حذّرت الولايات المتحدة وفرنسا أمس الأحد (13 مارس/ آذار 2016) دمشق وحلفاءها من استغلال اتفاق الهدنة لتحقيق أهدافهم، وطالبتا بمفاوضات تحظى بمصداقية بين الحكومة والمعارضة في جنيف اليوم (الإثنين).
ورفضت الدولتان الداعمتان للمعارضة السورية «الخط الأحمر» الذي أعلنت عنه دمشق السبت حيال مصير الرئيس بشار الأسد، نقطة الخلاف الجوهرية بين النظام والمعارضة التي تصر على رحيله.
ووصل وفد الحكومة وعلى رأسها الممثل الدائم لسورية في الأمم المتحدة بشار الجعفري، صباح أمس (الأحد) إلى جنيف غداة بدء وصول وفد الهيئة العليا للمفاوضات، الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة.
جنيف - أ ف ب
حذرت الولايات المتحدة وفرنسا أمس الأحد (13 مارس/ آذار 2016) دمشق وحلفاءها من استغلال اتفاق الهدنة لتحقيق أهدافهم، وطالبتا بمفاوضات تحظى بمصداقية بين الحكومة والمعارضة في جنيف اليوم (الإثنين).
ورفضت الدولتان الداعمتان للمعارضة السورية «الخط الأحمر» الذي أعلنت عنه دمشق السبت حيال مصير الرئيس بشار الأسد، نقطة الخلاف الجوهرية بين النظام والمعارضة التي تصر على رحيله.
ووصل وفد الحكومة وعلى رأسها الممثل الدائم لسورية في الأمم المتحدة بشار الجعفري، صباح أمس (الأحد) إلى جنيف غداة بدء وصول وفد الهيئة العليا للمفاوضات، الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة.
ووفق مراسلة «فرانس برس» في جنيف، يفترض أن يلتقي موفد الأمم المتحدة إلى سورية، ستافان دي ميستورا اليوم وفد الحكومة السورية على أن يلتقي الثلثاء وفد المعارضة.
وفي ختام اجتماع في باريس حول سورية مع نظرائه الفرنسي والألماني والبريطاني والإيطالي، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري «إذا اعتقد النظام وحلفاؤه أنهم قادرون على اختبار صبرنا أو التصرف بطريقة تطرح تساؤلات حول تعهداتهم- من دون أن يترك ذلك عواقب وخيمة على التقدم الذي حققناه- فإنهم واهمون».
وأضاف «على كافة الأطراف احترام وقف الأعمال القتالية والتعاون في تسليم المساعدات الإنسانية واحترام عملية المفاوضات للتوصل إلى عملية سياسية انتقالية».
تهديد العملية السلمية
واعتبر وزير الخارجية الفرنسي، إيرولت أنه «لضمان مصداقية المفاوضات يجب احترام الهدنة ونقل المساعدات الإنسانية دون قيود أو عقبات»، مشيراً إلى أن مفاوضات جنيف ستكون «صعبة» لكنها ستتطرق إلى «عملية سياسية حقيقية» في سورية.
وتختلف هذه الجولة من المفاوضات عن مبادرات سلام سابقة، وخصوصاً تلك التي عقدت في نهاية يناير/ كانون الثاني الماضي ولم تستمر سوى أيام وباءت بالفشل، إذ تترافق مع اتفاق لوقف الأعمال القتالية يستثني الجهاديين، وسبقتها خلال الفترة الماضية قافلات مساعدات وصلت إلى 250 ألف شخص في عشر مناطق محاصرة من أصل 18 في سورية.
وتضغط واشنطن وموسكو لإنجاح المفاوضات، ومن أجل فتح الطريق أمام ذلك رعتا اتفاق وقف الأعمال القتالية الذي بدأ في 27 فبراير/ شباط. كما عقدتا السبت اجتماعاً للبحث في الانتهاكات التي ما زالت «محدودة»، فهما تدركان أن عدم التوصل إلى حل سياسي سينهي الهدنة.
وقال كيري إن «أي انتهاك، وإن كان متفرقاً، لوقف الأعمال العدائية، يهدد العملية» السياسية. ودعا روسيا وإيران، حليفتا دمشق، إلى استخدام نفوذهمها على النظام السوري لاحترام الهدنة.
وعلى اعتبار أن اتفاق الهدنة يستنثي تنظيم «داعش» و «جبهة النصرة»، أعلن كيري أن «في سورية خسر داعش 3000 كلم مربع و(فقد) 600 مقاتل في الأسابيع الثلاثة الأخيرة. والضغط سيتكثف».
مصير الأسد
وقبل يومين كشف دي ميستورا أن المفاوضات ستتركز على ثلاث مسائل هي تشكيل حكومة جامعة ووضع دستور جديد وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية برعاية الأمم المتحدة في مهلة 18 شهراً تبدأ مع انطلاق المفاوضات الإثنين.
إلا أن مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما، جوشوا لانديس اعتبر في حديث لـ «فرانس برس» أن جدول الأعمال الذي وضعه دي مستورا «ليس واقعياً»، ويعود ذلك تحديداً إلى أن «الأسد أقوى من أي وقت مضى ولن يرحل إلى أي مكان».
ويعتبر مصير الاسد نقطة خلاف محورية بين طرفي النزاع والدول الداعمة لكل منهما، إذ تتمسك المعارضة بأن لا دور له في المرحلة الانتقالية، بينما يصر النظام على أن مصير الأسد يتقرر فقط من خلال صناديق الاقتراع.
ورفض كيري وإيرولت تصريحات وزير الخارجية السوري، وليد المعلم والذي قال السبت إن دمشق لن تحاور «أحداً يتحدث عن مقام الرئاسة وبشار الأسد خط أحمر».
واعتبر كيري أن تصريحات المعلم «تحاول بوضوح عرقلة المفاوضات»، ووصفها إيرولت بـ «الاستفزازية».
وقال كيري «الحقيقة إن رعاة الأسد وهما روسيا وإيران (..) تبنتا مقاربة تقضي بوجوب وجود عملية انتقال سياسي وإجراء انتخابات رئاسية في الوقت ذاته».
العدد 4937 - الأحد 13 مارس 2016م الموافق 04 جمادى الآخرة 1437هـ