وقع هتافات "ديلما ارحلي!"، تظاهر عشرات آلاف الاشخاص اليوم الأحد (13 مارس/ آذار 2016) في كل البرازيل ضد الرئيسة اليسارية ديلما روسيف التي تواجه أزمة سياسية حادة، بحسب ما افاد مراسلو وكالة "فرانس برس".
ورفع المتظاهرون إعلام الفريق الوطني لكرة القدم (أصفر وأخضر) ونزلوا إلى الشوارع في عدة مناطق من بينها برازيليا (وسط) وريو دي جانيرو (جنوب شرق) وبيلو هوريزونتي (جنوب شرق) وريسيفي (شمال شرق) و بيليم (شمال).
وتأمل المعارضة في حشد اعداد كبيرة من معارضيها، لممارسة ضغوط على النواب الذين يترددون في التصويت على بقاء الرئيسة اليسارية او استقالتها في الاسابيع المقبلة.
وتواجه البرازيل، عملاق أميركا اللاتينية، التي تستضيف الألعاب الأولمبية الصيف المقبل، تراجعاً لنموها الاقتصادي وتضخما كبيراً يحملان على التخوف من حصول أعمال عنف خلال التظاهرات. وقالت روسيف مساء أمس (السبت) "ادعو المواطنين إلى تجنب أعمال العنف. ومن حق الجميع أن يتظاهروا، ولا يحق لأحد أن يقوم بأعمال عنف".
وتم الاعلان عن تنظيم تظاهرات في أكثر من 438 مدينة في البرازيل، منها ساو باولو، العاصمة الاقتصادية والمالية للبلاد، ومعقل المعارضة، حيث تتوقع السلطات مشاركة مليون متظاهر.
وتبدأ البرازيل السنة الثانية من الركود الاقتصادي الشديد، فيما الازمة السياسية التي تؤججها فضيحة الفساد في بتروبراس، تصيب بالشلل عمل حكومة حزب العمال (اليساري) الحاكم منذ 2003.
ومنظمو تظاهرات اليوم ينتمون الى حركات تعتبر يمينية وقد دعت العام الماضي إلى ثلاثة أيام من الاحتجاجات المماثلة. وشارك في أبرز تلك التظاهرات 1.7 مليون برازيلي في مارس 2015.
مئة ألف شخص في برازيليا
وفي العاصمة برازيليا، تجمع مئة ألف شخص بحسب الشرطة أمام البرلمان بحراسة قوة كبيرة من الشرطة. وبجانب أحدى المنصات، رفع المتظاهرون دمية تمثل الرئيس البرازيلي السابق لويس ايناسيو لولا دا سيلفا (2003-2010) وقد البسوها ثياب السجن المرقطة بالأبيض والاسود.
وفي ريو دي جانيرو، تجمع المتظاهرون بصفوف طويلة على شاطئ كوباكابانا. واثار مرور طائرة صغيرة تتدلى منها لافتة كتب عليها "لن يكون هناك انقلاب" غضب المتظاهرين. ولبت الاحزاب المعارضة ضمنا للمرة الاولى الدعوة الى التظاهر. وقال الحزب الاشتراكي الديمقراطي البرازيلي (يمين وسط)، أبرز احزاب المعارضة، "هذه هي اللحظة المواتية لحمل علم البرازيل والنزول سلمياً إلى الشوارع للاحتجاج على فساد حكومة ديلما".
وتستغل المعارضة المتاعب القضائية الاخيرة للرئيس السابق لويس ايناسيو لولا دا سيلفا (2003-2010) المرشد السياسي لروسيف.
وكان دا سيلفا النقابي العمالي السابق الذي شهد ولادة "المعجزة" الاجتماعية-الاقتصادية البرازيلية في العقد الاخير من القرن الماضي، تعرض للملاحقة جراء فضيحة الفساد في شركة بتروبراس التي تلطخ سمعة الائتلاف الحاكم.
وطلب مدعون في ساو باولو بدء ملاحقات ضد دا سيلفا بتهمة "اخفاء اصول وتبييض اموال" ووضعه قيد التوقيف الاحتياطي بشأن شقة كان ينكر امتلاكها.
وكانت ردة فعل دا سيلفا عنيفة قبل ثمانية ايام على استجوابه القصير والمذل في منزله من قبل المحققين في ملف بتروبراس.
وقرر حزب العمال البقاء على الحياد في تظاهرات اليوم "لتجنب الاستفزازات"، داعياً انصاره إلى التظاهر في 18 و31 مارس.
وكانت روسيف حاولت انقاذ دا سيلفا من خلال دعوته إلى القبول بتسلم منصب في حكومتها.
وتلقت الرئيسة السبت اشارة تحذير جديدة، إذ أمهل حزب الحركة الديمقراطية، الحليف الوسطي الاساسي في ائتلافها، نفسه 30 يوماً ليقرر ما إذا كان سيتخلى عنها ام لا، خلال مؤتمره الوطني في برازيليا. واعاد مندوبو الحزب الاشتراكي الديمقراطي انتخاب ميشال تامر رئيسا لهم، وهو نائب الرئيسة البرازيلية، الذي سيتولى مقاليد الحكم اذا اقيلت روسيف، حتى انتخابات 2018.