حذر رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك من استمرار وجود صعوبات يتعين التغلب عليها قبل القمة المحددة الخميس في بروكسل بين الاتحاد الاوروبي وتركيا، بهدف اقرار خطة لوقف تدفق اللاجئين إلى أوروبا، والتي هددت قبرص بعرقلتها.
ولم يخف توسك، بعيد لقائه رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في أنقرة مساء الثلثاء (15 مارس/ آذار 2016)، بأن الطريق للوصول إلى اتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا فيها الكثير من العقبات.
وقال "ليست مهمة سهلة، ويجب أن نقوم بذلك بشكل صحيح. من الواضح أنه لا يزال هناك عمل كبير".
وفي وقت سابق، وخلال زيارته الى نيقوسيا، اصطدم المسؤول الأوروبي بتحفظات قوية من السلطات القبرصية حيال اتفاق المبادئ بين الاوروبيين والاتراك.
واكد الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس إثر لقائه توسك ان بلاده "لا تعتزم الموافقة" على مشروع الاتفاق بين الاتحاد الاوروبي وتركيا حول الهجرة في غياب تنازلات من تركيا تجاه الجزيرة.
وصرح اناستاسيادس ان "قبرص لا تعتزم الموافقة على فتح فصول جديدة" في مفاوضات انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي "ما لم تحترم تركيا التزاماتها".
ويتضمن مشروع الاتفاق امكان "فتح فصول جديدة باسرع ما يمكن" في مفاوضات انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي.
وشدد الرئيس القبرصي على انه من "غير المناسب لا بل من غير المقبول نقل مسؤولية ازمة الهجرة لتصبح على عاتقي او على عاتق الحكومة القبرصية".
وقبرص مقسمة منذ اجتياح تركيا لشطرها الشمالي عام 1974 ردا على انقلاب عسكري قام به قوميون متشددون بهدف ضم الجزيرة الى اليونان.
وعرقلت الجمهورية القبرصية العضو في الاتحاد الاوروبي ستة فصول رئيسية لعملية انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي منذ العام 2009، ما جمد بفعل الامر الواقع عملية انضمام تركيا. ومن أصل 35 فصلا من المفاوضات التي بدأت عام 2005، فتح 14 فصلا وتم الانتهاء من فصل واحد فقط حتى الان.
وتغلق انقرة من جهتها موانئها ومطاراتها امام السفن والطائرات القادمة مباشرة من القسم الجنوبي من قبرص.
- خلافات اخرى - وإضافة إلى التهديد القبرصي، أقر توسك بأن مسألة قانونية المشروع التي طرحت الأسبوع الماضي ما زالت "خلافية".
وأشار إلى أن "الاقتراح التركي الذي تم التوصل اليه مع المانيا لا يزال بحاجة الى تعديل لكي يحظى بموافقة الدول الـ28 الاعضاء في الاتحاد الاوروبي".
وينص مشروع الاتفاق على موافقة تركيا على استعادة كل المهاجرين لأسباب اقتصادية الذين وصلوا بشكل غير قانوني الى اليونان، شرط ان يتعهد الاوروبيون، مقابل كل مهاجر يعود الى تركيا، باستقبال مهاجر آخر من مخيمات اللاجئين في تركيا.
ورأت الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية عدة أن هذا الاقتراح مخالف للقانون الدولي.
وطلبت تركيا مبلغ ستة مليارات يورو كمساعدة حتى العام 2018 والغاء تأشيرات الدخول لمواطنيها الراغبين في السفر الى دول الاتحاد الاوروبي قبل نهاية حزيران/يونيو.
وقال توسك من أنقرة "لدينا اليوم قائمة بالمسائل التي يتوجب حلها في حال أردنا التوصل إلى اتفاق بحلول الجمعة".
واتخذ داود أوغلو مساء الثلثاء موقع الدفاع قائلا "نحن لا نساوم من أجل المال (...) لن يكون هناك تغيير في السياسة الإنسانية التركية حتى ولو لم نحصل على فلس واحد من أي أحد".
في غضون ذلك، تتفاقم ازمة اللاجئين على الحدود بين مقدونيا واليونان حيث علق نحو 14 ألف لاجئ في مخيم ايدوميني عقب قرار دول البلقان الواقعة على طريق المهاجرين اغلاق حدودها.
واعادت السلطات المقدونية الى اليونان نحو 1500 مهاجر عبروا الى مقدونيا رغم اغلاق الحدود بين البلدين منذ اسبوع، بحسب ما صرح مسؤولون الثلثاء.
وكان المهاجرون، وهم رجال ونساء واطفال، غادروا مخيم ايدوميني المكتظ الاثنين وعبروا نهرا للوصول الى مقدونيا قبل ان تمنعهم القوات الحكومية من اكمال رحلتهم.
ووصف رئيس الحكومة اليونانية الكسيس تسيبراس الثلاثاء موقف الاشخاص الذين نظموا هذه المحاولة للعبور بانه "اجرامي".
وقال "نستبعد ان يعاد فتح طريق البلقان".
ودعا مفوض الهجرة في الاتحاد الاوروبي ديمتريس افراموفولوس الثلثاء الاتحاد الاوروبي الى "توسيع" برنامجه المتعثر لتوزيع الاف اللاجئين بين دوله.
وقال اثناء زيارته مخيم ايدوميني "تبنينا معا آلية توزيع اللاجئين التي يجب بدء العمل فيها فورا. لذلك، فانني ادعو الدول الاعضاء الى قطع مزيد من التعهدات والبدء في تنفيذ هذه الخطة فورا".