ما أروع الكتابة عن دونالد ترامب، بغض النظر عمّا يتفوّه به من كلام حول المسلمين والأسبان، وعلى رغم عدم اعتقادنا بالتصويت لترامب من قبل هؤلاء الإثنين، فإن هناك شريحة ليست قليلة تنوي ترشيح ترامب، واذا لم يترشّح ترامب قد تُعطي هذه الشريحة صوتها الى أحد المرشّحين الجمهوريين.

ترامب واضح في خططه الاستراتيجية، وهناك منتقدون كثر له، ويُقال إنّ أمواله تساعده على ترشحه، والله العالم، لكن دعونا ننظر الى الأمور بنظرة ترامب، فهو لا يريد الهجرة غير الشرعية من قبل المكسيكان، ولم يذكر الاسبان المهاجرين بطريقة شرعية، ولم يذكر المكسيكان المهاجرين بطريقة شرعية أيضًا، لكن ما ذكره ترامب حول بناء جدار من قبل الاخوة المكسيكان هو ما أثار حفيظة الأصول الاسبانية!

أمّا بالنسبة الى المسلمين، فترامب لم يذكر شيئا جديدا عن تخوّف الأميركان من داعش وتنظيم القاعدة، وبصراحة النظرة الى المسلمين باتت في ارتياب ودونية جدّا بعد أحداث (سبتمبر/ أيلول 2001)، وبعد طريقة القتل البربرية التي يستخدمها الدواعش في الضحايا، لكن نرجع مرّة أخرى الى طريقته في عرض التخوّف من المسلمين، فهو رغب في حظر دخول المسلمين الى أميركا، ولم يقل ليخرج مسلمو أميركا منها، وبينما قام العالم وقعد على تصريحات ترامب حول المسلمين، مازال لدى ترامب صفقات كبيرة وتدر خيراً ماليّاً عليه مع كبار الشخصيات من المسلمين!

وبينما يهز ترامب صورته بين العروق الاسبانية والمسلمة، نجد نجم هيلاري كلينتون – ماشاء الله – يصعد وبقوّة، مع انّ بيرني ساندرز يحاول جهده، وقد يكون هو الأكثر شهرة بين الشباب الأميركي، بسبب أفكاره الجميلة، الاّ أن خبرة هيلاري وتعاطيها مع الإعلام وفقا لمنظّمة «غالوب لاستطلاع الرأي»، يجعلها هي الأقوى لدخول البيت الأبيض.

نعم لا يريد الأميركان بوش آخر، ولا يريدون كلينتون آخر، لكنّهم بالتأكيد يطمحون الى هيلاري المرأة، ويجدون بها قوّة لا مثيل لها، والبعض منهم يتخوّف من ساندرز، ويؤكّد قدرة هيلاري على رئاسة الولايات المتّحدة الأميركية.

هيلاري طبعا تستخدم المقاطع الصوتية كجون كيندي، حتّى انّك لا تريد أن تنسى مقطعا صوتيا منها، فهي تحافظ على رونقها من خلال استخدامها الكلمات الرنّانة، وتوازنها في عرض الحقائق وبرنامجها الانتخابي، كما انّها لا تضايق أحدا، لا عروقاً أسبانية ولا مسلمة ولا تتعدّى حدودها مع المحافظين، ونعتقد أنّ هناك فئة من الجمهوريين سيصوّتون لها.

المسابقة للوصول الى البيت الأبيض ليست سهلة على دونالد ترامب بعد مقاطعه الصوتية، وهو بحاجة ماسة الى مستشارين اعلاميين مسلمين وأسبان على وجه السرعة، حتى لا يقع في فخ الاعلام ويسقط، فالاعلام أسقط جورج بوش الأب من خلال مقطع صوتي لا يُنسى عندما قال:

«Read my lips, NO more Taxes»!