ذكرت مصادر أمنية مطلعة بولاية الكاف شمال غرب تونس، أن السلطات الجزائرية دفعت مؤخراً بتعزيزات عسكرية وأمنية كبرى على طول الشريط الحدودي مع تونس، وذلك تحسباً لإمكانية حصول أي عمل إرهابي، ومن أجل إفشال أي مخططات محتملة للمجموعات الإرهابية المتحصنة بالتضاريس الجبلية والغطاء الغابي لأكثر المناطق الحدودية.
وأوضحت المصادر، التي لم يتم تسميتها، أن السلطات الجزائرية حركت عدة قطع عسكرية مدعومة بعتاد عسكري ووحدات من جيش البر في اتجاه الحدود، وخاصة على مستوى المعابر الحدودية المتلاصقة أو القريبة بعضها من بعض، على غرار مركز أم الطبول الجزائري بالقرب من طبرقة، حسبما ذكرت اليوم الأربعاء (16 مارس/ آذار 2016) وكالة تونس إفريقيا (وات).
وذكر عدد من المواطنين الجزائريين في تصريحات لمراسل "وات" بالكاف، أن طائرات حربية جزائرية تنفذ باستمرار طلعات جوية على كامل الشريط الحدودي مع تركيز أنظمة دفاعية وأنظمة رادار للكشف عن كل التحركات المشبوهة، مضيفين أنه تم أيضا تحسيس اللجان المحلية للدفاع الذاتي بالتبليغ الفوري عن كل تحركات ممكنة لإرهابيين أو لمن يساندهم.
من ناحيتها، أكدت مصادر أمنية بمركزي العبور بكل من قلعة سنان وساقية سيدي يوسف، أن الحركة عادية في الاتجاهين، وأن عدد الوافدين من الجزائر على تونس يشهد استقراراً بمعدل نحو ألفي مواطن و200 عربة في اليوم، في حين يتضاعف هذا العدد خلال موسم الذروة، لاسيما في فصل الصيف.
يشار إلى أن السلطات التونسية، قامت من جنبها، بتدعيم نقاط المراقبة، وكثفت من تفتيش العربات بمداخل المدن، إلى جانب تكثيف الدوريات الأمنية على طول الشريط الحدودي بين البلدين، مع تنسيق فوري وجيد مع السلطات الجزائرية على المستويين الأمني والعسكري.
تأتي هذه الاجراءات بعد قيام أن مجموعات إرهابية قامت الاسبوع الماضي بمهاجمة الثكنة العسكرية ومنطقتي الأمن والحرس الوطنيين ببن قردان جنوب شرق تونس، وأسفرت المواجهات بين القوات الأمنية والعسكرية وهذه المجموعات، وفق أخر حصيلة، عن القضاء على 49 إرهابيا والقبض على 7 عناصر آخرين والكشف عن كميات هامة من الذخيرة والأسلحة الحربية التي كانت هذه المجموعات تتحوز عليها.