أمر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون اليوم الثلثاء (15 مارس/ آذار 2016)، بإجراء تجربة على رأس حربي نووي وإطلاق صواريخ بالستية متعددة، وذلك في تصعيد للتوتر بين بيونغ يانغ والمجتمع الدولي بعد ايام على فرض الامم المتحدة عقوبات جديدة قاسية عليها.
وتأتي الاوامر الرئاسية بعد ان أشرف كيم على ما وصف بتجربة محاكاة ناجحة لإعادة دخول صاروخ يحتوي على رأس حربي نووي إلى الغلاف الجوي، وهي تكنولوجيا لازمة لتنفيذ ضربة نووية في القارة الأميركية، وفقا لوكالة الانباء الكورية الشمالية.
ويتصاعد التوتر العسكري في شبه الجزيرة الكورية منذ قيام الشمال بتجربته النووية الرابعة في 6 كانون الثاني/يناير، تلاه بعد شهر إطلاق صاروخ بعيد المدى اعتبر انه بمثابة اختبار للصواريخ البالستية.
ورد مجلس الامن في وقت سابق هذا الشهر بفرض اشد عقوبات له على كوريا الشمالية حتى اليوم.
من ناحيتها واصلت بيونغ يانغ تهديداتها اليومية بشن ضربة نووية على كل من سيول وواشنطن، بسبب مناورات عسكرية واسعة بين كوريا الجنوبية وسيول، تعتبرها كوريا الشمالية تدريبات استفزازية على الغزو.
تجارب في فترة قصيرة
ومن اجل تعزيز قدرة الردع النووية للبلاد بدرجة أكبر، قال كيم انه سيتم تنفيذ تجربة على تفجير رأس حربي نووي وإطلاق "عدة انواع" من الصواريخ البالستية "خلال فترة قصيرة".
وقالت الوكالة الكورية الشمالية ان كيم "اوعز الى الجانب المختص القيام بالترتيبات لها حتى التفاصيل الاخيرة".
وتأتي الاوامر بعد ايام على نشر وسائل الاعلام الحكومية صورا لكيم يحمل ما قالت انه رأس نووي مصغر يمكن تثبيته على صاروخ بالستي.
وقالت رئيسة كوريا الجنوبية بارك غوين-هيي خلال اجتماع مع وزراء حكومتها الثلاثاء، ان التهديدات التي لا نهاية لها لكوريا الشمالية تعكس "شعوراً بالأزمة" في بيونغ يانغ حيال عزلتها الدبلوماسية والاقتصادية المتزايدة.
وقالت بارك "إذا واصلت كوريا الشمالية استفزازاتها ومواجهاتها مع المجتمع الدولي ولا تسلك طريق التغيير، فإنها تسلك طريق التدمير الذاتي".
وفيما تمتلك كوريا الشمالية كما هو معروف مخزونا صغيرا من الاسلحة النووية، فإن قدرتها على بلوغ اهدافها بدقة على رأس صاروخ بالستي تثير جدلاً حاداً.
وهناك تساؤلات عدة حول انظمة بلوغ الهدف ويعتقد العديد من الخبراء ان كوريا الشمالية لا تزال تحتاج لسنوات لتطوير صاروخ بالستي عابر للقارات يمكنه ضرب الولايات المتحدة.
ويأتي تقرير الوكالة الكورية الشمالية الثلاثاء مرفقا بصور لكيم شخصيا يتابع تجربة محاكاة الحرارة الشديدة التي يمكن ان يتعرض لها الرأس الحربي النووي اثناء اعادة دخوله الغلاف الجوي.
اعادة دخول مضمونة
والرأس الحربي الذي تحميه "مواد مقاومة للحرارة تم تطويرها حديثا" تعرض لتدفقات حرارية اقوى بخمس مرات من تلك المرافقة لإطلاق صاروخ بالستي عابر للقارات، بحسب التقارير.
وقالت الوكالة ان التجربة تمت بنجاح تام وقدمت "ضمانة اكيدة" على قدرة الرأس الحربي على الصمود في عملية اعادة الدخول، وهي خطوة كبيرة في مسعى الشمال نحو قدرات اكيدة لتسديد ضربة نووية بصواريخ عابرة للقارات.
وقالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية انها تشكك في الاعلان.
وقال المتحدث باسم الوزراة مون سانغ-غيون للصحافيين "بحسب تحليلاتنا العسكرية فإن كوريا الشمالية لم تتوصل بعد لتكنولوجيا اعادة الدخول".
ولم تقم كوريا الشمالية بتجارب على صواريخ بالستية عابرة للقارات رغم استعراضها الصاروخ "كي.ان-08" خلال عروض عسكرية كبيرة مؤخرا في بيونغ يانغ.
وقال الباحث الكبير في معهد دراسات السلام والتوحيد بجامعة سيول الوطنية، تشانغ يونغ-سيوك، "يبدو من المرجح كثيرا ان كوريا الشمالية تقترب من القيام بتجربة صاروخ بالستي بعيد المدى، تتضمن اعادة-الدخول".
واضاف تشانغ "تريد ان تظهر ان العقوبات ليس فعالة وان تعزز مصداقية ردعها".
واعربت ميليسا هانهام الخبيرة في برنامج كوريا الشمالية لأسلحة الدمار الشامل في معهد ميدلبري للدراسات الدولية في كاليفورنيا، عن مخاوفها ازاء المدى الذي يمكن ان تذهب اليه كوريا الشمالية "لإثبات" قدراتها التقنية.
واجرت الصين تجربة إطلاق صاروخ بالستي متوسط المدى مزود برأس نووي 12 كيلوطن في 1966، وهي المرة الوحيدة التي اجرت فيها دولة تجربة إطلاق صاروخ بالستي مزود برأس نووي فوق مناطق مأهولة.
وقالت هانهام "لا اعرف كيف يمكن لجيران كوريا الشمالية ان يميزوا تجربة على صاروخ كي.ان-08 برأس نووي، عن هجوم. سيكون ذلك خطيراً جداً، مزعزعاً جداً".