قتل 16 شخصاً أمس الأحد (13 مارس/ آذار 2016) بنيران مهاجمين مدججين بالسلاح على شاطىء منتجع غراند بسام في ساحل العاج، على بعد أربعين كلم شرق أبيدجان، في أول هجوم من نوعه تشهده البلاد.
وقال شاهد عيان لـ «فرانس برس» إنه سمع أحد المهاجمين يهتف «الله أكبر»،
وأعلن تنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» مسئوليته عن الهجوم.
وقال بيان نشر على موقع سايت الذي يتابع بيانات الجماعات المتشددة على الإنترنت «بفضل من الله وتوفيقه تمكن ثلاثة أبطال من فرسان قاعدة الجهاد ببلاد المغرب الإسلامي من اقتحام المنتجع ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﻲ بسام ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ».
وأعلن الرئيس العاجي، الحسن وتارا أن 14 مدنياً واثنين من عناصر القوات الخاصة قتلوا في الهجوم الذي استهدف ثلاثة فنادق في بلدة غراند بسام التي يرتادها الغربيون.
وقال الرئيس أثناء زيارته مكان الهجوم «الحصيلة كبيرة» مضيفاً أن ستة مهاجمين قتلوا.
وأعلن الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند من جهته أن مواطناً فرنسياً واحداً على الأقل هو بين الضحايا.
وصرح شاهد لـ «فرانس برس» بعيد الهجوم أن المهاجمين «المدججين بالسلاح والملثمين أطلقوا النار على نزلاء فندق ليتوال دو سود، وهو فندق كبير يرتاده الأجانب في هذا الوقت من السنة».
وقالت ماري-كلير يابي وهي تبكي وتحمل طفلها البالغ عامين بين ذراعيها «لا أعلم ماذا حل بابني وشقيقتي».
وأضافت «سمعنا صوت إطلاق نار لدى وصولنا واعتقدنا أنه حادث سطو. وقال لي أحدهم (أهربي، الأمر خطير، إنهم يقتلون الجميع)».
ويذكر هجوم الأحد بالهجمات التي شنها إسلاميون متطرفون في منتجع سوسة التونسي في يونيو/ حزيران الماضي والتي أدت إلى مقتل 37 شخصاً. وروى الشاهد برامان كيندا أن المهاجمين كانوا أربعة و»كانوا يجوبون الشاطئ وهم يطلقون النار».
بدوره، روى اللبناني عباس الرز الذي ينزل في ليتوال دو سود أن أحد المهاجمين كان يحمل بندقية كلاشنيكوف ويرتدي حزاماً بقنابل يدوية.
وقال شاهد آخر يدعى كوامينا كاكو بيرتين أن ثلاثة مهاجمين فروا سيراً عبر طريق مجاورة.
من جهته، قال مصدر في الشرطة لـ «فرانس برس» إن «عمليات التمشيط متواصلة وتم تأمين الفندق».
وتجمع مئات الأشخاص عند مدخل الحي الفرنسي في غراند بسام على مشارف البلدة القديمة حيث كانت تقف عشرات سيارات الإسعاف على أهبة الاستعداد.
وشاهد مراسل لـ «فرانس برس» نحو عشرة أشخاص بينهم امراة غربية مصابة يتم إجلاؤهم على متن شاحنة عسكرية، فيما كانت شاحنات أخرى تقل بنادق رشاشة ثقيلة تتجه إلى مكان الهجوم.
وكان الجيش العاجي يدقق في هويات الأشخاص الذين يغادرون المنطقة، فيما أوعزت السفارة الفرنسية لمواطنيها بالابتعاد عن منطقة الهجوم «لتجنب عرقلة عمل قوات الأمن».
وكان محللون أعربوا عن مخاوفهم من انتشار هجمات الإسلاميين المتطرفين في غرب إفريقيا لتصل إلى دول من بينها ساحل العاج والسنغال.
وكان تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» أعلن مسئوليته عن هجمات دموية استهدفت فنادق يرتادها أجانب في نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 ويناير/ كانون الثاني هذا العام.
وتعرف ساحل العاج بأنها أكبر منتج للكاكاو في العالم. ويحاكم رئيسها السابق لوران غباغبو أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية بسبب العنف الدموي الذي تلى انتخابات 2010.
العدد 4937 - الأحد 13 مارس 2016م الموافق 04 جمادى الآخرة 1437هـ