أدلى ملايين الاميركيين في خمس ولايات بأصواتهم في "الثلثاء الكبير (15 مارس/ آذار 2016)" الثاني في إطار الانتخابات التمهيدية للرئاسة الاميركية، والتي تشكل تحديا جديدا للمرشح دونالد ترامب الذي ينقسم المعسكر الجمهوري ازاءه.
وبعد ظهور نتائج التصويت في هذه الولايات الخمس، وهي اوهايو وفلوريدا والينوي وكارولاينا الشمالية وميزوري، يكون تم بعد ستة اسابيع من التجمعات الانتخابية وعمليات الاقتراع، اختيار أكثر من نصف المندوبين الذين سيشاركون في اختيار مرشحي الحزبين خلال فصل الصيف المقبل، قبل موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني.
ورجحت محطات التلفزة فوز هيلاري كلينتون ودونالد ترامب في الانتخابات التمهيدية في ولاية فلوريدا، وفوز كلينتون في كارولاينا الشمالية.
وأعلن المرشح الجمهوري ماركو روبيو انسحابه من السباق الى البيت الابيض بعد خسارته في فلوريدا.
وياتي "الثلثاء الكبير" الثاني بعد ثلثاء اول في مارس/ اذار. وسيكون في غاية الاهمية لا سيما بالنسبة الى الجمهوريين، لان ولايات فلوريدا واوهايو وايلينوي ستمنح كامل مندوبيها الى المرشح الذي يأتي في الطليعة ايا تكن نتيجته.
وفي كانتون في ولاية اوهايو، ادلى الناخبون باصواتهم منذ الصباح الباكر. وقال مايكل اوليس وهو ممرض في الـ46، انه صوت للسناتور الجمهوري تيد كروز "لانني احب فكره". وفي مكتب اقتراع آخر، قالت كاترين باري انها صوتت لاحد المرشحين الديموقراطيين، لكن "اذا فاز ترامب، ساصوت لمصلحته" في نوفمبر/ تشرين الثاني. وتثمن هذه السيدة البالغة من العمر 69 عاما خطاب ترامب المناهض للهجرة وتصريحاته في شأن "العدد الكبير" للمهاجرين غير الشرعيين "الذين يأخذون وظائفنا".
ومع ان النتائج لن تكرس فائزا بين المرشحين الديموقراطيين (كلينتون وبيرني ساندرز) الاثنين او الجمهوريين الاربعة (ترامب وكروز وروبيو وجون كايسك)، الا انها ستساهم في تكوين فكرة اوضح عن الرابحين المحتملين.
وكانت استطلاعات الرأي توقعت خسارة روبيو في ولايته فلوريدا، مرجحة انسحابه نتيجة ذلك.
وقال روبيو الاثنين "لن نكسب إذا تركنا الحزب الجمهوري يتحول الى حزب الغضب"، في اشارة الى الصدامات التي شهدتها التجمعات الانتخابية لقطب الاعمال دونالد ترامب في نهاية الاسبوع الماضي.
وانتقد في تصريح الى محطة "فوكس نيوز" التلفزيونية ترامب من جديد، واصفا اياه بـ"الهدام" بالنسبة الى الحزب الجمهوري والمحافظين.
واعتبر ان اختيار ترامب "سيضمن انتخاب هيلاري كلينتون الرئيسة الـ45 للولايات المتحدة".
- اوباما يندد باساليب ترامب لبلوغ البيت الابيض - وندد الرئيس الأميركي باراك أوباما بدونالد ترامب ولهجة حملته الانتخابية من دون أن يسميه خلال لقاء مع أعضاء الكونغرس.
وقال "سمعنا كلاما مبتذلا وشقاقيا يستهدف النساء والأقليات".
ويتصدر ترامب بفارق كبير الى حد ما في نوايا التصويت باستثناء اوهايو حيث يبذل الحاكم جون كايسك جهودا كبيرة لتحقيق اول فوز له والذي قال انه سيشجعه على المضي قدما حتى مؤتمر الحزب في ولايته بكليفلاند في تموز/يوليو.
وصرح كايسك لشبكة "ايه بي سي" بعيد فتح مراكز الاقتراع "سنفوز في اوهايو. لدينا انطلاقة جيدة"، وتابع "لن الجأ الى اساليب دنيئة لبلوغ البيت الابيض على غرار البعض".
وقال ترامب للشبكة نفسها من بالم بيتش في فلوريدا "اعتقد اننا سنحقق نتيجة جيدة فعلا في اوهايو".
وفي حدث ملفت في الحملة الانتخابية، دعا ماركو روبيو مؤيديه بشكل ضمني الى التصويت لصالح كايسك في اوهايو لعرقلة تقدم ترامب.
وعلق ترامب الاثنين بالقرب من يونغزتاون، المعقل السابق لصناعات الفولاذ الاميركية، في تجمع شهد انتشارا امنيا مكثفا خشية حصول صدامات، ان "كايسك لا يمكنه ان يعيد لاميركا عظمتها".
وقال جيمس سام (46 عاما) وهو من مؤيدي ترامب، ان هذا الاخير "لا يضبط اقواله وهذا ما يعجبني فيه".
وغرد ترامب في تعليقات جديدة على تويتر ضد منافسيه في وقت متاخر الاثنين وصف فيها كايسك بـ"الكارثة" بسبب سياسته الاقتصادية، واتهم روبيو بانه "ضعيف حول قضية الهجرة غير الشرعية".
- طريق طويلة للديموقراطيين - لدى الديموقراطيين، لا يزال بيرني ساندرز منافسا قويا في الولايات الصناعية في الغرب الاوسط.
وقال ساندرز "هذا اليوم مهم لحركتنا". واعتبر ان "الحكم ملك لنا جميعا، وليس لعدد قليل من الاغنياء".
ويكرر المرشحان الديموقراطيان كلينتون وساندرز ان "الحب يتفوق على الكراهية".
فكلينتون في أفضل موقع بحصولها على 772 مندوبا مقابل 551 لسناتور فرمونت، يضاف إليهم نحو 500 "مندوب كبير" ومسؤول ديموقراطي سيصوتون في المؤتمر الحزبي الوطني وأعلنوا دعمهم لوزيرة الخارجية السابقة.
وفي الانتخابات الـ23 التي اجريت حتى اليوم، سجلت هيلاري كلينتون 14 فوزا لكن انتصاراتها تركزت في الجنوب التاريخي حيث ابدى السود دعما ثابتا لها.
وفي اماكن اخرى تحديدا في سهول الوسط الغربي حيث المنطقة الصناعية للبحيرات الكبرى، انتزع الاشتراكي الديموقراطي ساندرز انتصارات بفضل تصويت الشباب والبيض عموما. فخطابه المدافع عن الحمائية لقى صدى واسعا في ميشيغان، مركز صناعة السيارات.
اما كلينتون فقد اعتمدت السبت في يونغزتاون في ولاية اوهايو خطا أكثر تشددا ضد الشراكة الجديدة عبر المحيط الهادي التي وقعها باراك اوباما مؤخرا.
وتؤمن المرشحة الديموقراطية بقوتها وتعتبر ان قاعدة ساندرز الانتخابية "ضيقة".
الا ان كل فريق يؤكد انه لن يظهر اي فائز ديموقراطي قبل أشهر عدة او حتى الانتخابات التمهيدية في يونيو/ حزيران في كاليفورنيا وغيرها.