قريبا يحتفل الملايين في الشرق الاوسط والعالم، بعيد النوروز أو النيروز يوم الاثنين المقبل( 21 آذار/ مارس). وهو اليوم الفاصل بين الشتاء والربيع. اذ يرتبط هذا اليوم بأساطير قديمة عن الثورة على الطغيان، والتحرر من الظلم والاستبداد. وتعود أصوله إلى الحضارة السومرية والديانة الزرادشتية التي سادت بلاد فارس القديمة. ويتم الاحتفال في أحضان الطبيعة، اذ يتم اضرام شعلات النارالمرتبطة باسطورة " كاوا" ، الحداد الكردي الذي قاد ثورة ضد الملك الظالم "ضحاك"، وأشعل النار على أبراج قصره ابتهاجاً بالنصر.

وقبل أيام على "عيد النيروز" أو رأس السنة الفارسية، تزدحم الشوارع في المدن الإيرانية وحتى في آذربيجان وتملأ الفرحة والسعادة ويكون لكل شخص منهم أسلوبه الخاص في نشر الجمال والسعادة للآخرين.

واستعدادا لهذا العيد، يقوم الايرانيين والاذاريين بغسل السجاجيد والستائر وتلميع الفضيات ويتم إصلاح الأثاث القديم أو استبداله بآخر جديد وذلك بحسب مقدرة كل منزل، ويشارك جميع أفراد الأسرة في تلك الطقوس، اذ يُعتقد أنه مع التخلص من الغبار والأشياء القديمة يتم استبدال سوء الحظ بآخر أفضل منه في بداية العام. وفي ظل انشغال افراد الأسرة الإيرانية والاذاراية  بتنظيف المنزل وإعادة ترتيب الأثاث، يبدأ الإيرانيون قبل 20 يوما من عيد النيروز، بزرع بعض الحبوب في صحون وأواني خاصة بها، وفقا لطقوسهم. اذ كان الإيرانيون القدامى يعتبرون حبوب مثل القمح والشعير والأرز والعدس واللوبياء والعدس والحمص والسمسم و"الفول الأخضر" والماش متبركة بالعدد سبعة أو 12 بعدد الأبراج المقدسة وكانوا يزرعونها داخل الطين الخام ويتفاءلون خيرا عندما تخضر أي منهم على أمل أن تكون السنة الجديدة مصدر البركة والخصوبة. كما يعتبر سكب الماء من أشهر الطقوس الإيرانية المتبعة في عيد النيروز، اذ يسكب الماء أمام أبواب المنازل لاستقبال الخير.

الى ذلك تشهد مدن إقليم كردستان العراق احتفالات جماهيرية واسعة، اذ  تقام مراسيم خاصة بإيقاد شعلة النيروز، فيتجمع المحتفلون في المدن الكردية منذ ساعات الصباح الأولى انتظاراً لموعد إيقاد الشعلة، التي تعد البداية الرسمية لانطلاق الاحتفالات، فتقدم فعاليات موسيقية ودبكات كردية، كما تستعد عائلات أخرى للذهاب إلى سفوح الجبال أو المنتجعات السياحية لقضاء أوقات ممتعة تصاحبها الموسيقى الفلكلورية الكردية والعربية، فضلاً عن عروض الأزياء الشعبية الملونة بشتى الألوان.وفي أذربيجان يستعد السكان قبل أسابيع للاحتفال بالعيد حيث تنتشر مشاعل النار ويجوب الأطفال الأحياء من بيت لبيت طلباً للحلوى.أما "النيروز" في مصر فهو عيد رأس السنة المصرية، وهو أول يوم في السنة الزراعية الجديدة.