في تحقيق نشرته قناة "العربية" اليوم الأربعاء (16 مارس/ آذار 2016) ضم 12 خادمة من مختلف الجنسيات حول رأيهن بطريقة تعامل رب المنزل السعودي معهن، عن أن من صفات الرجل السعودي "الصبر والتسامح".
ومن واقع آراء المشاركات، بدا أنهن يحملن قدراً من الاحترام لـ"رب المنزل" الذي وصفنه بالصبور والمتسامح مع أخطائهن، حيث أوضحت "رحمة" وهي عاملة من إندونيسيا للقناة أنها كأي شخص تشعر بالغضب والتململ من العمل، وهو ما يجعلها في مرمى غضب "ربة المنزل"، وتقول "لكن بتدخل الرجل الذي يطلب من زوجته الصبر والحلم في التعامل، أجد حلاً لمعظم المشاكل".
ووافقت 4 عاملات ممن شملتهن الشريحة على التأخر في منحهن الراتب، فيما اعتبرت بقية العاملات أن حسن التعامل يطغى على صفة البخل عند الرجل السعودي الذي يتأخر في منح العاملة راتبها، وهنا ترى "أمينة" وهي عاملة من سيرلانكا، أن رب المنزل لم يتأخر يوماً في إعطائها راتبها، كما أنه يمنحها ضعف ما تستحق أحياناً، وذلك في مواسم الأعياد وشهر رمضان.
وعند سؤال العاملات حول النظرة العنصرية أو الدونية تجاههن من قبل رب المنزل، ذكر 10 من العاملات الخاضعات للعينة، أنهن لا يشعرن بشيء من ذلك، حيث إن التعامل معهن طبيعي جداً، بينما قالت "مدينة" وهي عاملة من إثيوبيا، إنها تشعر أحيانا بنظرة دونية تجاهها، مرجعة السبب إلى لون بشرتها الذي يختلف عن غيرها من العاملات، بحسب وصفها.
أما عن رأي الخادمات في تعامل ربات المنزل، فقد جاءت مختلفة تماما عن رب المنزل، حيث اشتكت 10 عاملات من تكليف ربة المنزل بأعمال تفوق طاقتهن، كما اشتكت 4 عاملات من سوء معاملة وعدم التسامح معهن أثناء التقصير، بل وفرض العقاب أحياناً، فيما أجمع كافة العاملات ممن استطلعتهن القناة، بوجود رقابة شديدة وشروط صارمة، على استخدام العاملة للهاتف أو الخروج من المنزل.
تصادم فكري؟
الباحث الاجتماعي، عادل بفلح، أوضح للقناة أن اختلاف رؤية العاملة بين الرجل وزوجته في المنزل نتيجة طبيعية، لاسيما أن ربة المنزل الأكثر احتكاكا بالعاملة، مشيراً إلى أن حديث العاملات تجاه ربات البيوت هو جزء من علاقة شائكة وحائرة بين الطرفين، كما أنها جزء من مسلسل طويل من اتهام العاملات المنزليات بالتقصير. ويتساءل: "كم من قصص مرعبة يرويها الخدم عن مُستخدميهم، وكم من جرائم يرتكبها الخدم بحق مُستخدميهم، ولا يمكن أن تعرف من الظالم ومن المظلوم؟".
وأرجع بفلح هذه العلاقة إلى التناقض الثقافي بين الأسرة والعاملة، وهو ما يفرز نوعاً من السلوكيات الخارجة عن المألوف، على حد قوله.
ويضيف بفلح: "غالب هؤلاء العاملات جئن من مؤشرات تنموية واجتماعية بدائية، حيث القهر والفقر وتردي المستوى الاجتماعي، ووجودهن في مجتمع مختلف تماماً عنهن يحدث لهن تصادما فكريا بشقيه الحضاري والاجتماعي، بالتالي تخرج منهن مجموعة من الأحاسيس المقهورة على شكل سلوكيات إجرامية وغير مألوفة".
وشدد بفلح على ضرورة وجود مراقبة لتطبيق لائحة عمّال الخدمة المنزلية الصادرة عن وزارة العمل السعودية، لضمان حقوق جميع الأطراف، فضلاً عن القيام بحملات توعية للعائلات بكيفية التعامل مع العاملات من جهة، وأيضاً توفير برنامج تدريبي توعوي للعاملات قبل قدومهن للسعودية من جهة أخرى، لاسيما أن أغلب العاملات "غير مؤهلات وينحدرن من ثقافات ضحلة، وهو ما ينعكس سلباً على طريقة تعاملهن مع غيرهن، وبالتالي من الضروري خضوعهن لبرامج تدريب مكثفة".
وكانت وزارة العمل السعودية أصدرت تقريراً الشهر الماضي، كشفت عن عدد العمالة المنزلية الموجودة في السعودية، والذي بلغ نحو 1.935.204 مليون عامل وعاملة منزلية، وذلك حتى نهاية عام 2015، فيما شكلت العمالة المنزلية من النساء 62.4% منها، أي ما يعادل نحو 1.208.973 مليون عاملة، في حين قدر عدد الرجال بـ726231 ألف عامل منزلي.
وتطلق السعودية مصطلح "العمالة المنزلية" على المهن المكفولة من قبل أفراد، ومن أبرزها مهن الممرض المنزلي، والحارس المنزلي، والسائق الخاص، والطاهي، والبستاني، إضافةً للعاملات المنزليات.