حين يُنتخب رئيس أميركي جديد، فإن التغيير يطال 2000 موظف في الإدارة الأميركية، حيث يأتي الرئيس المنتخب بطاقم إداري جديد ينفذ سياساته.
وكل رئيس أميركي، يحرص قبل مغادرته البيت الأبيض، على أن يخلد ذكره في التاريخ عبر ما يتركه من إنجازات وإرث سياسي. فالرئيس كارتر جاء بفكرة قوات «التدخل السريع» نهاية السبعينيات، وجاء خلفه رونالد ريغان بفكرة «حرب النجوم» في الثمانينيات، واستطاع جورج بوش الأب تجاوز «عقدة فيتنام» عبر تحرير الكويت من الغزو العراقي بداية التسعينيات، وجاء ابنه بفكرة «الحرب على الإرهاب» بداية الألفية. وكل مشروع أو «عقيدة» يكون لها تأثيرها على دول العالم وخصوصاً على منطقتنا التي تمثل قلب العالم. بعض هذه «العقائد» والمشاريع يمتد تأثيرها لسنوات، لذلك يجب أن نستوعب معنى الإعلان عن عقيدة «اوباما»، الذي افتتح مرحلةً جديدةً ستظل تؤثر علينا لسنوات قادمة.
ما جاء في الإعلان هو نوعٌ من المصارحة الصريحة جداً، ولم يكن فيها مفاجأة كبيرة جداً، فهذا الإعلان إنما هو تتويجٌ لسياسة أوباما التي عايشناها لسبع سنوات مضت. كما أن الأميركيين لا يخفون سياساتهم، بل يفكرون بصوت مسموع، ومراكز أبحاثهم الاستراتيجية ومفكروهم وصحافيوهم ينشرون آراءهم واقتراحاتهم على الملأ، فتأخذ وقتها للتداول حتى يستقروا على ما يناسبهم من سياسات. بل إن مشروع المحافظين الجدد الذي جاء ببوش الابن إنما كان خلاصة أفكار مركز أبحاث ضم مئات السياسيين والمفكرين، الذين تحلقوا حول مشروع «القرن الأميركي الجديد»، وكثيرٌ منهم تسنّموا مناصب قيادية في إدارة بوش، من بينهم كونداليزا رايس وإليوت أبرامز وبول وولفوفيتز.
ثم إن «عقيدة» الرئيس، ليست فكرةً مزاجيةً عابرةً، فيستيقظ الرئيس صباحاً ليقرّر زيارة القدس مساءً، أو ينام مساءً ليقرر غزو جارته الكويت صباحاً. إنها أفكار مدروسة ومشاريع مرسومة وسياسات متغيّرة، مهما كان موقفنا منها ومعارضتنا الشديدة لها لما تلحقه بمنطقتنا وشعوبنا من أضرار.
عقيدة «أوباما» التي أثار إعلانها كل هذا الغضب والذعر، لم تأتِ بشكل فجائي، وإنما جاءت بالتدريج. وقد تعامل بمرونة مع ثورات الربيع العربي، ولبس لكل بلدٍ قفازاً، وأعدّ لكل بابٍ مفتاحاً، وهو ما جعل كل الشعوب والحكومات في المنطقة غير راضية عنه، بسبب ما يرونه ضعفاً في السياسات. لكن المتمعّن يدرك أنه إنما كان يخدم مصلحة بلاده، ولا يلام المرء إلا حين يفرّط في خدمة بلده والدفاع عن مصالحها الاستراتيجية العليا.
كانت رؤية أوباما تذهب بعيداً عن الشرق الأوسط، بعدما دخلت أميركا في مرحلة إنتاج النفط، وخسر الخليج مكانته في السياسة الأميركية. كما كان أوباما يستشرف آفاق المستقبل، فيرى أن ساحة المعارك القادمة هي الشرق الأقصى، حيث سيقف العملاق الصيني نداً للقوة الأميركية. ومن يتابع الأخبار خلال الأشهر الأخيرة، لاشك لاحظ توارد أخبار يومية عن الاحتكاكات الحاصلة في بحر الصين الجنوبي، حيث تمثل الصين الطرف الأول، والطرف الآخر هو بقية الدول الأخرى، وأكثرها دول حليفة للولايات المتحدة، مثل كوريا الجنوبية والفلبين وتايوان واليابان وماليزيا وسنغافورة وتايلند. وتتخذ هذه الاحتكاكات صور إنشاء جزر صناعية، أو نشر صواريخ ومعدات في جزر أخرى، أو احتجاز قوارب صيد كما حدث قبل أيام حتى مع الصيادين الفيتناميين.
ساحة الصراع القادمة، التي نقل أوباما ثقله وتفكيره إليها، وكذلك سيفعل من سيخلفه ديمقراطياً أو جمهورياً، ستكون بحر الصين الجنوبي، حيث توجد مئات الجزر المتنازع عليها، ويتوقع البعض احتواء قيعانه على ثروات هائلة من النفط والغاز، حيث تبلغ مساحته 3.5 ملايين كيلومتر مربع (مساحة خليجنا 233 ألف كيلومتر فقط)، وتمر عبره ثلث التجارة العالمية، بما يقدّر بخمسة تريليونات دولار سنوياً. كل ذلك يحرّك بواعث النزاعات المستقبلية التي تمثل تحديات للقوة الأميركية.
البعض يكتب عن ساعة الفراق الأليمة، والبعض تحدّث مذعوراً عن طلاق وشيك. وبعيداً عن هذا وذاك، علينا أن نهدأ لنفهم، فنحن نلعب دور الضحايا والسبايا في السياسة الأميركية في الحالتين.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 4938 - الإثنين 14 مارس 2016م الموافق 05 جمادى الآخرة 1437هـ
تركو اطاعة الله واطاعو امريكا ودمرت الاوطان وسالت الدماء والمستفيد اليهوود المشتكى لله وقاتل الله الجهل
انتوا عيشوا علي عقيدة أوباما
دائماً اتدورون لكم علي قشه تتمسكون بها وهذه قشه أخري تمسكوا بها قبل الغرق
من كان يعتقد أنّ أوبا شخصيّة ضعيفة فهو مخطئ جدا
أوباما تعلّم يحافظ على مصالح بلده معتمدا مقولة:"الغاية تبرّر الوسيلة".
..
تقصد إنه جمبازي واناني ومنافق ؟
... يا اوباما نشرت الحرب ودمرت البلاد العربية الليبية والسورية واليمنية والان الدور على تونس ولبنان اما البحرين هناك تخاذل دولي كبير من جهتها لاحييب ولارقيب
رئيس ضعيف يفتقر إلى الشجاعة ومتردد في أخذ القرار
عجل العصافير سيبقون في مهب الريح اشوف علاقاتهم مع الجارة مسألة وقت.