اكتسبت أسعار النفط أمس زخماً واتجهت لتسجيل ثالث مكاسبها الأسبوعية، بدعم من تقرير متفائل أصدرته «وكالة الطاقة الدولية» وأشارت فيه إلى أن موجة الهبوط في السوق ربما بلغت منتهاها، وذلك وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم السبت (12 مارس / آذار 2016).
غير أن بعض المحللين حذروا من أن التخمة الكبيرة في المعروض ما زالت باقية وحذر «غولدمان ساكس» من أن الخام الأميركي قد يملأ منشآت التخزين في الشهور المقبلة. وكان بارزاً أمس استئناف ضخ النفط من إقليم كردستان العراق إلى ميناء «جيهان» التركي بعد توقفه ثلاثة أسابيع.
وأعلنت الوكالة في تقرير شهري أن أسعار النفط ربما بلغت أدنى مستوياتها وتبدأ في التعافي وأن الأسعار المتدنية بدأت تؤثر في إنتاج الخام خارج «منظمة البلدان المصدرة للنفط» (أوبك). وأضافت: «توجد علامات واضحة على أن قوى السوق (...) تحقق نتائج إيجابية وأن المنتجين حيث الكلفة العالية يخفضون الإنتاج».
وتعتقد الوكالة بأن الإنتاج من خارج «أوبك» سينخفض بواقع 750 ألف برميل يومياً في 2016 مقارنة بـ 600 ألف في تقديراتها السابقة، وأن الإنتاج الأميركي وحده سيتراجع بمقدار 530 ألف برميل يومياً في 2016.
ووفقاً للتقرير، انخفض إنتاج «أوبك» بواقع 90 ألف برميل يومياً في شباط (فبراير) بسبب تعطل الإنتاج في نيجيريا والعراق والإمارات، اذ انخفض إنتاج الدول الثلاث بواقع 350 ألف برميل يومياً. وأضاف: «في الوقت ذاته كانت عودة إيران للسوق أقل مما قاله الإيرانيون. ففي شباط نعتقد بأن الإنتاج زاد 220 ألف برميل يومياً ويبدو في الوقت الحاضر أن عودة إيران ستحصل تدريجاً».
وأشارت الوكالة إلى أن المخزون في الدول الصناعية الأعضاء في «منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية» انخفضت في شباط للمرة الأولى في سنة، على رغم ارتفاع مخزون الخام في وحدات التخزين العائمة. غير أن الوكالة توقعت نمو المخزون العالمي للنفط الخام والمنتجات النفطية كثيراً في النصف الأول من 2016، بما بين 1.5 و1.9 مليون برميل يومياً لكنه سيتباطأ إلى 0.2 مليون برميل يومياً فقط في النصف الثاني مقارنة بتقديرات بنمو قدره 0.3 مليون برميل يومياً في التقرير السابق.
وأبقت «وكالة الطاقة» على تقديراتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2016 من دون تغيير عند 1.17 مليون برميل يومياً أو ما يعادل 1.2 في المئة من إجمالي الطلب البالغ 95.8 مليون برميل يومياً.
وفي التعاملات، بلغ سعر الخام الأميركي في العقود الآجلة 38.64 دولار للبرميل بزيادة 80 سنتاً عن سعره عند الإغلاق السابق بعدما صعد إلى أعلى مستوياته منذ مطلع عام 2016 عند 38.96 دولار للبرميل، وبلغ سعر مزيج «برنت» في العقود الآجلة 40.65 دولار للبرميل بارتفاع 60 سنتاً عن سعر التسوية السابقة، ويتجه الخام لتحقيق ثالث مكاسبه الأسبوعية على التوالي.
وقلصت الكويت فارق خصم سعر شحناتها النفطية إلى آسيا عن سعر خام سعودي مماثل، إلى أدنى مستوياته في 19 شهراً. وأفاد مصدر بأن الكويت رفعت سعر البيع الرسمي لشحناتها من النفط الخام إلى آسيا في نيسان (أبريل) ليصل إلى متوسط سعر خامي «عُمان» و»دبي» مخصوماً منه 2.85 دولار للبرميل، اي بزيادة قدرها خمسة سنتات على الشهر السابق.
وأشارت مصادر إلى أن السعودية ستضخ كميات الخام المتعاقد عليها بالكامل إلى اثنين على الأقل من المشترين في آسيا في نيسان من دون تغيير عن الشهر الجاري. وأفاد أحدها بأن شركة «أرامكو» الحكومية السعودية لم تجر أي تعديلات على حجم إمدادات أي من أنواع الخام.
من جهة أخرى، أعلنت «شركة مصافي عدن» إنها مستعدة لتقديم خدمات تكرير النفط الخام للشركات النفطية المحلية والأجنبية مع إمكان شراء المصفاة بعض المشتقات النفطية الناتجة من عملية التكرير، وفقاً للأسعار العالمية لتغطية السوق المحلية.
وأشار مكتبها الإعلامي في بيان إلى أن هذا التحرك يأتي لتأمين تدفق النفط وضمان استمرار عمل المصفاة.