بعد اشتغال ثقافي دام لأكثر من 7 أسابيع، اختتم مهرجان "الطعام ثقافة" فعاليته مساء اليوم الأحد (13 مارس/ آذار 2016) في متحف البحرين الوطني، بحضور رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار، الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، حيث قدمت الفنانة التشكيلية بلقيس فخرو آخر محاضرات المهرجان بعنوان: "الفن والطعام عبر التاريخ".
وفي محاضرتها، أعربت فخرو عن سعادتها بالمشاركة في مهرجان الطعام ثقافة، قائلة إن "هذا المهرجان استطاع أن يجمع كلا من الفنانين والطهاة تحت سقف واحد ليقدموا إبداعاتهم المختلفة".
وانتقلت بعد ذلك للحديث حول تطور ظهور الطعام في الرسم عبر مراحل تاريخية مختلفة. وبدأت بعرض صور لجداريات اكتشفت في كهوف بجنوب فرنسا يصل عمرها إلى 15 ألف عام، وتوضح هذه الرسومات طرق صيد الحيوانات والتقاط الغذاء التي كان يقوم بها الإنسان البدائي.
ومن ثم تناولت الغذاء والطعام في الفنون التشكيلية أثناء عصر الحضارات، وركزت في حديثها عن الحضارة الفرعونية التي انتشرت رسومات الطعام فيها على جدران المقابر. وعرضت فخرو صورا للوحات على جدران فرعونية تظهر فيها ممارسات الحصاد، الزراعة، الحيوانات كالطيور والبقر وأنواع أخرى من النباتات. وعن الطعام في رسومات العصر الروماني، قالت فخرو إن الرسومات أصبحت تتناول تفاصيل أكثر وتوضح ممارسات اجتماعية أكبر حيث تظهر في اللوحات طرق تقديم الطعام والممارسات المرتبطة به من حفلات واجتماعات.
وعن الفن والطعام في عصر النهضة، أفادت إن اللوحات بدأت تأخذ طابعا واقعيا أكثر ويظهر الطعام فيها بشكل جلي، حيث أشارت إلى لوحة الفنان الإيطالي ليوناردو دافينشي "العشاء الأخير"، ولوحات أخرى للفنان فيرتموس الذي رسم عشرات اللوحات الشخصية ولكنه استبدل أعضاء الجسم بأشكال الخضار والفواكه.
واستمرت فخرو في عرض مراحل تطور الفنون التي تناولت الطعام خلال القرن السابع عشر، التاسع عشر وصولاً إلى القرن العشرين حيث عصر الحداثة الذي انتشرت فيه مدارس فنية كثيرة.
ووصولا إلى العصر الحديث، تطرقت إلى انعكاس أسلوب الحياة الحديثة على نوعية الطعام وطريقة عرضه في اللوحات الفنية، كما وتطرقت إلى بدايات القرن الواحد والعشرين حيث انتشار تصوير الطعام على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة وما يرتبط بذلك من ممارسات اجتماعية واقتصادية.
وكان مهرجان الطعام ثقافة قد انطلق في أواخر شهر يناير الماضي، حيث قدم خلال أسبوعه الأول 6 أمسيات جمعت فنانين وطهاة من مدارس فنية ومطابخ عالمية من آسيا وأوروبا قدموا أعمالا فنية وأطباقا مختلفة. أما في جزئه الثاني فنظم المهرجان سلسلة محاضرات في قاعة محاضرات متحف البحرين الوطني قدمتها مجموعة من خبراء الطعام والفنانين على حد سواء. كما وقدم مهرجان الطعام ثقافة عروضا لأفلام متنوعة حول الطبخ والطعام كفيلم راتاتاوي وفيلم رحلة المائة قدم. ومن الجدير ذكره أن القائمين على مهرجان الطعام ثقافة سيصدرون كتابا يجمع كافة أعمال الفنانين ووصفات الطهاة، حيث سيدشن الكتاب خلال معرض البحرين الدولي للكتاب 17 خلال مارس/ آذار الجاري.