العدد 4940 - الأربعاء 16 مارس 2016م الموافق 07 جمادى الآخرة 1437هـ

ردّاً على خطوة الأكراد... أميركا: لن نعترف بأي منطقة حكم ذاتي في سورية

كبير المفاوضين السوريين بشار الجعفري يتحدث خلال مؤتمر صحافي في جنيف - epa
كبير المفاوضين السوريين بشار الجعفري يتحدث خلال مؤتمر صحافي في جنيف - epa

أنهى ممثلون لأحزاب كردية سورية أمس (الأربعاء) اليوم الأول من اجتماعاتهم في شمال شرق البلاد، وسط معلومات تؤكد عزمهم إعلان النظام الفيدرالي في مناطق سيطرتهم. على أن يستكمل اليوم (الخميس)، وفق مراسل «فرانس برس» في المكان.

وقال مستشار الرئاسة المشتركة في حزب الاتحاد الديمقراطي، سيهانوك ديبو، إن المشاركين «يبحثون شكل النظام في روج آفا (غرب كردستان) وشمال سورية»، مؤكداً أن «جميع المقترحات الأولية تصب في خانة الفيدرالية».

والمقاطعات الثلاث هي كوباني (ريف حلب الشمالي) وعفرين (ريف حلب الغربي) والجزيرة (الحسكة).

وفي ردّهم على هذه الخطوة، قال مصدر دبلوماسي تركي في أنقرة إن «وحدة سورية وسلامة أراضيها أمر جوهري (...) ولا قيمة لأي مبادرات أحادية الجانب».

من جانبها، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن لن تعترف بأي منطقة شبه مستقلة أو حكم ذاتي في سورية.


الأكراد يتجهون إلى إعلان الفيدرالية... وأميركا: لن نعترف بأي منطقة شبه مستقلة أو حكم ذاتي في سورية

دي ميستورا يلتقي وفداً ثانياً من المعارضة السورية القريبة من موسكو

جنيف - أ ف ب

التقى الموفد الدولي الخاص إلى سورية، ستافان دي ميستورا أمس الأربعاء (16 مارس/ آذار 2016) للمرة الأولى منذ انطلاق المفاوضات بشأن سورية وفداً ثانياً من المعارضة السورية القريبة من موسكو، في خطوة يضعها الوفد الحكومي في إطار توسيع تمثيل المعارضة.

ووصل الأربعاء عند الساعة 17،00 (16،00 تغ) وفد من المعارضة السورية القريبة من موسكو إلى مقر الأمم المتحدة، كان في عداده نائب رئيس الوزراء السوري سابقاً، قدري جميل والمتحدث السابق باسم الخارجية السورية، جهاد مقدسي بالإضافة إلى الناشطة الحقوقية رندة قسيس.

وقال جميل للصحافيين قبل بدء الاجتماع مع دي ميستورا «سنكون مستشارين للشعب السوري فقط (...) نحن مبدئياً غير مندمجين (مع الوفد المعارض) لكننا لسنا ضد الدمج إذا كان وفد الرياض ليس ضد ذلك بناءً على الأسس التي أقترحناها مع عدد متساو وصلاحيات متساوية».

وللمرة الأولى منذ انطلاق المفاوضات في جنيف، يلتقي دي ميستورا وفداً سورياً معارضاً غير الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن اجتماع أطياف واسعة من المعارضة السياسية والعسكرية في الرياض.

وهذا اللقاء هو الرابع الذي يعقده دي ميستورا منذ يوم الإثنين في إطار المفاوضات غير المباشرة بين ممثلين عن الحكومة والمعارضة.

توسيع تمثيل المعارضة

وكان دي ميستورا ألمح الإثنين إلى إمكانية توسيع قائمة المشاركين في المفاوضات تباعاً بقوله «سيتم تحديث محاورينا باستمرار» في وقت كانت الهيئة العليا للمفاوضات اعترضت في وقت سابق على توسيع وفد المعارضة بوصفها «الممثل الوحيد» للشعب السوري.

وفي تعليق على لقاء دي ميستورا مع الوفدالمعارض القريب من موسكو، قال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات، سالم المسلط لـ «فرانس برس»: «لا يمكن القبول بأي طرف مفاوض آخر إلا إذا كان حقيقة يمثل الشعب السوري».

وأضاف «الوفد التفاوضي الذي شكلته الهيئة العليا للمفاوضات هو الطرف الحقيقي على الأرض وفي الخارج» موضحاً أنه «عندما تم طرح موضوع الهدنة كان للهيئة قرارها والتزمت الفصائل به».

وسأل المسلط «هل يملك أي من أعضاء الوفد أو الاستشاريين الذين يطلبون أن يكونوا ممثلين عن الشعب السوري في المفاوضات قراراً على الأرض؟».

وبخلاف وفد الهيئة العليا للمفاوضات الذي يصر على رحيل الرئيس السوري بشار الأسد مع بدء المرحلة الانتقالية، لا تطالب المعارضة القريبة من موسكو برحيله.

وقال عضو الوفد المعارض الثاني، فاتح جاموس، لـ «فرانس برس» إن توجيه الدعوة إليهم «دليل على أن المفاوضات دخلت في مرحلة أكثر جدية»، مضيفاً «نحن نمثل الوفد الثاني للمعارضة لأن هناك خلافات كبيرة داخل المعارضة السورية».

