أوقف ثمانية محامين ينتمون إلى منظمة تدافع عن القضية الكردية خلال عملية دهم للشرطة في إسطنبول أمس الأربعاء (16 مارس/ آذار 2016)، وذلك بعد ثلاثة أيام على هجوم انتحاري في أنقرة نسبته السلطات إلى حزب العمال الكردستاني.
وأعلنت جمعية المحامين المتحررين في تغريدة على «تويتر» أن «الشرطة اعتقلت ثمانية من زملائنا في وقت مبكر من صباح اليوم (أمس الأربعاء) بدون أن تقدم أي تبرير لهذا الإجراء».
وكانت هذه الجمعية تقدمت بشكوى إلى المحكمة الدستورية للطعن في شرعية عمليات إحلال الأمن التي تشنها أنقرة ضد معاقل الأكراد في جنوب شرق الأناضول حيث أطلق أنصار حزب العمال الكردستاني «انتفاضة».
وتأتي هذه الاعتقالات في أوج تصريحات أطلقها الرئيس رجب طيب أردوغان بعد الاعتداء الذي أودى بحياة 35 شخصاً في أنقرة الأحد. وقد دعا إلى توسيع تعريف الجرائم الإرهابية في تركيا.
وقال أردوغان مساء الإثنين «ليس هناك فرق بين إرهابي يحمل سلاحاً وشخصاً يستخدم موقفه وقلماً إلى درجة دعم الإرهاب».
وأضاف «سواء كان من الجامعيين أو المحامين أو الكتاب أو الصحافيين أو العاملين في المجال الإنساني، فهذا لا يغير شيئاً من أنهم إرهابيون».
كما حث أردوغان البرلمان أمس على رفع الحصانة القضائية «سريعاً» عن نواب حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد.
وصرح أردوغان أمام نواب محليين في أنقرة «علينا الانتهاء سريعاً من مسألة الحصانة».
وأضاف «أعذروني لكنني لم أعد أعتبر أعضاء حزب يعمل على أنه واجهة للتنظيم الإرهابي (حزب العمال الكردستاني المحظور) على أنهم عناصر شرعيون في الساحة السياسية».
تقدمت الحكومة سابقاً بطلب أمام البرلمان لرفع الحصانة عن خمسة نواب من حزب الشعوب الديمقراطي الذي أطلقت السلطات التركية ملاحقات بحقه بتهمة «الدعاية الإرهابية».
ويعتبر أردوغان حزب الشعوب الديمقراطي القوة السياسية الثالثة في البلاد بعد الانتخابات التشريعية في الأول من يناير/ تشرين الثاني واجهة لحزب العمال الكردستاني وهو ما ينفيه حزب الشعوب الديمقراطي بشدة.
من جانب آخر، نفى مسئول بارز من الحزب «الكردي» السوري الرئيسي أي صلة بالتفجير الذي وقع في أنقرة هذا الأسبوع وأسفر عن مقتل 37 شخصاً وقال إنه يدين الهجوم.
ويشارك الرئيس المشارك لحزب الاتحاد الديمقراطي، صالح مسلم، في مؤتمر يعقد في الإقليم الكردي الذي يتمتع بالحكم الذاتي في شمال العراق، طبقاً لما ذكرته وكالة «روداو» الكردية للأنباء.
وتزعم تركيا أن منفذ الهجوم هو امرأة تلقت تدريبات في شمال سورية وهي منطقة يسيطر عليها الحزب.
ولم تعلن أي جهة مسئوليتها عن الهجوم.
العدد 4940 - الأربعاء 16 مارس 2016م الموافق 07 جمادى الآخرة 1437هـ