلامية، فكانت الإجابات عميقة وتركزت حول الإشارة إلى ما نمتلكه من قيم مهمة، والدعوة لإنشاء هيئة قانونية تعنى بالحكم على مدى مناسبة الأعمال وفق القيم.
وبين المحيا أهمية صناعة دول الخليج للبرامج المشتركة، منادياً بوضع خطة دقيقة وشاملة لمعرفة، وتحديد البرامج التي تعزز من تلك القيم إلى جانب التنوع في أساليب طرح البرامج.
وقال: «لسنا بحاجة لإعادة اختراع العجلة، فكل ما نحتاجه هو استنساخ التجربة لإعادة إنتاج برامج مشتركة ناجحة على غرار تجربة «افتح يا سمسم» وغيرها من التجارب الجيدة في وقتها، وذلك من خلال إعادة إنتاج الروح لإنتاج برامج جديدة تتفق وطبيعة العصر».
من جهته، تحدث مستشار وزير الإعلام بدولة الكويت زهير العباد عن القيم التي أشار إلى اختلافها من شعب لآخر، منوهاً بما تمتلكه دول الخليج من قيم متنوعة ومتجذرة، إلى جانب المؤسسات العريقة التي تتطلب الاهتمام بها، من بين ذلك جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج.
وأضاف «لو يتم الاهتمام به كمركز إعلامي يهدف لتجميعنا وتوحيدنا في رسائل إعلامية تخدم المجتمع الخليجي، كذلك هنالك مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك التي تحتاج لزيادة الاستثمار والتطوير».
وأوصى العباد بزيادة جرعة التبادل البرامجي، وربط البرامج الهوائية التلفزيونية التفاعلية، إلى جانب إقامة برامج مسابقة للطلبة في كل دول الخليج، استخدام التكنولوجيا الحديثة في البث الرقمي، الاهتمام بتوجيه الرسائل الإعلامية، الاهتمام بمسرح الأطفال، والاهتمام بامتلاك الأقمار الاصطناعية.
أما أستاذ الإعلام بجامعة البحرين عوض هاشم، فقال: «إذا تحدثنا عن القيم الأخلاقية فيتوجب استيعاب وامتصاص هذه القيم لتتحول لقيم إنتاج». وعدد هاشم القيم على النحو التالي «الحياد، الموضوعية، روح العمل الجماعي، المبادرة، الإبداعية، التعاون، وتقدير الوقت».
وأشار إلى أن المشكلة التي يواجهها كثير من الإعلام العربي تتركز حول الافتقار للمهنية، مضيفاً أن «الإعلامي الذي يدير الحوار ولا يعرف متى يقاطع، ماذا يناقش، وكيف ينهي الحوار، فلن يتمكن من وضع استراتيجية للأسئلة، وما ذلك إلا مثال من آلاف الأمثلة فجميع مهن العملية الإعلامية كلها تختص بالإبداع، بما في ذلك التصوير وفن المونتاج، حتى يمكننا القول هنا إن العملية ليست مجرد قَص ولصق، وإلا وقعنا في مشكلة في بث الرسالة».
وتابع «في 2015 صدرت دراسة قدمها اتحاد إذاعات الدول العربية، تتحدث عن تعاطي الإعلامي لوسائل الإعلام العربية مع قضية الإرهاب، فوجد أن أبرز ما وصلت إليه أن هناك مشكلة في الكادر البشري الذي يعالج قضية الإرهاب، ولذا نجد أن التغطية مثلاً، تركز على الجانب الخبري وتهمل الجانب التفسيري والتحليلي المتعمق»، وخلص للقول إن الكادر البشري هو العامل الرئيسي في معالجة كل مشكلات الإعلام العربي.
واختتم هاشم حديثه بالإشارة لعدد من المقترحات، شملت «تدعيم عملية الشراكة وتتجسد في إنشاء مركز تدريبي يجسد الرؤية الواحدة تماشياً مع شعار المهرجان».
العدد 4940 - الأربعاء 16 مارس 2016م الموافق 07 جمادى الآخرة 1437هـ