وكرر كبير مفاوضي الوفد الحكومي ومندوب سورية لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري بعد الاجتماع الثاني مع دي ميستورا أمس المطالبة بتوسيع تمثيل المعارضة.

وقال للصحافيين «لا يستطيع فصيل من فصائل المعارضة أن يحتكر الصفة التمثيلية لجميع الفصائل» مضيفاً «نحن الآن نتعامل مع معارضات وليس مع معارضة».

وتعليقاً على دعوة وفد معارض ثان إلى مفاوضات جنيف، قال نائب دي ميستورا، رمزي رمزي للصحافيين أمس «هؤلاء يمثلون المشاركين في مؤتمري القاهرة وموسكو ونحن وجهنا دعوة إليهم في الدورة الأولى لمساعدتنا في وضع تصور لمستقبل سورية» مضيفاً أنه «ليس لهم صفة المستشار».

وتلقت شخصيات معارضة من مؤتمر القاهرة وأبرز أركانها المعارض البارز هيثم مناع دعوة مماثلة من دي ميستورا للمشاركة في الاجتماع ذاته مع وفد مؤتمر موسكو.

وقال أحد القياديين المدعوين لـ «فرانس برس» من دون الكشف عن هويته «تلقينا دعوة مساء أمس واعتبرناها غير لائقة لأنها وصلتنا في الدقائق الأخيرة».

وأوضح أن «المشكلة الرئيسية لا تزال تغييب تمثيل المكون الكردي ما من شأنه أن يسهم في إفشال مفاوضات جنيف».

وبعد لقائه دي ميستورا للمرة الثانية أمس، قال الجعفري «كبير مفاوضي وفد المعرضة إرهابي، ينتمي إلى فصيل إرهابي»، في إشارة إلى محمد علوش، القيادي في فصيل جيش الإسلام المقاتل.

وأضاف «لا يشرفنا على الإطلاق أن ننخرط في مفاوضات مباشرة مع هذا الإرهابي بالذات. لذلك، لن تكون هناك محادثات مباشرة ما لم يعتذر هذا الإرهابي عن تصريحه ويسحبه من التداول ويحلق ذقنه».

وكان علوش اعتبر في حديث مقتضب مع مجموعة صغيرة من ممثلي وسائل الإعلام بينها وكالة «فرانس برس» السبت أن «المرحلة الانتقالية تبدأ برحيل بشار الأسد أو بموته».

حكم ذاتي للأكراد

وفي شمال شرق سورية، أنهى ممثلون لأحزاب كردية سورية أمس (الأربعاء) اليوم الأول من اجتماعاتهم في شمال شرق البلاد، وسط معلومات تؤكد عزمهم إعلان النظام الفيدرالي في مناطق سيطرتهم ضمن رؤية كاملة لاعتماد الفيدرالية في كامل سورية مستقبلاً.

وقال مستشار الرئاسة المشتركة في حزب الاتحاد الديمقراطي، الحزب الكردي الأبرز في سورية، سيهانوك ديبو، إن «المناطق المعنية عبارة عن المقاطعات الكردية الثلاث، بالإضافة إلى تلك التي سيطرت عليها مؤخراً قوات سورية الديمقراطية في محافظتي الحسكة (شمال شرق) وحلب (شمال)». والمقاطعات الثلاث هي كوباني (ريف حلب الشمالي) وعفرين (ريف حلب الغربي) والجزيرة (الحسكة)».

واثبت الاكراد انهم الاكثر فعالية ضد تنظيم الدولة الاسلامية وتمكنوا من طرده من مناطق عدة، كما تقدموا على حساب فصائل مقاتلة معارضة واسلامية في ريف حلب الشمالي بالقرب من الحدود التركية.

وتخشى تركياً حكماً ذاتياً كردياً على حدودها، ما دفعها الشهر الماضي إلى قصف مواقع الأكراد في منطقة حلب.

وقال مصدر دبلوماسي تركي في أنقرة إن «وحدة سورية وسلامة أراضيها أمر جوهري (...) ولا قيمة لأي مبادرات أحادية الجانب».

من جانبها، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن لن تعترف بأي منطقة شبه مستقلة أو حكم ذاتي في سورية.

وقالت الوزارة إن وزير الخارجية، جون كيري تحدث هاتفياً مع نظيره الروسي سيرجي لافروف أمس (الأربعاء) قبل زيارته لموسكو.

من جهة أخرى، واصلت طائرات النقل والطائرات العسكرية الأربعاء مغادرة قاعدة حميميم في شمال غرب سورية وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية. وكانت المجموعة الأولى غادرت الثلثاء.

وتعتبر واشنطن أن موسكو تفي بوعدها حتى الآن بسحب القسم الأكبر من قواتها. وقال وزير الخارجية، جون كيري إنه سيتوجه الى موسكو الاسبوع المقبل «للبحث في طريقة دفع العملية السياسية قدماً بشكل فاعل».

من جهة أخرى، أعلنت مؤسسة «آي إتش إس جاينز» في لندن أمس، أن تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)» خسر بين الأول من يناير/ كانون الثاني 2015 و14 مارس 2016، 22 في المئة من الأراضي التي كان يسيطر عليها في سورية العراق.

ممثلون لأحزاب كردية سورية خلال اجتماع  لإعلان النظام الفيدرالي - afp
ممثلون لأحزاب كردية سورية خلال اجتماع لإعلان النظام الفيدرالي - afp

العدد 4940 - الأربعاء 16 مارس 2016م الموافق 07 جمادى الآخرة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً