أكد المدير العام لواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا حمد الكواري أن الأخيرة أصبحت بيئة اقتصادية جاذبة لمختلف الشركات والمعاهد البحثية القادمة من مختلف أنحاء العالم، مشيرا إلى أن الواحة تعمل على تسهيل إجراءات الاستقدام من خلال إعفاءات الشركات من مختلف أنواع الضرائب والتي تعد حافزا وتشجيعا للمراكز البحثية للحضور. وقال الكواري في حوار لـ «العرب» إن الواحة استطاعت أن تستقطب حتى الآن نحو 36 شركة محلية ودولية، تعمل معظمها في قطاع النفط والغاز، لافتا إلى أن حجم استثمارات تلك الشركات يبلغ نحو 1.3 مليار ريال قطري، وإلى نص الحوار.
بداية كيف ترى الدور الذي تلعبه واحة العلوم والتكنولوجيا في خدمة الاقتصاد القطري؟
- واحة العلوم والتكنولوجيا أصبحت الآن بيئة اقتصادية جاذبة لمختلف الشركات والمعاهد البحثية القادمة من مختلف أنحاء العالم، وذلك بفضل المميزات التي تقدمها الواحة للشركات المنضوية تحتها، حيث تعمل الواحة على تسهيل إجراءات الاستقدام من خلال إعفاءات الشركات من مختلف أنواع الضرائب والتي تعد حافزا وتشجيعا للمراكز البحثية للحضور.
ما أبرز الإنجازات التي حققتها الواحة حتى الآن؟
- خلال العام الماضي تم بدء برنامج تسريع تطوير المشاريع التكنولوجية، وهو عبارة عن برنامج مكثف مدته 3 أشهر مصمم لتوفير التدريب والإرشاد لأصحاب المشاريع الطموحين لمساعدتهم على تحويل أفكارهم إلى منتجات أو خدمات قابلة للتسويق، ويجمع البرنامج بين التمويل والتوجيه، بالإضافة إلى تحديد 3 أهداف واضحة تتمثل في إنشاء نموذج أولي، ووضع دراسة الجدوى التجارية، وفتح قنوات للتواصل مع المستثمرين المحتملين.
تم تبني 15 فكرة لنحو 15 فريقا من أشخاص أو جهات مختلفة، ومن ثم إدخالها في مراحل مختلفة، وقد انتهينا من المجموعة الأولى والثانية، ومنذ يوم 16 فبراير تم البدء في المجموعة الثالثة.
المشاريع الجيدة وذات الجدوى يتم تبنيها وتمويلها وتدخل في حاضنة الأعمال، بينما هناك مشاريع تكون عديمة الجدوى وهذه المشاريع تحفظ ويكون لدى صاحب الفكرة قناعة أن فكرته غير مجدية لأن السوق غير جاهز لها.
كم عدد المشاريع التي تم تبنيها من قبل واحة العلوم والتكنولوجيا حتى الآن؟
- حتى الآن انتهينا من دعم وتبني نحو 30 مشروعا في برنامج تطوير المشاريع التكنولوجية والمجموعة الجديدة بها 15 مشروعا، ويأتي ذلك في إطار سعي الواحة إلى توفير البيئة اللازمة لتطوير تقنيات صالحة للاستخدام التجاري، ودعم البحوث والابتكار وروح الريادة، حيث تقوم بالتركيز على أربعة محاور رئيسية، وذلك وفقا لاستراتيجية قطر الوطنية للبحوث التي أعلنت عام 2012، وهي الطاقة والبيئة والعلوم الصحية وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات.
ما أهم المجالات والأنشطة التي تعمل بها واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا؟ وكم عدد الشركات التي تم استقطابها للعمل في تلك المجالات؟
- ينطلق عمل واحة العلوم والتكنولوجيا من خلال 3 ركائز أولها المنطقة الحرة التي تضمها الواحة والتي تستقطب شركات قائمة تقوم بتطوير التكنولوجيا، وثانيا حاضنة الأعمال، وثالثا برنامج تسريع تطوير المشاريع التكنولوجية.
استطاعت الواحة أن تستقطب حتى الآن نحو 36 شركة محلية ودولية، وتقوم بتوفير جميع المرافق والخدمات لتلك الشركات على أعلى المستويات العالمية، لتتأكد من تلبية احتياجاتهم اليومية بأفضل الطرق المستدامة. كما تضم بجانب مراكزها المتعددة، شركات صغيرة ومؤسسات دولية كبرى ومعاهد بحثية، يميزها بالدرجة الأولى تضافر جهودها وتعاونها في تمويل المشروعات الجديدة، وترسيخ مفهوم الملكية الفكرية، وتعزيز مهارات إدارة التكنولوجيا، وتطوير منتجات مبتكرة تصب في صالح منظومة البحوث العلمية التي تتبناها رؤية قطر الوطنية 2030.
%60 من الشركات في واحة العلوم والتكنولوجيا تعمل في قطاع النفط والغاز مثل قطر للبترول وميرسك وتوتال وإكسون موبيل وكونوكو فيليبس وشل، وهذه الشركات لديها مراكز بحثية لدعم مشاريعها في الدولة.
وما حجم استثمارات هذه الشركات في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، وهل تأثرت تلك الاستثمارات بالهبوط الذي شهدته أسعار النفط؟
- يقدر حجم استثمارات الشركات المتواجدة في واحة العلوم والتكنولوجيا، حسب إحصاءات عام 2014/2015 نحو مليار و350 مليون ريال، ورغم أن معظم الشركات المتواجدة في الواحة تعمل في قطاع النفط والغاز، إلا أن استثماراتها لم تتأثر مع التراجع الذي شهدته أسعار النفط والغاز عالميا.
