صعدت تركيا أمس الإثنين (14 مارس/ آذار 2016) صراعها مع حزب العمال الكردستاني المسلح في أعقاب الهجوم الذي وقع في أنقرة أمس الأول (الأحد) وأسفر عن مقتل 37 شخصاً، رغم أن المسئولين لم يتهموا بشكل رسمي الجماعة المسلحة بالمسئولية عن تفجير سيارة مفخخة.
وشن الجيش التركي هجمات جوية ضد أهداف حزب العمال الكردستاني في شمال العراق كما بدأ عمليات عسكرية جديدة في جنوب شرقي تركيا.
وقال وزير الصحة، محمد مؤذن أوغلو إن الهجوم الذي وقع في قلب العاصمة، في مكان ليس بعيداً عن المقرات الرئيسية للحكومة، خلف 120 جريحاً، بينهم 15 لا يزالون في العناية المركزة.
وقال مسئولون حكوميون إن انتحارية هي التي نفذت الهجوم. ولم يتضح ما إذا كان هناك مهاجماً ثانياً، حيث لا تزال اختبارات الحمض النووي مستمرة.
ووجه رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو أصابع الاتهام إلى حزب العمال الكردستاني بالمسئولية عن تفجير السيارة المفخخة الأحد في أنقرة والذي أسفر عن مقتل 37 شخصاً.
وأفادت وكالة أنباء الأناضول التي تديرها الدولة بأن رئيس الوزراء ألقى باللائمة على «منظمة إرهابية انفصالية»، وهي عبارة غالباً ما تستخدم من قبل تركيا لوصف حزب العمال الكردستاني، مشيراً إلى أن التحقيقات، لا تزال جارية للتأكد من هوية منفذي الانفجار.
وأضاف أن تركيا اعتقلت 11 شخصاً منذ وقوع التفجير، دون الخوض في التفاصيل.
ولم تعلن أي جماعة مسئوليتها عن الهجوم، لكن صحيفة «صباح» الموالية للحكومة نقلت عن مصادر أمنية قولها إن حزب العمال الكردستاني هو المسئول عن التفجير.
وجاء الهجوم الذي استهدف محطة للحافلات بعد أقل من شهر على تفجير سيارة في أنقرة، أسفر عن مقتل 30 شخصاً وتبنته حركة «صقور حرية كردستان»، وهي مجموعة منشقة متشددة لا يعرف عنها الكثير.
وتعهد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان الأحد بمواصلة مكافحة المنظمات الإرهابية بحزم.
وقال «تركيا غدت هدفاً للهجمات الإرهابية في السنوات الأخيرة جراء عدم الاستقرار الذي تعاني منه المنطقة... المنظمات الإرهابية ومن يستخدمها كأدوات لصالحه، باتوا يلجأون إلى طرق غير أخلاقية في استهداف الأبرياء، عقب كل مرة تلحق قواتنا الأمنية الهزيمة بهم».
وكانت السفارة الأميركية في أنقرة قد حذرت يوم الجمعة من «مؤامرة إرهابية محتملة لمهاجمة المباني الحكومية التركية والمساكن الواقعة في منطقة باهجيليفلر بالعاصمة أنقرة»، على بعد نحو ثلاثة كيلومترات من موقع انفجار الأخير.
وكان ميدان كيزيلاي أمس (الإثنين) مغلقاً تماماً أمام حركة المرور، وفق ما لاحظت صحافية في وكالة «فرانس برس». وواصل خبراء من الشرطة بلباسهم الابيض جمع الأدلة في موقع الانفجار الذي حجب عن الأنظار بأغطية بيضاء.
العدد 4938 - الإثنين 14 مارس 2016م الموافق 05 جمادى الآخرة 1437هـ