أكدت وزارة الداخلية التركية أمس الثلثاء (15 مارس/ آذار 2016) أن منفذة اعتداء أنقرة الانتحاري الأحد الماضي كانت على صلة بالمقاتلين الأكراد في سورية، فيما اشتبكت قوات الأمن مع متمردين في مناطق جنوب شرق البلاد المضطربة.
وقالت الوزارة في بيان إن المنفذة واسمها سهير كاغلا دمير من مواليد 1992 انتمت إلى حزب العمال الكردستاني منذ 2013 ومن ثم «عبرت إلى سورية وتلقت تدريباً إرهابياً لدى وحدات حماية الشعب الكردي الإرهابية».
وتحظى هذه الوحدات المقاتلة بدعم أميركي، إلا أن تركيا تعتبرها «فصيلاً إرهابياً» على علاقة بحزب العمال الكردستاني الذي يشن حرباً ضد الدولة التركية منذ 1984.
ولم تعلن أي جهه مسئوليتها عن الاعتداء الذي نفذ بواسطة سيارة مفخخة في قلب العاصمة التركية، لكن أنقرة قالت إن الأدلة تشير إلى تورط المتمردين الأكراد «بشكل شبه أكيد».
اشتباكات جديدة
واندلعت أعمال العنف بين قوات الأمن ومتمردي حزب العمال الكردستاني في مدينة ديار بكر في جنوب شرق تركيا، في وقت متأخر من الإثنين عندما أقام المتمردون حواجزاً وأحرقوا عربات، بحسب مصادر أمنية، ما دفع الشرطة إلى الرد.
واستمرت المواجهات التي استخدم خلالها متمردو حزب العمال الكردستاني القذائف الصاروخية والبنادق الرشاشة، بشكل عشوائي أمس (الثلثاء) في منطقة باغلار، بحسب مراسل «فرانس برس».
وذكرت قوات الأمن أن ضابطاً في الشرطة وثلاثة «إرهابيين» قتلوا كما أصيب نحو عشرة مدنيين.
وأرغمت الاشتباكات المدنيين على الفرار من منازلهم، وشوهد العديد منهم يحملون أمتعتهم ويسيرون في الشوارع قرب عربات محترقة.
وفي مؤشر على الهلع الذي يسود البلاد، تم إغلاق الجسرين اللذين يربطان الجزئين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول لنحو ساعة أمس (الثلثاء) بسبب عربة مهجورة على الطريق.
ولم يعثر خبراء تفكيك المتفجرات على آثار للمتفجرات، بحسب تلفزيون «ن تي في»، فيما ذكرت تلفزيون «سي إن إن-ترك» أن سائق السيارة تركها بعد أن نفد منها الوقود.
من جانبه، حذّر أحد قادة المتمردين الأكراد، جميل بايك أمس (الثلثاء) تركيا من انتقام المتمردين بسبب عملياتها العسكرية في جنوب شرق البلاد، وذلك في مقابلة نشرتها أمس صحيفة «تايمز» البريطانية.
وقال في المقابلة التي جرت قبل أيام قليلة في شمال العراق «الأتراك ينهبون ويحرقون كل شيء في المدن الكردية التي تخضع لحظر التجوال».
وأضاف «ولذلك فإن شعبنا تملؤه مشاعر الانتقام ويدعو الميليشيات للانتقام له. هذه حقبة جديدة في نضال الشعب».
وأضاف أن العلاقات بين تركيا وحزب العمال الكردستاني هي في أدنى مستوى لها في التاريخ الحزب، محذراً من أن القتال سينتشر «في كل مكان»، مؤكداً أن المتمردين لديهم مبرر للقيام بايعمل.
وتفجير الأحد هو ثاني اعتداء كبير في أنقرة في أقل من شهر.
العدد 4939 - الثلثاء 15 مارس 2016م الموافق 06 جمادى الآخرة 1437هـ