كيف ترى مستقبل استثمارات هذه الشركات مستقبلا إذا ما استمرت أسعار النفط في الهبوط؟
- لا بد أن نعترف أن هناك تحديات تواجه الشركات العاملة في قطاع النفط والغاز، إلا أن الدعم الذي تقدمه الدول المتقدمة للبحوث والتطوير والتكنولوجيا لا يتأثر كثيرا بالحالة الاقتصادية، وخير دليل على ذلك عدم تأثر استثمارات البحوث والتكنولوجيا في العديد من الدول المتقدمة مثل سنغافورة والنرويج والولايات المتحدة، فعندما تتحدث عن اقتصاد مبني على المعرفة، لا بد من دعم شركات الأبحاث للوصول إلى الغاية المنشودة، ولذلك فإننا حتى الآن لم نر أي شركات في الواحة قامت بتخفيض استثماراتها، ولدينا رؤية لاستقطاب شركات أخرى محلية ودولية وكذلك تنمية عدد الشركات وتطويرها.
ما أهم المزايا التي تتمتع بها الشركات التي تنضوي تحت مظلة واحة العلوم والتكنولوجيا، وهل ساعدت تلك المميزات في استقطاب الشركات؟
- سارت واحة العلوم والتكنولوجيا في قطر بخطى متسارعة على درب التقدم والتطور منذ افتتاحها، حتى باتت الآن حاضنة لأكبر شركات التكنولوجيا العالمية والشركات الناشئة التي يجمعها هدف واحد يتمثل في بناء الاقتصاد القائم على المعرفة الذي تحث دولة قطر الخطى نحوه.
تمتلك الواحة مجموعة متنوعة من عوامل الجذب التي يأتي من بين أهمها واحة العلوم المسماة بالمنطقة الحرة، حيث يتمتع أعضاؤها بجملة من المميزات والمنافع تشمل حق التملك التام للأجانب بنسبة %100 والسماح بكفالة موظفين من الخارج والإعفاء من الضرائب والرسوم الجمركية على جميع الشحنات التي يجلبها الأعضاء إلى المنطقة الحرة، فضلا عن عدم فرض أية رسوم على أعضاء المنطقة الحرة كرسوم التطبيقات أو التراخيص أو التسجيل.
وبالفعل ساعدت جميع تلك المميزات في تحقيق رؤيتنا لنصبح مركزا دوليا لتطوير التقنيات والبحوث التطبيقية والاستفادة من الابتكار على الصعيد التجاري في دولة قطر.
كيف تساهم الواحة في تحويل الاقتصاد القطري إلى اقتصاد معرفي؟
- يتمثل هدفنا في واحة العلوم والتكنولوجيا في قطر في مساعدة دولة قطر في مسيرتها الرامية إلى بناء اقتصاد قائم على المعرفة من خلال البحوث التطبيقية والتطوير التكنولوجي، وعندما تتحدث عن الاقتصاد القطري الآن، فإنك تتحدث عن اقتصاد معرفي، فالبترول والغاز يعد اقتصادا معرفيا، وذلك من خلال خلق تقنيات تحول الغاز إلى سوائل.
ما المعايير التي يجب أن تنطبق على أي شركة تريد الخضوع للمنطقة الحرة في واحة العلوم؟
- عملية قبول الأعضاء الجدد في واحة العلوم والتكنولوجيا في قطر تحدد وفقا لمدى اتساق أهداف الشركة المحتمل مع أهداف الواحة، كما أنها تتطلب عملية تقييم مستمر لما تقدمه هذه الشركة، وقد قمنا بتطوير عملية متقنة يتسنى من خلالها تقييم مدى اتساق أهداف الأعضاء المحتملين مع الأهداف الرئيسة لواحة العلوم والتكنولوجيا في قطر، ومن ثم يمكننا الحكم على مدى قبول المنظمات الراغبة في الحصول على الترخيص للانضمام إلى المنطقة الحرة.
يستند التقييم الخاص بقبول تلك المنظمات كأعضاء في الواحة إلى مدى التزامها وقدرتها على تطوير أنشطتها الرئيسة القائمة على التكنولوجيا، فهذا هو المتطلب الرئيس في قبول عضوية أية منظمة في الواحة، ويتمثل الشرط الرئيس لقبول عضوية أية منظمة في ضرورة أن تكون قائمة على أنشطة تكنولوجية تطويرية.
ما تقييمك للواحة بين واحات العالم، وما خطة الواحة خلال الفترة المقبلة؟
- واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا حققت منذ افتتاحها وحتى الآن العديد من الإنجازات، ونحن راضون تماما عن الأداء خلال الفترة الماضية، خاصة إننا نعمل على 3 مجالات مختلفة، في الوقت الذي تجد فيه واحات التكنولوجيا في الدول الأخرى لا تعمل إلا على مجال واحد فقط. وفيما يتعلق بخطتنا المستقبلية، فإننا سوف نستمر في نفس الأداء من خلال العمل على تضافر الجهود في تمويل المشروعات الجديدة، وترسيخ مفهوم الملكية الفكرية، وتعزيز مهارات إدارة التكنولوجيا، وتطوير منتجات مبتكرة وذلك وفقا لاستراتيجية قطر الوطنية للبحوث.
نقوم الآن على توسيع منشآت الواحة ومرافقها، حيث يتم حاليا تشييد مبنى «تيك 4» والذي تبلغ مساحته 6000 متر مربع، وبمجرد الانتهاء من هذه التوسعات الجديدة في يناير 2017، ستتمكن واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا من استيعاب المزيد من الشركات داخل الواحة، كما سنتمكن من تزويد مرافق الواحة ومنشآتها بأحدث الوسائل التكنولوجية الحديثة التي يمكنها أن تستوعب المعدات الثقيلة.