أعلن الوزير اليوناني لشؤون الهجرة يانيس موزالاس، أن بلاده تعتبر تركيا «بلداً ثالثاً آمناً»، فاتحاً بذلك طريقاً شرعياً لإعادة طالبي اللجوء إلى هذا البلد المجاور تنفيذاً لخطة الاتحاد الأوروبي وأنقرة لحل أزمة المهاجرين، وذلك وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم السبت (12 مارس / آذار 2016).
ونقلت وسائل إعلام محلية عن موزالاس تصريحه لصحافيين يونانيين في ختام اجتماع وزاري في بروكسيل، أنه «في وقت تستقبل تركيا 2,5 مليون لاجئ وبما أن الاتحاد الأوروبي والمفوضية العليا للاجئين يتدخلان هناك لمراقبة المخيمات واحترام حقوق الإنسان، فإن تركيا في الواقع بلد آمن».
وكانت الحكومة اليونانية اكتفت بالقول إنها «تدرس» هذا الخيار الذي يُعتبر أداةً شرعية لإرسال طالبي اللجوء إلى بلد ثالث.
وبموجب القانون الدولي، فإن اليونان قادرة على اتخاذ هذا القرار الأحادي «ولكن عملياً يجب أن تتعاون تركيا» بقبولها استعادة طالبي اللجوء الذين انطلقوا من أراضيها، وفق ما أوضح مصدر حكومي.
في المقابل، صرح المفوض الأوروبي لشؤون الهجرة ديمتريس أفراموبولوس خلال مؤتمر صحافي في بروكسيل، أن «وصف تركيا بالبلد الآمن، قرار أوروبي ولكن يجب أن تكون هناك توضيحات إضافية». واعتبر خبراء قانونيون يونانيون، أن الحكومة اليونانية ليست ملزمة برفع هذا القرار إلى البرلمان للموافقة عليه.
في سياق متصل، أبدى المفوض الأوروبي للمساعدات الإنسانية كريستوس ستيليانيدس أمس، استعداد الاتحاد الأوروبي لدعم اليونان مالياً في التعامل مع الأزمة.
وقال ستيليانيدس بعد لقائه رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس في أثينا: «علينا واجب أخلاقي كأوروبيين بتقديم هذه المساعدة للاجئين. أود أن أكون واضحاً. اليونان ليست وحدها في هذه الأوقات الصعبة، نحن مستعدون للدعم ومساعدة اليونان»، مضيفاً أنه بخلاف المساعدات الإنسانية هناك أموال أوروبية أخرى متاحة.
وأطلق الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي برنامج مساعدات جديد قيمته المبدئية 700 مليون يورو.
من جهة أخرى، أعلنت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين أول من أمس، أن آخر اللاجئين السوريين الذين دخلوا مقدونيا قبل غلق طريق الهجرة عبر البلقان، يجري نقلهم إلى مآوٍ طارئة بعد أن أمضوا 3 أيام وسط أوحال بستان.
وعلق 437 لاجئاً، نصفهم من الأطفال، في بستان على الحدود الصربية المقدونية مع غلق طريق البلقان. وكانت هذه المجموعة وصلت في آخر قطار نقل مهاجرين عبر مقدونيا. وقالت الناطقة باسم المفوضية لبوينكا براسنارسكا: «هؤلاء اللاجئون و90 في المئة منهم من السوريين، لم يُسمح لهم بدخول صربيا ثم لم تسمح لهم السلطات المقدونية بالعودة» الى أراضيها. وأضافت: «بالتالي علقوا لـ3 أيام في العراء في بستان غارق في الأوحال وسط طقس ماطر وشديد البرودة»، موضحةً أن بعض الأطفال أُصيبوا بالتهابات في الجهاز التنفسي.
ونصب هؤلاء اللاجئون حوالى 120 خيمة في البستان وأشعلوا النار لمقاومة البرد.
ونُشرت عناصر الشرطة لمنعهم من الفرار. وبدأت السلطات المقدونية مساء أول من أمس، تحت ضغط مفوضية اللاجئين، بنقلهم إلى 4 مخيمات أُقيمت في بلدة نابانوفسكي القريبة.
وتضمّ هذه القرية مركز استقبال يؤوي ألف شخص نصفهم أفغان، كانت صربيا رفضت دخولهم.
وأُغلق طريق البلقان الأربعاء الماضي، إثر قرار سلوفينيا عدم السماح بمرور اللاجئين الذين لا يملكون تأشيرة عبر أراضيها، في إجراء هدفه ثني المهاجرين عن سلوك طريق البلقان.
وتبنى كل من كرواتيا وصربيا ومقدونيا على الفور الإجراء ذاته.
إلى ذلك، أعلنت مساعدة وزير الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند في أثينا أمس، أنه من الضروري القيام «بمزيد» من الخطوات في اليونان لاستقبال اللاجئين، مشيرةً إلى أن الولايات المتحدة تناقش موضوع تقديم «مساعدة إنسانية عاجلة» للمساهمة في ذلك.
ودعت نولاند إلى «فتح مزيد من مراكز الاستقبال حتى يتمكن الناس من فهم الخيارات المعروضة عليهم» من أجل توزيعهم في الاتحاد الأوروبــي. وأضـــافـــت أن «المطلوب القيام بمزيد من الخطوات»، مشيرةً إلى أن اليونان أرسلت إلى واشنطن «طلبات مباشرة للمساعدة. نأمل في أن نتمكن في الأيام المقبلة من الإعلان عن دعم إنساني مباشر».