تواجه رئيسة البرازيل ديلما روسيف نهاية اسبوع حاسمة بالنسبة لمستقبلها السياسي تتوج يوم غدٍ الأحد (13 مارس/ آذار 2016) بتظاهرات دعت اليها المعارضة في سائر ارجاء البلاد للمطالبة برحيلها.
ويشهد اليوم (السبت) حدثاً مهماً مع انعقاد المؤتمر الوطني لحزب الحركة الديمقراطية البرازيلية الحليف البرلماني الأساسي لحزب العمال اليساري الحاكم.
ويتوقع ان يجدد مندوبو حزب الحركة الديمقراطية الوسطي ولاية ميشال تيمر نائب الرئيسة البرازيلية على رأس الحزب وميشال تيمر قد يضطلع بشؤون الحكم حتى الانتخابات المقبلة في 2018 في حال عزل ديلما روسيف.
لكن سيكون عليهم ان يعملوا خصوصا على تجاوز انقساماتهم العميقة بين المؤيدين للشرعية الذين يدعون الى الابقاء على اتفاق الحكم مع حزب العمال، وانصار القطيعة التامة مع ديلما روسيف وهم كثر.
وقد يعتمدون بحسب وسائل الاعلام البرازيلية الحل الوسط اي لا قطيعة مع الحكومة ولا دعم لها، ما يترك حرية الخيار امام برلمانيي الحزب للتصويت مع او ضد عزل الرئيسة.
ومع الانكماش الاقتصادي وفضيحة الفساد في شركة بتروبراس النفطية العملاقة تواجه روسيف ازمة سياسية كبيرة اتخذت منذ اسبوع منحى دراميا مع فتح تحقيقين قضائيين مع مرشدها وسلفها الرئيس السابق لويس اينياسيو لولا دا سيلفا (2003-2010).
وتراهن المعارضة اليمينية على وقع الصدمة التي اثارتها الشبهات بعمليات اختلاس التي تحوم حول الزعيم الكاريسمي لليسار البرازيلي لحشد انصارها للنزول بكثافة الاحد الى الشارع.
ومن شأن المشاركة الكبيرة في التظاهرة ان تؤدي الى اضعاف الرئيسة اكثر من خلال الضغط على النواب الذين ما زالوا يترددون في التصويت مع او ضد عزل ديلما روسيف.
ويتوقع ان تجري التظاهرة الكبرى بعد ظهر الاحد في ساو باولو العاصمة الاقتصادية للبلاد ومعقل المعارضة حيث قالت السلطات انها تستعد لتظاهرة مليونية.
- "البرازيل في حالة غليان" - تواجه ديلما روسيف احتمال مواجهة اجراءات برلمانية لعزلها بدأتها في كانون الاول/ديسمبر المعارضة التي تتهمها بتزوير الحسابات العامة للدولة في 2014، السنة التي اعيد فيها انتخابها، وفي 2015 للتخفيف من حجم الازمة الاقتصادية التي يغرق فيها هذا البلد العملاق الناشيء في اميركا الجنوبية.
لكن المحكمة العليا الفدرالية ابطأت هذا الاجراء الذي لا تعرف نتيجته ويتوقع ان يستأنف مجددا بسرعة كبيرة متى حددت الهيئة القضائية العليا الاربعاء الأسس الإجرائية المنظمة له.
اما روسيف فاتخذت الجمعة زمام المبادرة مستبقة عطلة نهاية الاسبوع لتعلن رفض الاستقالة ولتؤكد انها "لا تستسلم قطعا".
وفي نوع من الاعتراف بالعجز استنجدت علنا بلولا ودعته للانضمام الى حكومتها.
ويبدو القلق على اشده لدى الفريق الرئاسي حتى ان اثنين من كبار قادة الحركة الديمقراطية، نائب الرئيسة ميشال تيمر ورئيس مجلس الشيوخ رينان كالهيروس اجريا اتصالات هذا الاسبوع مع المعارضة لاستنباط الحلول الممكنة للازمة.
وعلق زعيم معارضة اليمين الوسط ايسيو نيفيس على ذلك بقوله "ما اراه هو ان الحركة الديمقراطية مدركة ان البرازيل في حالة غليان، وانها ستحاسب امام التاريخ".
وقال رئيس حزب الديمقراطية الاجتماعية "ارى ان قطاعات هامة من حزب الحركة الديمقراطية ادركت انه بمعزل عن التضامن الشخصي الذي يمكن ان يربطهم بالرئيسة فلا حل معها".
اما رئيس مجلس الشيوخ فالتزم التحفظ الشديد عندما سئل حول المحادثات مع المعارضة مذكرا بان حزب الحركة الديمقراطية، اول قوة برلمانية مع 65 نائبا من اصل 513 و18 سناتورا من اصل 81، "هو دعامة الحكم".
واضاف كالهيروس "ان على حزب الحركة الديمقراطية ان يعقد مؤتمره متحليا بكثير من المسؤولية لان اي اشارة الى موقفه في هذا المنحى او ذاك قد يخفف او يزيد من حجم الازمة".